بسم الله الرحمن الرحيم

لابد أن العنوان يذكرنا جميعا بكتاب( يا بني) لأحمد أمين .. الذي كتب فيه نصائح رائعه للشباب بعثها على شكل رسائل لإبنه ..رسائل كان فيها الرقي و السمو الأخلاقي و الدعوة إلى التحلي بالأدب و التمسك بالدين ..

لن أعيد ذكر ما ورد في الكتاب .. فالكتائب يستحق أن نقرأه جميعا أكثر من مره ..

و لكن سأقص عليكم مشهد رايته بعيني ... بين والد و ابنه .. و الأم أيضا متواجده .. و لكن شتان !

قبل سنه و نصف كنت في مدينة لندن .. و بينما أنا خارجة من المبنى السكني الذي كنا نقطنه ... رأيت أم تقف أمام المبنى و تنادي على ابنها الذي يبعد عنها قرابة 30 متر و يقف أمام محل لبيع المواد الغذائية تقول: (( يا يمه ... قطها ... لا يا يمه .. قطها ))
كان الابن و الذي يبلغ عمره قرابة 9 سنين يمسك شيء بيده و يبدو أن الأم كانت تطلب منه أن يرمي ما بيده ..
و لأن وجهتي كان بنفس الأتجاه الذي يقف فيه الإبن ... فقد اقتربت منه لأراه ممسكا بـــ ( سيجاره ) ! و يقوم بوضعها على فمه !!
بدا لي في البداية أنه رآها مرمية على الشارع فأخذها ليلهوا بها ... اقتربت من الصبي و قلت له هاتها يا ماما .. فأعطاني السيجاره ..فرميتها .. و بادرت للحديث معه ..وإذ به يصرخ قائلا بعد أن رآني ارميها ... : لاااااااااااااااااا سيجارة والدي!!!!!

صدمت و اي صدمة ... سيجارة والدك ؟؟؟ بين أصابعك؟؟

اكتشفت ... و يالسوء ما اكتشتفته .. أن الوالد ( المسؤول عن رعيته!! ) أراد أن يدخل المحل و كان قد أشعل سيجارته و لأنه غير مسموح له أن يدخل بها ... و لأنها غاليه عليه كثيرا و لا يستطيع أن يرميها و قد أشعلها للتو ... أعطاها لإبنها قائلا : يا بني .... هاك سيجارتي ؟!!!!

و لسان الحال يقول : يا بني ...تعلم مني ... هذه خطايا والدك اضعها بين يديك ... و هذا الدخان أنفثه في جهك ... تعلم!!! .. فأنا قدوتك في الحياة .... تعلم!!! فاليوم سيجاره .. و غدا شيشة ... و بعدها مخدرات .... و ستصبح بعدها رجلا قويا ... وسيحصل التغيير على يديك !! و سندحر العدوان بأمثالك ... و سأكون فخورا بك !

تعلم!!!! ....


أما لسان حال الأم فيقول :: اسمح لي يا بني ... فقدوتك أمامك ... و انا سأكتفي بتربيتك عن بعد !! عن بعد 30 متر!!!


لا حول و لا قوة إلا بالله ...

السلام عليكم

يعتقد أحيانا بعض الناس ... أن الابن .. لازال صغير لا يفهم ...

وسوف نعلمه اذا كبر ..


والتساهل والتخدير النفسي ... مرض المجتمع ..

أجمل تحية

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
موضوع مؤثر جدا و مهم و هو موجود في واقعنا و في حياتنا
للأسف الشديد هناك من الأباء من لا يدرك خطورة سلوكه أمام الصغار
وانهم صفحات بيضاء نحن من نرسم عليها ما نريد
وهم بدورهم مرآة تعكس حياة الآسرة و واقعها الداخلي
وكل سلوك يصدر من الأباء يترجمه الأبناء
و الأبناء اكثر من ينظر للوالدين على انهم عظماء و كل ما يقومون به عين الصواب
لذلك من واجب الوالدين ان يكونا قدوة لأبنائهم
وان لم ينجحا في ذلك
فيراقبا سلوكهم ويضبطانه أمامهم من ان يصدر منهم سلوك مشين أمام أبنائهم فهم مسؤولين عنهم
ويوم القيامة سوف يحاسب كل راعي عن رعيته
اعتقد ان مشكلة بعض الأباء تكمن في تحقيق رغباتهم و أهوائهم دون الاهتمام بمن حولهم فكل ما يهمهم إشباع رغبات أنفسهم فقط
أتمنى من الله ان يصلح الجميع و ان يتفطن الوالدين لهذه النقطة وهي السلوك الجيد أمام الأبناء
جزاك الله خيرا و نفع بك
وبالله التوفيق

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ،،

بارك الله فيكم اخوتي ..على إضافتكم القيمة ..

الموضوع يحتاج إلى كثير من النقاش ..لعلنا نعرج إليه في وقت لاحق ..