ريفالدو

ينحدر من أسرة معدمة في مدينة ريسيف البرازيلية الساحلية ، ولكن ريفالدو لم يكن ضيفاً غريباً على شظف العيش والحرمان والفقر … ففي عمر السادسة عشر فقد والده ، ولكن رغم هذه الضروب من وحشة الفقر وذلة الحاجة التي واكبته منذ نعومة أظافره فقد طوع المستحيل ونحت من صخر المعاناة ومهارات فذة ومواهب نادرة اسماً ساطعاً في سماء الكرة ، ليتحقق الحلم الذي كان يراوده إلى واقع وذلك باختياره كأفضل لاعب في العالم لعام 1999م ، وحقيقة فلا شيء يسعد ريفالدو ويحقق طموحه سوى الانطلاق في الملعب يراوغ هذا ويخترق ذاك شاق طريقه نحو المرمى .


مسلكه في الأداء ربما كان صورة كربونية لحياة الحرمان والفقر التي عاشها إذ لم تكن الطرق أمامه معبدة بل كانت دروبه شائكة مقفرة مرهقة ، وكلاعب فرض نفسه في خط الهجوم لم تكن المهمة سهلة لريفالدو ، إلا أنه بكثير من المثابرة وقوة الشخصية وكثرة الجهد تمكن من أن يحتل مكاناً مرموقاً في المقدمة ، ويبدو منذ الوهلة الأولى أن مشوار ريفالدو مع الكرة كان سالكاً شأنه شأن أي لاعب برازيلي ، إلا أن تطور ريفالدو كان درامياً ، فرغم انتمائه إلى للبرازيل التي تعتبر مصنعاً لإنتاج نجوم الكرة فإن الظروف التي عاشها كانت تتناقض مع هذه الحقيقة ، ربما كانت الحسنة الوحيدة التي واكبت حياته أنه عاش وترعرع بالقرب من ساحل البحر الذي وفر له ساحة مناسبة لممارسة الكرة واكتساب المهارات على الملاعب الرملية .


ولد ريفالدو ونشأ في منطقة تدعى جاردن باوليستا بالقرب من مدينة ريسيف بمحافظة بير نامبو شمال شرق البرازيل ، وهي منطقة بعيدة جداً عن المدن التي نشأ فيها عمالقة الكرة أمثال بيليه وروماريو ورونالدو ورفيلينو ، منطقة جنوب البرازيل التي تفخر بكونها قدمت للكرة البرازيلية هذه الكوكبة من النجوم ، تستكثر أن يسطع نجم بمميزات عالمية ويزاحم أبنائها الأضواء حتى لو ارتدى الفانيلة ذات الرقم 10 .. فالناس في جنوب البرازيل يعشقون أكثر رونالدو وروماريو.

يقول ريفالدو لو كنت ولدت في الجنوب لكنت قد تسلقت أضواء الشهرة مبكراً وبكل سهولة وهو في هذا محق ، ذلك أن الشهرة والنجومية لم تأته على طبق من ذهب بل حفر جلمود الصخر بكلتا يديه ، فالكرة بالنسبة له متعة ليس لها حدود منذ أن تعرف عليها ووقع في حبالها قبل 15 عاماً ، يبدأ صباحه ببيع التحف للسياح الأجانب قبل أن يلتقي مع محبوبته المجنونة في المساء ، وكان والده يعمل في المدينة وكانت والدته هي عميدة الأسرة كلها .

