العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > سـوالــف إســلامــيـة > * نـــحـــن أدرى *
المشاركة في الموضوع
صدى الحق صدى الحق غير متصل    
عضو شرف  
المشاركات: 7,164
#1  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ــــ نحن أدرَى ــــ

أيها الحادي الذي يحدو القــــوافــلْ *** أنت مــاضٍ، وجـــــديرٌ أن تواصـــــلْ

أسمِعِْ الصــــحراء صــــوتاً أنْجشــيّاً *** صــافــيــاً يُلهبُ أخفــافَ الرواحـــلْ

وبـه تمنحــــــــنا الراحـــــة ظــــــلاً *** وبه تُطــوى من الدـرب المـــراحــلْ

أيها الحـــــادي، أدر شَــدوكَ فـــينا *** نغـــــماً يوقــظ أحـــــــلامَ الغـوافــلْ

صــــوتــك العــذب يُريـنا كيف تهـفو *** مُــقـــلُ الرمـل، وأهــــدابُ المـنازلْ

صـــــوتك العــــــذب غــناءٌ يتلاشى *** عنده تغـــــريدُ أصـــــــواتِ البــلابـلْ

كلّما أنشــــدتُ لحــــناً، خِلـتُ أني *** أمســــح النـــــجمَ بأطـراف الأناملْ

وأنــاجـي قـــمـر اللــــيـــل وأبــني *** فــوقــه صــرحــاً، وأبـــراجَ فـــضائلْ

وأرى دائـــــرة الــــنـــور أمـــــامــي *** غُـرّةً بيــضــاء في جــبهـةِ صـــاهلْ

وأرى الأنــــجـــم عـــــقــداً لـؤلـؤيـاً *** ما له في عــالــم الـدِّر مُمــــــاثـلْ

أيّـهـا الـحــــادي، تـألـقـتَ فـرفـــقاً *** بالـقــــواريــر وربَّـــات الـخـــلاخـــلْ

خفِّف اللـــحنَ الذي أصبح ســحراً *** يتســامى وَصــفُه عن سحر بابـلْ

أيها الحــادي، على لحـنك سـارتْ *** خـيـلُنا الدُّهـمُ الكريـماتُ الأصــائلْ

لمْ نـزل نُـركِضُــها في خـــير أرضٍ *** صانها الرحـمن من ضَربِ الــزلازلْ

لم نزل نسقي رمال البـيد غــــيثاً *** من سحابٍ، عبّرت عنه الجـــداولْ

لمْ نزل في رحـــــلة الـحب سـويّاً *** نقــطـع البـيدَ ونـجتاز المــــجـاهـلْ

ربمـا يعــــــذُلــنا مــن ليــس مــنـّا *** والفــتى الواثقُ لايخشى العواذلْ

نحـــن مــازلـنا علـى درب هُــدانـا *** نرشـــد الـنـاس ونـدعـو ونـحـــاولْ

لا نـبــالـي بخــفــافـيـش ظـــــلامٍ *** بل ننـاديـها وغـيثُ الحــــبِّ هاطلْ

يا خــــفافـيـشَ ظــلام اللـيـل، إنّـا *** قد عرفنا كلَّ ما تُخفي الحـــواصلْ

عـجــبـاً، كـــيف وهـمـتم، أنسيتمْ *** أنّ بــحـر الوهــم لا يلقاه ساحـل؟

لــجّــــةٌ مـظـلـــمـةٌ يـــغـرق فـيهـا *** كـل مـجــنـونٍ ومـخــدوعٍ وعــاطـلْ

يا خـفـافـيــش ظـلام اللــــيل إنّـــا *** لمْ نزل نحملُ في الليل المشاعلْ

مـا وجـدنـا حَـيـرةً لـمـا انطـلـقـنــا *** بل عـرفـنـا كيـف نمـضـي ونـواصلْ

نـحـن لـم نـجـنـحْ عن الحق ولكن *** جنــحَ الـواهـم والـلِّــصُ المـخاتــلْ

دارت الــدنـيــا بـنـا حــتـى ثبـتـْنــا *** وورثــنـا بالــهـدى مـجــدَ الأوائـــلْ

وعـــرفـنـا لـغـة التــجـديـد، لــكــن *** دون أن نـفـقـد روحــاً أو نـجــامـلْ

أرضـنـا مـهـبـط وحـي الله، فـــيهـا *** جمَّع الإسـلامُ أشـتـاتَ الـقــبـائـلْ

هــذه كــعبـتـُنـا مــهــوى قـــلــوبٍ *** شـوقُها يغلي كما تغلي المراجلْ

ركـنُـهـا والـحـجــر الأســود فــيهـا *** والـمـصلّى والـحـمامـاتُ الـزواجـلْ

صـورةٌ تخـتـصـر الـكــونَ وتــمــــحو *** مـن قــلــوب الـنـاس آثـارَ الغـوائـلْ

يا خـفـافيـش ظـلامِ اللــيل، مـهلاً *** سرجُكم في ساحة الميدان مائلْ

شـــرِّقـــوا أو غــــرِّبــوا إنّــا ورثنـــا *** مـن تـعـالـيم الهدى خيرَ الشمائلْ

وورثــنـــا مـن كـتــــاب الله عـلــماً *** كـلُّ عـلـمٍ بـعـده تحـصـيلُ حـاصـلْ

ويـلـكــم، كـيـف نسـيتـم أن ديـني *** هـو نبـع الخـيـر والأرضُ خـــمائل؟!

