|
عضو نشيط جداً
|
|
المشاركات: 208
|
#4
|
الثالث : إن أهم هدف من افتراء هذه الوصية هو ما نسبوه للشيخ عندما أوصى المجاهدين بقوله : وتناسوا إلى حين قتال اليهود والصليبيين وانصرفوا إلى تطهير صفوفكم من العملاء والمتخاذلين وعلماء السوء والمتقاعدين عن الجهاد والمخذلين للأمة .
وعلقت المجلة على هذه الفقرة بعبارات كانت هي الهدف من وراء هذه الوصية حيث قالت : وفضلاً عن كون هذه الوصية تعني توقيف ( الجهاد العالمي ) والانصراف إلى إعادة ترتيب وتنقية الصفوف فإنها تؤكد مرة أخرى أهمية ما تحدث عنه بن لادن بخصوص الغدر والخيانة ، إلى درجة أن يجعل أولوية ما يوصي به هو الانصراف إلى تطهير الصفوف ولو تطلب ذلك نسيان أو وقف ( الجهاد العالمي ) .
نقول : نعم إن عالمية جهاد الشيخ هي التي تقلق الأعداء ، فالشيخ اتخذ من العالم ميداناً لنزال اليهود والصليبيين ، وعالمية الجهاد هو السر الذي دفع أبناء الأمة لتأييد الشيخ ومن معه من المجاهدين ، وعالمية الجهاد أيضاً هو أخطر قرار سمعه اليهود والصليبيون من الشيخ عندما تم الإعلان عن ( الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين ) ، ولا يمكن وقف هذا الخطر الحقيقي الذي يهدد الإمبريالية ( الصهيوأمريكية ) إلى بزرع بذور الشك والتوجس من داخل الصف الإسلامي لينشغل بنفسه ويوقف تقدمه وضرباته على رؤوس الأعداء ، فكان التركيز على موضوع الخيانة أمراً مهماً في الوصية كما كان أن التصريح بالانصراف عن قتال اليهود والصليبيين جاء واضحاً منهم في الوصية المزعومة .
وهؤلاء لم يحاولوا صرف الأمة عن جهاد اليهود والصليبيين بالمصلحة والمفسدة أو بأمور أخرى علموا أن الشيخ رد عليها أكثر من مرة في بياناته وخطاباته ، ولكنهم جاءوا هذه المرة بحجة تطهير الصفوف وترك القتال حتى نفرغ من ذلك ، لأنهم علموا بأن تطهير الصفوف لا يمكن أن يكون لأحد أبداً ، فلم يكن تطهير الصفوف من المنافقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث كان ثلث جيشه يوم أحد من المنافقين والمنهزمين ، وفي الأحزاب سخر المنافقون من وعده بكنوز كسرى وقيصر وقالوا إن بيوتنا عورة ورجعوا وتركوه في ميدان القتال ، حتى في آخر غزواته في تبوك خرجوا معه وأرجفوا وحاولوا اغتياله إلا أن الله أنجاه منهم ، وهذا الأمر هو الذي دعا المجلة أن تنادي المجاهدين بذلك لأنها علمت بأن الذي يريد أن يطهر صفوفه كشرط للقتال معنى ذلك أنه لن يقاتل العدو أبداً لأن الشرع والعقل والتاريخ لم ينقلوا لنا أبداً أنه يمكن تطهير الصفوف قبل قتال العدو ، فهذا تكليف بالمستحيل ليتحول الجهاد إلى محال .
الرابع : الهدف الثاني من حيث الأهمية لهذه الوصية هو أن الوصية حرصت على صرف المسلمين من جهاد اليهود والصليبيين إلى توجههم لجهاد بعضهم البعض ، وذلك بتركيزهم كما سبق على الخيانة وتطهير الصفوف ، ولكن اتضح الهدف حينما قالوا على لسانه لشباب الأمة مطالباً إياهم بالاستماع إلى قلة من العلماء وتطهير الصفوف من البقية الباقية منهم ، وهذا من شأنه أن يشغل الأمة ببعضها ويجعلها شيعاً وأحزاباً تنشغل بقتال بعضها وحرب بعضها وتترك اليهود والصليبيين ليعيثوا في الأرض فسادا .
