دموعٌ مُلتهبة!!

شعر: صالح بن علي العمري


هُجر الكتاب . . فذلّت الأعناقُ **** و دماؤنا راجت بها الأس

الأرض حيرى ، والحقوق مباحة **** والموت يَبْرق، والجموع تُساقُ

والعرض قد قُدّت خمائل طُهْره **** فبكت على وعثائها الأخلاق

للغرب في كبد السلام خيانةٌ **** شهدت بها الصومال و البوشناقُ

الراجمات تموج فوق بحارنا **** وتحوم فوق رؤوسنا الأطباق

أرضي غنيمتهم، وعرضي صيدهم **** و المعتدون مع الزمان سباق

رفعوا أهازيج السلام خيانةً **** و جيوشهم من حولنا أطواق

يتفنّن الأعداء في تعذيبنا **** و الموت في أعرافهم أذواقُ

وسلاحنا الأوراق في أمم الردى **** أوّاه مما تحمل الأوراق

تهفو القلوب للفتة ٍ أخويّة ٍ **** و جوابنا التخدير و الإطراق

حُدْنا عن الدرب القويم كأنما **** جنّات عدنٍ ما لها عُشّاق

هذي مأسي أخوتي.. يا لهفتي **** أوَ مالَهُمْ حبٌّ و لا إشفاق

تلكم مصائب أمتي الثكلى فهل **** يحلو لعيشٍ بعد ذاك مذاقُ

كم أُسرةٍ بَنَت الصفاء فضمّها **** دفءُ الحنان ، و زانها الإشفاق

جمعت على طبق السعادة شملها **** فالدهر سعدٌ و الحياة وفاق

تعلو الطفولةَ نضرةٌ و بشاشةٌ **** تاقت لهم سُبُل السرور فتاقوا

وعلى الرياض بلابل صدّاحةٌ **** تهتزّ من أنغامها الأوراق

و اليوم ضيّعها الشقاء فثوبها **** خوف الزمان ، وزادها الإملاق

ما كان في الحسبان أنّ مصيرها **** ظلمٌ.. و طول تعذّبٍ .. و فراقُ

ما زال في ذهني بكاء صغيرةٍ **** تحنو على زفراتها الآفاق

كالبرعم المعطار..أو هي زهرةٌ **** عطريّةٌ نفحاتها ترياقُ

ضمّت عروستها التي قد خُضّبت **** بدماء أُمٍّ بالرصاص تُراق

نثروا على العرصات عقد زواجها **** و الذكريات تُهيجها الأشواق

واسترجعت.. محروقةٌ كلماتُها **** و الدمع من وجناتها رقراق

آهٍ على الماضي الجميل تُجلّه **** نفسي.. وترخص عنده الأحداق

العقد.. والبيت السعيد.. وعشرةٌ **** و هديّةٌ و الحبُّ و الميثاقُ

ويحي!! رفيق العمر في أغلاله **** رهن الأسى..وعلى الوثاق وثاق

أمّا وقد حان الفراق ففي ربى.. **** ..الجنات يجمع شملنا الخلاّق

هذا شعور النفس حُرّاً حينما **** يُطوى العنان . . و يهلك المشتاق

يا أُسرةً كانت هنا بسماتها **** فقضى عليها المجرم الأفّاق

لهفي على زهر الطفولة يبتغي **** نور الحياة و حظّه الإزهاق

هذي دمانا . . هذه أشلاؤنا **** ترثي حقوقاً ما لها إحقاق

يا أمّة الإسلام طاب مساؤكم!! **** فالليل داجٍ ، و الرؤى تشتاق

تهوي القوارع في رؤوس مذلّةٍ **** يا ليتهم سمعوا لها فأفاقوا

هذا النظام العالمي شعاره **** كذبٌ .. وتحكم شأنه الأعراق

يا ربِّ عزّ الناصرون لديننا **** أوَ ما لظُلمة ليلنا إشراق

أ فبعد هذا يا رفاقُ يشدّني **** في الملهيات تزلّفٌ و نفاق

يا خجلة الضحكات حين نزفّها **** و الجرح في أعماقنا دفّاق!!

ويهزّنا الطرب الغشوم كأنما **** يشدو لنا الإرعادُ و الإبراقُ

جرّد لدين الله سيف قصائدٍ **** و شغاف قلبٍ سامه الإحراق

ما الشعرُ إلاّ لوثةٌ و تعبّثٌ **** ما لم تؤجج صدقه الأعماق

هل يُخلص الذهب الصريح من الثرى **** إلاّ اللهيب.. لتقتنى الأعلاق؟!

يا ويح أمتنا على خيباتها !! **** تلهو . . و كاسات المنون دِهَاقُ

دعني أُحرّك بالقصائد خبوها **** إن المشاعر ما لهن نطاقُ

إرفع يديك إلى السماء فربما **** كشف البليّة واحدٌ رزّاق

يا من بحكمته وعزّة شأنه **** تُجرى الأمور و تُقْسم الأرزاق

يا رب : أُمتُنا تقطّع أمرها **** واقتادها للمعتدي استرقاقُ

تستنطقُ الأحداث ذلّ مقامها **** بغياً و تقتيلاً . . فلا استنطاق

هُدمت مساجدها و شُلّ كيانها **** و يصول في جنباتها الفسّاق

يا رب فانصرها وجمّع شملها **** حتى تُعاد لروحها الأرماق

لابد من بذل النفوس لمجدنا **** و المال يغسل شوبه الإنفاق

هي جنّة حسناء يا من رمتها **** فالدين عَقْدٌ ، و الحياة صداقُ

هي أُنس نفسي والشهادة والمُنى **** إن لم يكن لي في الحياة خلاقُ










------------------
abulojin@yahoo.com

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أخي أبو لُجين ابراهيم...
أشكرك على الإختيار الموقف للكلمات...
وبصراحة.....
نحن بصدق .. في حاله من السبات ......... العميق!!
!!


تحياتي


------------------
سألوني من أنت؟!!.. قلت أنا مَن الأحزان ونيسي..
وأنا من أنا .. وأنتم تعرفون من أنا