|
عضو نشيط جدا
|
|
المشاركات: 156
|
#3
|
اعتقد أنه كانت هذه الكتب موجودة وكان العلماء يرجعون اليها وكانت متداولة ايضا ولكن ليس على المنوال الذي نعيشه الآن.
أولا: سابقا كانت الكتب تنسخ يدويا وطبعا النسخ اليدوي يتطلب وقتا طويلا بالتالي لن تتوقر نسخ عديدة كما هو متوفر عندنا الآن. ولقد ظهرت اول حركة لنسخ الكتب في العصر العباسي لإهتمام الخلفاء العلاسيين بالعلم والعلماء، ثم ازداد ذلك مع مرور الزمن حتى عصرنا هذا ، ولكن للإسف فغنه وبسب النسخ اعتادت العقول على الكسل ن على خلاف السابق حيث كانت العقول هي الكتب ، إذ كانت مبكة الحفظ قوية ، أما الآن صارت العقول تعتمد على الكتب والمراجع، لذا فإن طالب العلم سابقا كان يرجع للعالم ويناقشه في المسألة ، أما الآن فالطالب يرجع للمرجع ولكن لا يستطيع أن يناقش الكتاب ، لذلك هناك فرق بين طلاب العلم السابقين وطلاب العلم في هذا الزمن .
ثانيا: كان العلم حينذاك يُتقل شفهيا فاغلب طلاب العلم لا يعتمدون على الكتب بقدر ما يعتمدون على افواه العلماء بالنقل الشفهي. على خلاف ما عندنا الآن.
ثالثا:أنه من كان يقتني الكتب ذلك الوقت هم كبار كبار العلماء ، أما العامة كان من الصعب عليهم ذلك ، لذلك لم ينقل لنا أحد عن السابقين أنه كانت هناتك مكتبات تبيع كتب ابن تيمية أو غيره.
رابعا: كان طلاب العلم في السابق في درجة العلماء الآن , لذلك كانت النسخة الواحدة يستفيد منها الألآف منهم ولم تكن الكتب بحاجة لتحقيق وتدقيق لقو ة قارئها، بينما الآن فإنه ظهرت فكرة تحقيق المخطوطات ومطابقتها بأصولها، مما جعل مهنة تحقيق الكتب والمكتبات بالظهور للمكاسب التي تحققها ، أضف الى ذلك أنه يأتي الطالب ويحصل على الماجستير لأنه قام بتحقيق كتاب ، وهذا شئ مؤسف ، لأن تحقيق الكتاب لا يدل على القوة العلمية للطالب وإنما تحقيق الكتاب ما هو إلا بحث توثيقي ، ولا يكشف عن القدرة العلمية للمحقيق إلا إذا اسهب المحقق في الحاشية بتعليقاته الخاصة ، وهذه التعليقات في حد ذاتها إذا زادت عن الحد المطلوب ، فإنها ستأكل الكتاب وسيصبح الكتاب مؤلفا في مؤلف ، أي أن كثرة كلام المحقق ستطغى على المادة الأصلية للكتاب وهذا شئ منبوذ ، لدرجة أن القارئ إذا قرأ الحاشية فإنه سينسى موضوع الكتاب من طولها.
خامسا: بعض الكتب لم يكتبها مؤلفوها وإنما كان طلاب العلم ينقلون كلام مشائخهم في الحلق العلمية ومن ثم كان النساخونه يتدولونها، وحتى النسخ فإنه قليل جدا لأن النسخ يدويا, بالتالي كان الحصول على الكتاب صعب ، أما الآن ممكن لتلميذ في الإبتدائي يملك المال أن يشترى فتاوى ابن تيمية أو سير أعلام النبلاء للذهبي الي يقارب الثلاثين مجلد!!!
ولقد كانت هناك نسخ عديدة للكتاب والدليل على ذلك أن المحققين الآن عندما يحققون كتابا فإنهم يطابقون النسخة لديهم بأكثر من نسخة لنفس الكتاب كلها مخطوطات وهذا دليل على وجود نسخ عديدة من الكتاب الواحد حينذاك
خلصة الكلام ، وقتهم كان يختلف عن وقتنا وطريقة تدوال العلم وتلقينه تختلف فإن العلماء كانوا ينقلون العلم لطلابهم في المساجد والحلق العلمية التي لا تحتاج للكثر من الكتب والآوراق، بينما الآن فإن العلم يتم استقاؤه في الجامعات ، ولا يخفى عليكم ما تحتاجه الجامعات من كتب وأوراق ومراجع، فلا يمكن أن تصور جامعة بدون كتب!!!!!!!
هذا والله أعلم
|
|
04-07-2005 , 09:06 AM
|
الرد مع إقتباس
|