الخامس : من أهداف افتراء الوصية أيضاً ، هو تخذيل الأمة عن طريق الجهاد وصدهم عن مثل هذا الأمر العظيم ، فكل قارئ للوصية سيقول إذا كان الرجل الذي أمضى أكثر من عشرين سنة على هذا الطريق ينتهي به المطاف إلى تحذير أبنائه من السير على طريقه والانضمام للقاعدة وللجبهة ، كما أنه انتهى خائفاً من غدر أصحابه وخيانتهم ، فكيف للأمة أن تسير على هذا الدرب الذي لن تجني منه أحسن مما جناه مثل هذا الرجل الذي وهب نفسه وماله لمثل هذا الطريق ، وقد اتضح هذا الهدف للمجلة في المقدمة وفي مقال تحليل الوصية حيث قالوا : يشير بن لادن إلى الغدر والخيانة في أكثر من موقع وكأنه يتوقع ( خيانة وغدر ) من المحيطين به ، وركزت على هذا الأمر في المقدمة أيضاً وكررت ذلك ، فكل قارئ سيقول إن هذا الانطباع والتحذير من الانضمام للقاعدة لا يدل إلا على فشل منهج الجهاد وفشل الدرب الذي سلكه ومن الأصلح للأمة ألا تكرر خطأه .
السادس : نموذج الإمارة الإسلامية هو نموذج الدولة الإسلامية الحقيقية قولاً وعملاً والتي جاءت كثمرة للجهاد في سبيل الله تعالى ، إلا أن هذا النموذج أقلق الأعداء حتى تعاونوا عبر حلف عسكري لم يعرف التاريخ له مثيلاً وأسقطوه ، ولكن الأمر لم ينته عند إسقاطه بل لازال الخوف يساورهم بأن يعود أو يقوم على منواله نموذج آخر في مكان آخر ولو بعد حين .
فحرصت المجلة أن تقطع الطريق على التفكير في إعادته أو تكراره في مكان آخر ، فحرصت في الوصية أن تنال من الإمارة الإسلامية وتتهمهم بالغدر والخيانة ، وأنهم أجبن من اليهود والنصارى ، كل ذلك تشويهاً لسمعتهم ، وما درت المجلة أن الشيخ قبل الضربات وبعدها بأسابيع كان يعد الجبال للمواجهة ويقول لا تحصروا أنفسكم في المدن والدفاع عنها ، ميداننا الجبال وزمن الحرب طويل جيداً .
لقد صمد الطلبة أكثر من المتوقع مع المعطيات المعدومة تقريباً لديهم والمعطيات الخرافية لعدوهم ، فصربيا لم تصمد كصمودهم وهي التي لم تضرب مثلهم ، والعراق لم تصمد كصمودهم ولم يأتها ربع ما أصابهم ، وقد أشاد الشيخ بهم كثيراً وشكرهم على هذا الصمود ، وأشار على الجميع بأن الجبال هي الحصن الحصين وهي ساحة إنهاك العدو والإجهاز عليه .
فكذبت المجلة وزعمت أن الشيخ ناقم عليهم وحاولت ترسيخ مفهوم أن هذا الخيار الذي اختارته الإمارة ليس خياراً صحيحاً وأنه لاقبل لأحد بهذا الخيار الذي لم يصمد له أهل الحرب فكيف بغيرهم .
السابع : نظن أن المجلة ترى من الوصية المكذوبة أنها وضعتنا بين أمرين إما أن نكذب الوصية فتكون كسبت تشكيك المسلمين بتوقيع الشيخ وبيانات القاعدة اللاحقة ، أو نترك تكذيب الوصية فتنطلي على المسلمين وتكون كسبت الأهداف السابقة .
