|
عضو نشيط جداً
|
الدوحة-قطر
|
المشاركات: 189
|
#5
|
بين قلبين...(قصة قصيرة).. الجزء الأول
بين قلبين! (الجزء الأول)
التقيا ذات مساء شات، ذو بحر ثائر، وصوت الريح ينعق في المكان، والقمر مختفٍ خلف تلك الغيوم السوداء الكئيبة.
و(أحمد)- كما البحر الذي يقف على شاطئه-مضطرب النفس، مزلزل الروح، وشتى مشاعر الحزن والحسرة تتملكه، فعمّا قليل سيشهد هذا المكان فراق حبه كما شهد ميلاده!
أما (ريم) فأطرافها مرتعشة، وجسدها يرتعد، وبعض دموع تتراقص على أعتاب عينيها، وهي واقفة أمام (أحمد).
طال صمتهما، وخيل إليهما أن حركة الكون قد هدأت، وتوقفت عقارب الزمن، وعيونهما تتعانق، وثمة حوار يدور بينهم، لا يسمعه أو يعيه أحد سواهما.
وانفرجت شفاه(أحمد) المرتجفة ، ليصدر عنها صوت أقرب إلى البكاء:-
(( ريم! لم تريديننا أن نفترق؟)).
فقالت في رجفة شفاه، وبكاء صوت مماثل:-
(( أنا وأنت لا يمكن أن نلتقي!)).
فيمتلئ صدره بآلاف التنهدات، وقلبه الموجوع ينبض ألماً، وأنفاسه الساخنة تكاد تحرق خياشيمه. ثم يميل بصره جانباً نحو البحرفيجده بلا نهاية كحبه لها، والدموع تنزل تترى من عينيه، وكأنه يودعها لواعج نفسه، وحرقة فؤاده، ومرارة جوفه.
وعادت عيناه مكانها الأول، ويقول لها بكل أسى:-
((ولم لا نلتقي، وبيننا من الحب يا حبيبتي ما يملأ الكون ورداً، وما يجسر بين السماء والأرض عذوبةً؟)).
تهدج صوتها لعبارته، واختنقت الكلمات في حلقها، وشرعت في بكاء موجع، ونحيب يفطر القلوب، وهي تحاول الكلام، فلم يكن منه إلا أن بكى لبكائها، وانتحب لنحيبها.
واستمرا على هذا الحال بضع دقائق، ثم امتدت يده لتمسح دموعها، وأنّى لها ذلك، فعيناها لا تزال تذرف الدموع، حتى هدأت قليلاً ثم قال في جهد:-
((إن زواجنا يا حبيبي، سيدمي قلب زوجتك، وسيجرح مشاعرها، ويخدش أنوثتها!)).
فردّ عليها في هدوء مصطنع:-
((لكن فراقنا يا حبيبتي، سيدمي قلبي، وسيجرح مشاعري، ويخدش عواطفي!)).
ترد(ريم) في تماسك ظاهر:-
((وأنا يا أحمد لا يمكنني أن أقوّض أركان بيت زوجي هادئ، ولا أسمح أن أكون سبباً في تدمير امرأة لم تؤذني يوماً، أو أن أنتزع رجلاً من أحضان زوجته، حتى لو كنت أحبه، ولو كان قلبي يهواه، ونفسي تتمناه، وروحي تهفو إليه، وكل خليةٍ في جسدي تتوقه له!)).
يُتبع……
الدوحة في 18 حزيران( يونيه) 2003م.
|
|
22-06-2003 , 04:43 AM
|
الرد مع إقتباس
|