|
عضو شرف
|
|
المشاركات: 3,594
|
#1
|
علمتني الحياة .. أن الصبـــر بلسم الجـــروح
هذه هي الحياة ، مسرات و أفراح ، و آلام و أحزان، قد تمر لحظات صعبة على نفس الإنسان ، و قد يشعر أنه لا يستطيع استيعابها، فتجف مقلته ، و ينعقد لسانه ، و يظل في صمت ، محاولاً إدراك ما يحصل حوله، مستعيناً بالله في أمره، راجياً منه الصبر و الثبات.
قد يفقد عزيزاً ، قد تمر به ضائقه ، قد يشعر أن الهموم و المشاكل تحاصره، في تلك اللحظات الصعبة، يشعر الإنسان بضعفه، فيزيد تمسكه بالله ، و يقينه به ، و توكله عليه.
يحمد الله على ما كان من أمره ، و يصبر على ما أصابه الله، و يستغفره من ذنوبه وآثامه، و يدرك تماماً أن ما حصل قضاء و قدر من رب العالمين مرددا قول الله تعالى ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) ، يسأل الله تعالى بأن يكون من المؤمنين الصابرين الذين بشرهم الله تعالى فقال عنهم ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون)َ
في تلك اللحظة الصعبة ، يتذكر الإنسان أن الفقيد ليس دينه ، فيحمد الله تعالى على هذه النعمة ، فإذا فقد الإنسان دينه ، فقد حياته، فكم من مصاب كانت مصيبته في البعد عن الله، و هل هناك أكبر من هذه المصيبة ( نسأل الله السلامة و العافية).
في تلك اللحظة تشعر بأن الأبواب جميعها أغلقت في وجهك ، ولكنك تدرك تماماً بأن هناك باب لم يغلق ، هو الباب الذي بينك و بين الله، فتهرع إلى مصلاك، متذكراً قول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، و تبث همومك و آلامك لمن يسمعك و يعينك في أمرك ، لمن بيده ملكوت كل شئ و القادر على كل شيء، ملحاً على الله بأن يصبرك و يثبتك و يفرج همك و غمك، راجياً الله مبتهلاً إليه..
نعم هذه هي الحياة ، فإذا أصابك أمر تكرهه ، فلا تسعين إلا بالله وحده ، و لتردد دائما لا حول ولا قوة إلا بالله ، إنا لله و إنا إليه راجعون ، راجياً من الله أن تكون ممن كانت لهم البشرى لصبرهم في أمرهم.
همسة ..
قال عليه أفضل الصلاة والسلام (عجبت لأمر المؤمن ؛ إن أمره كله خير ، إن أصابه ما يحب ؛ حمد الله وكان له خير ، وإن أصابه ما يكره فصبر ؛ كان له خير ، وليس كل أحد أمره كله خير إلا المؤمن ) صحيح
تحياتي
نــــــــور بوظبي
|
|
27-04-2003 , 06:03 PM
|
الرد مع إقتباس
|