السلام عليكم
فجأة وجد الطفل الفلسطيني رامي جمال مع والده في خط النار...
كان الرصاص ينطلق غزيرا من فوهات بنادق ام-16 الامريكية وسط سحابات من دخان قنابل الغاز المسيل للدموع.
كانوا يريدون حرق كل شي .. قتل كل شي.. و مازالوا يطاردون كل ظل فلسطيني ليقتلوه ..
هي ذي اوامر باراك و رئيس اركانه المجرم شاؤول موفاز للجنود.. اقتلوهم حيث وجدتموهم .. لا تتركوهم يفلتون حتى من احضان آبائهم .. و على اليمين كان هناك برميل زبالة..
وراء البرميل احتمى جمال العكلة ووراء ظهره وضع ابنه لعل سماكة البرميل.. و قميص ال تي شيرت الرقيق الذي يرتديه يقيانه و طفله من رصاصة طائشة قد تأتي من هناك او هناك.
كان الرصاص غزيرا.. و من كل اتجاه.
صرخ الاب ..معي طفل.
و صرخ الطفل من هدير الرصاص الذي يتطاير من دون هدى بحثا عن رأس او صدر اي فلسطيني ليخترقه ,... و تنفذ المهمة على اكمل وجه.
لم ينتبه القتلة الى مصدر الصوت ... لكنهم سمعوه .. فانطلقت قذائف القنابل الدخانية لتغطي المكان لعل صاحبه يختنق.
ثم رفع الاب يده صائحا ... الولد .. الولد.
هذه المرة رأوه ..ادركوا ان برميل الزبالة لن يحول دون وصول الرصاص ... فردوا بعدة صليات نحو اليد المرفوعة من امام.
و من الجانب الاخر وصلت الرسالة لقتلة اخرين كانوا يبحثون بعيونهم عن اي خيال لفسطيني في المكان.
رأوه ..كان الاب مازال يصيح ..الولد..مات الولد
اخذوا وضع الاستعداد...ثلة من الجنود القتلة في وضح النهار ... و اطلقوا معا...
فاخترق الرصاص الجسد الفتي الغض الذي كان يصرخ قبل لحظات مفزوعا ...
و فجأة سكت الصراخ ...
و سقط الطفل على ساق والده جثة هامدة ..
و تلوى جمال بقامته الجالسة على لارض يقاوم الموت .
من منكم جمال و هو يستشهداعزل في حضن والده في مجزرة الموت الاسرائيلية ؟ من رأي جمال و هو يقاوم الموت منتصبا بصدره .. و قميص التي شيرت رقيق وراء برميل زبالة؟
من لم ير.. فليمسح القذى عن عيونه .. و لير من أي محطة تلفاز كيف يموت الفلسطينيون من اجل قدس العرب ... و المسلمين
بقلم ... محمود جبر
عرض نسخة للطّباعة |
ارسل هذه الصفحة لصديق]
