|
عضو نشيط جداً
|
|
المشاركات: 456
|
#1
|
بمناسبة بداية العام الدراسي أحببت أن أذكر إخواني المدرسين وأخواتي المدرسات بأمر قد يكونوا أعلم به مني ومن باب قوله تعالى " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " :
أما بعد :
" أخي المدرس : غير خاف عليك وأنت تتمتع بالعقل والسمع والبصر والعلم والمعرفة أن المدرس قد تحمل مسؤولية كبرى وفي عنقه أمانة عظمى سيسأل عنها أمام الله يوم القيامة تلك أمانة العلم والعمل والتعليم والتربية والتوجيه لهؤلاء الطلبة .
يجب على المدرس أن يكون قدوة حسنة لطلابه بأقواله وأفعاله ، يجب أن يكون مثلا أعلى في أخلاقه وفي أعماله وفي مظهره ، يجب أن يتحلى بالفضائل والمحاسن وأن يتخلى عن المساوي والرذائل وأن يحافظ على الواجبات والمستحبات ويترك المحرمات والمكروهات ، يجب أن يتجنب كل ما يقدح في الدين أو يخل بالمروءة فإن الله أباح لنا الطيبات النافعة وحرم علينا الخبائث الضارة لأجسامنا وصحتنا وعقولنا وأموالنا رحمة بنا وإحسانا إلينا .
فالحلال ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله يجب أن نحافظ على شعائر ديننا عموما وعلى الصلوات الخمس في أوقاتها خصوصا لأنها عماد الدين الذي يقوم عليه ، وأن نصلح أنفسنا ونلزمها التقوى والإستقامة لنفوز برضى الله وجنته ونسلم من عذابه وسخطه ولنقود أولادنا وطلابنا إلى الطريق السوي والعمل الصالح فنحن قدوتهم في القول العمل.
فيا أيها الآباء والمعلمون خذو بأيدي هؤلاء الشباب واهدوهم إلى محاسن الدين بغرس محبته في قلوبهم وتعظيمه في نفوسهم بشرح محاسنه وفضائله وما امتاز به على غيره .
إن على المدرس واجب توجيه وتربية هؤلاء الشباب تربية إسلامية صحيحه حتى ينشأ جيلا صالحا ينفع نفسه وأمته وبلاده ويسعد في دينه ودنياه ولن يكون ذلك حتى يستقيم بنفسه ويقود الطلبة إلى الخير بأفعاله قبل أقواله فالقول وحده لا يجدي .
إن على المدرس تقويم دين الطلبة و أخلاقهم و حسن تربيتهم و تنشئتهم على الفضيلة فإن تعليم الولد في صغره عبارة عن تغذية روحه بما تتهذب به أخلاقه و تزكو أعماله و تحسن مقاصده بحيث يكون ميله إلى الخير و محبته له و نفرته من الشر و بغضه له ملكة ثابتة في نفسه .
و قد أوجب الله على كل مسلم أن يتعلم العلم الشرعي و يعمل به و يدعو إليه و يصبر على ذلك و أن يراقب الله في علمه و تعليمه و في جميع مجالات حياته " قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين "
إن العلم شجرة لابد لها من زكاة و ثمرة و زكاة العلم و ثمرته العمل به و تعليمه من لا يعلمه .
..........................................
قال الشاعر:
و كن عاملاً بالعلم فيما استطعتـه ...... ليهدى بك المرء الذي بك يقتدي
حريصاً على نفع الورى و هداهم ...... تنـــل كـــل خيــر فــي نعيـم مؤبـد
إن واجب المسلم أن يقابل نعم الله بشكرها بأداء ما افترض عليه و أن يقابل أوامر الله و رسوله بالأستجابة و السمع و الطاعة راجيا ثواب الله خائفا من عقابه.
إن العلم بدون عمل طريق اليهود ( المغضوب عليهم ) الذين قالوا "سمعنا و عصينا " أعاذنا الله و المسلمين من طريقهم .
أيها الأساتذة الكرام :
إن أبناء الأمة أمانة في أعناقكم و وديعة بين أيديكم فاتقوا الله فيهم و وجهوهم التوجيه السليم و ربوهم التربية الصحيحة على ضوء الكتاب و السنة اللذين لن يضل من تمسك بهما و لن يشقى . قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و الرسول و لا تولوا عنه وأنتم تسمعون و لا تكونوا كالذين قالوا سمعنا و هم لا يسمعون "
وفقكم الله إلى ما يحب ويرضاه وجعلنا وإياكم هداة مهتدين وهدانا جميعا سواء السبيل " .
نقلا عن كتاب بهجة الناظرين فيما يصلح الدنيا والدين .
أخوكم ( مصعب )
|
|
02-09-2000 , 01:22 PM
|
الرد مع إقتباس
|