إنـمـا يحــــفـظ حــق النـاس ديـــنٌ *** يـرِدُ النـاس بـه أصـــفى المنـــاهلْ

وبـه يُــحـــفَـــــــظ حـــقٌّ لضـعـيـفٍ *** وبـه يُـطــــــعـم مسـكيـنٌ وعــائــلْ

وبـه تُــــرفــــع رايــــــــاتُ بـــــلادي *** وبـه تُـعـــــــرف أحــكــام الــنـــوازلْ

إن مــن أعـظم مـا يرعــى حقــوقاً *** لبـنـي الإنســـان أن يُقــــــتل قاتلْ

أن تــرى كـــفُّ الذي يســـرق حدّاً *** صـــارماً يحمي من اللـص السنابلْ

ان يـرى المـــجــرم ســـيفاً حيدرياً *** مشـرقاً يـلـمـع فـي قـبضــة عـادلْ

أن تــرى الأمــةُ مـا يحـمي حـماها *** من هــوى بــاغٍ ومن زلــة جــاهـلْ

أن يـرى من يهـتك الأعـراض ظـلماً *** كيف يحمي الرجمُ أعـراضَ الحلائلْ

أن يــرى من يقـذف الناس بفُـحشٍ *** أن حـدَّ القـذف يحمي عِـرض غافلْ

في القصاص الأمنُ من سطوة باغٍ *** وبــــه تـُـــطــــفأ نـــيرانُ القــلاقــلْ

صــورة مــحــكمة النـســج، وديـــن *** واضــحٌ تســمو بــه الأرواح كـامـــلْ

عـجـبـاً ممن يـرى في التمر جـمراً *** ويســاوي بيــن مــجــنـون وعـــاقلْ

ويـرى أن الـعـصا مثــل حســــــــام *** ويســاوي بيـن سَـحـبَـانٍ وبـــــاقـلْ

كيف يرعى من حقوق الناس شيئاً *** مَـن يـنـاديـهـم إلـى وحـل الرذائل؟

ويــرى حـــريـة النـــاس انــحــــلالاً *** وانـحــرافــاً عــن مــوازيـن الفضائلْ

عــالَــم الـغــربِ الـذي يـطـلق فينا *** كــلَّ يـومٍ صــرخــةً مـن فـم صـائلْ

لم يـزل يسـبح في بحر المـعاصي *** وعــلــى شــطـآنه تجري المهـازلْ

لم يزل ينهشــنا لــحــمــاً وعــظماً *** ويُــريــنــا كــيف يَحــتَزُّ المـــفــاصلْ

عــالَـــم الغــرب اختــراعـاتُ عـقولٍ *** أصبــحت في خـالق الكون تجـادلْ

يـزنُ الأمــر بـمــيـزانـيــن، هــــــذا *** راجـــحٌ في الـــوزن والآخـر شائلْ

كيـف نرجـو من فتـى يأبى التزاماً *** بفــروض الـديـــن تطبيقَ النوافل؟!

مـا قـــلوب الـنــاس إلا كــبـقـــــاعٍ *** بعضها معشوشبٌ والبعض قاحـلْ

كـم قـــلوبٍ كـــزهـــور الروض حبّاً *** وصــفــاءً، وقـــلــوبٍ كـالـجـنــــادلْ

أيّها الماضـون في درب الدعـــاوى *** دربُنـا يُســقـى مــن الخــير بـوابلْ

نـحــن في مملكة أشــــرق فيـها *** فـجــرُ ديــن الله يـجـتــاز الحـــوائلْ

نحن أدرى بحــقوق النـاس، هــذا *** ديـنـنـا يـدفــع عــنهـا ويـنــــــاضـلْ

ديـنـنـا لـلـديـن والـدنـيــا نــظــــامٌ *** جــامــعٌ مسـتوعبٌ للكون شـاملْ

ديـنـنـا صـــرحٌ من الخـــير متـــينٌ *** تـتـهاوى دونـه أعتـــى المـــعـاولْ

ديـنـنـا أثـبـتُ من قُـنّــةِ رضــــــوى *** كـلُّ ديــنٍ غـيره في الأرض بـاطلْ

رايـــــةُ التـــوحــيـد إعـلانٌ صــريحٌ *** وجــوابٌ عنــدمــا يســـأل ســـائلْ


ــــــــــ عبدالرحمن بن صالح العشماوي ـــــــــــ

------------------
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم


صدى الحق غير متصل قديم 26-04-2000 , 09:39 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.