ولكن لم تعلم بأن أكثر المسلمين أصبحوا كالصيارفة يعرفون الدينار المغشوش من صوته قبل تفحصه ، فبيانات القاعدة وبيانات الشيخ لها مذاق خاص يحس به كل مسلم ، تلامس العبارات قلوبهم قبل أن تلامس أسماعهم ، المسلمون يعرفون القنوات التي تصل عبرها بيانات الشيخ والقاعدة ، وعندما تنفرد مجلة ما عرف عنها إلا السخرية بالدين وأهله ، ولم يعرف عنها إلا الكذب والدجل ، والتفرد بالعجائب لا يمكن أن يصدقوا ما جاء عبرها ولو خرقت القاعدة يوماً ونشرت حقاً ، ولم نكن لنطيل الرد على سخافاتها ولكن بعد إلحاح رأينا أن نبين لمهندسي البيانات في المجلة وغيرها ، أن العبارات ما هي إلا فن لا يحسنه إلا من حمل هم الأمة لخاطب القلوب بقول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وبالمناسبة فإننا ننقل كلمات للشيخ أسامه حفظه الله قالها يوم 28/9/1422هـ يوم الوصية المزعومة ، ففي كل يوم تقريباً للشيخ درس يلقيه على المجاهدين في مراكز القتال ، وقد قال الشيخ في ذلك اليوم في تمام الساعة 9.5 صباحاً تقريباً قال : نحن الكهول وضعنا لشباب الأمة معالم على طريق الجهاد ورسمنا لهم الدرب ، وما عليكم أيها الشباب إلا أن تسيروا على هذا الدرب ، وانقلوا هذه التجارب إلى الأجيال التي بعدكم ، نحن أوصلناها لكم ممن كان قبلنا وأنتم انقلوها لمن بعدكم ، وأقول لكم لا يفت في أعضادكم قلة عددكم وعُددكم ، ولا يرعبكم قوة عدوكم وكثرته ، ولا تيأسوا من خذلان الأمة لكم ، واصلوا الطريق واعلموا أن النصر مع الصبر ، وسوف نواصل على ذلك حتى ننال النصر أو الشهادة بإذن الله تعالى ، وسوف نري الله تعالى في أمريكا ما نأمل أن يرضيه عنا ، والأيام بيننا وسوف تنسى أمريكا مما يأتيها منا غزوتي واشنطن ونيويورك نسأل الله أن يعيننا على ما نريد بها .
ثم إن أحد الأخوة كان قد حان موعد فراقه للشيخ إلى جبهة أخرى فقال للشيخ أوصني فقال الشيخ : أنت رأيت المعركة ورأيت كيف هزمنا بعدد قليل وعُدد لا تذكر هزمنا أضعافنا من عدونا في معارك الأسبوع الماضي ، فالنصر من الله ، وأوصيك أن تلازم ( أبو .... ) – وذكر اسم أحد قادة القاعدة – فلا تتركه فمشروعه سيكون له أثر في الأيام القادمة بإذن الله تعالى .
والله ثم والله وهو على ما نقول شهيد إن هذا جزء مما قاله الشيخ في اليوم الثامن والعشرين من رمضان صباحاً لعام 1422هـ ، ولا يزال الشيخ حفظه الله تعالى على هذا ولن يترك هذا الطريق إلا بنصر أو شهادة يفرح بها .
وندعو المسلمين في الختام ألا يعيروا مثل هذه الأكاذيب أية أهمية ، فليست هذه الأولى ولن تكون الأخيرة ، ولكن لا يحسن من كل مسلم عرف ضرر هذه الوسائل على المجاهدين إلا أن يبين زيفها ويفضح أمرها ويوصي بمقاطعتها .
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين
الرجاء نشرها:جزاكم الله خيراً.
|
|
02-01-2003 , 03:55 PM
|
الرد مع إقتباس
|