عاش حياة بائسة تفتقر إلى ضروريات الحياة في أسرة قوامها أخوان وشقيقتان ، ولعل هذا يفسر فقدانه كل أسنانه الأمامية بسبب الأنيميا التي كانت تنهش جسده قبل أن يستبدلها بطقم اصطناعي ، كانت سعادته الوحيدة هي عندما يغادر الناس الشاطئ فيلعب الكرة وحيدا يصقل مواهبه فيها ، ويقول ريفالدو أنه في سن العاشرة كان يشاهد زيكو في التلفاز ولم يتصور أنه سيصل إلى ما وصل إليه من شهرة خصوصاً أنه من الشمال ، الوحيد الذي كان يثق في قدراته هو والده الذي كان يلح عليه دائماً بلعب الكرة لكي يحترف في أحد أندية الدرجة الأولى ليخلصهم من الفقر ، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ويموت والده وهو في سن السادسة عشر بعد أن دهس والده تحت عجلات سيارة مسرعة ، فأصيب بصدمة وقرر اعتزال الكرة للأبد ولكن إصرار والدته على تحقيق حلم زوجها الراحل أقنعت ريفالدو بالعودة إليها ، يقول ريفالدو كان الأمر بالنسبة لي صعباً للغاية قد أحسست وقتها أن الدنيا اسودت أمامي ، كنا لا نفترق أبداً في الشارع وعلى الشاطئ يحدثني عن الكرة وعن ضرورة الغوص في عالمها الساحر إلى درجة الإحتراف الكامل .

لا ينسى ريفالدو رحلة ال15 كيلو التي كان يقطعها يومياً لحضور تمارين فريقه باوليستا لأنه لم يكن يملك ثمن تذكرة الباص ، ثم انتقل إلى نادي سانتا كروز موسم 1991 – 1992 ، ثم إلى فريق موجي ميرم موسم1992-1993 وبدأ بزوغ نجمه واختير لمنتخب البرازيل للشباب وحقق معه بطولة اعلام باستراليا 1993 ، فانتقل إلى نادي كورنثيانز ولعب 20 مباراة وأحرز 12 هدفا ـ ولعب لنادي بالميراس من 1994إلى1996 وحقق معه بطولة الدوري 1994 ولعب مع بالميراس 86مباراة سجل فيها 50 هدف ، ثم اختير لمشاركة المنتخب البرازيلي في كأس أولمبياد أتلانتا 1996 وبعد خسارة البرازيل للبطولة لم يسلم ريفالدو من نار الصحافة البرازيلية التي حملته المسؤولية كاملة لخروج منتخب بلاده خالي الوفاض ، ولكن مسؤولين نادي دوبورتيفو لاكارونيا أعجبوا به وانتقل إليهم 1996-1997 ولعب معهم 41 مباراة وسجل 21 هدف . وبالرغم من وجود رونالدو البرازيل في صفوف برشلونة الأسباني إلى إنهم اشتروا ريفالدو ب26 مليون دولار ، وتقع المحللون أنه لن يبقى أكثر من موسم ولكنه أثبت نفسه في الفريق من 1997 إلى الآن لعب لبرشلونة 140 مباراة سجل فيها 80 هدفاً وأحرز مع الفريق الأسباني برشلونة لقب السوبر كب الأوروبي ثم شارك منتخب بلاده في الوصول إلى كأس العالم بفرنسا 1998 وتغيرت نظرة الصحافة البرازيلية تجاهه رغم خسارة البرازيل للقب ، ومن ثم أحرز لقب الكأس ألسباني 1999 مع برشلونة ، وبطولة كوبا أميركا مع منتخب بلاده ليختار كأفضل لاعب في العالم لعام 1999 م .
هذه هي حياة ريفالدو الذي لا يحب اللقائات الصحفي كثيراً تحول من الذهاب للتمرين سيراً إلى سيارة فيراري أوتوماتيكية وهو لا يزال معشوق الجماهير الأسبانية والبرازيلية وكل عاشق للكرة في العالم ، وهو يسترجع شريط ذكرياته ولكن هذه المرة من شرفة فيلته الفاهرة .



البطاقة الشخصية :
ولد عام 1972 في 19 إبريل في مدينة ريسيف .
طوله 186سم
وزنه 75 كيلو جرام

مع تحيات ولد المدينة