العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > ســـــــــــــوالف بين تطرف الفكر وتطرف الحوار
المشاركة في الموضوع
صقر المدينة صقر المدينة غير متصل    
لم يقم بتفعيل العضويه Saudi Arabia  
المشاركات: 379
#1  
ســـــــــــــوالف بين تطرف الفكر وتطرف الحوار
قبل أن تقرأ:
بعد الانتهاء من المقالة .. أرجو أن تساعدنا في الارتقاء بالحوار حيث يوجد طلب خاص لك في نهايته ...
ولكن .. لا تقرأ المطلوب منك الآن ... يجب أن تقرأ المقالة بتركيز أولا !!

((ســـــــــــــوالف بين تطرف الفكر وتطرف الحوار))

لو عاصر السويديون فرعون لمنحوه جائزة نوبل في تطرف الفكر. فبمجرد اعتلاء فرعون عرش مصر اعتقد أنه قد صار إلها يؤمر فيطاع، فأنكر ألوهية الله ونسبها لنفسه، وكان سببه المنطقي: أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي !؟
وهنا جاءت التوجيهات الإلهية لنبي الله موسى حيث أمر أن يذهب لفرعون ليحاوره حوارا هادئا، بل أمر الله موسى وهارون عليهما السلام قائلا: "اذهبا إلى فرعون إنه طغى .. فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" !!

وحينما كان إبراهيم عليه السلام يناظر ذلك الملك النمرود صاحب جائزة أوسكار في الغرور، قال له: إن ربي يحيي ويميت، فزعم الملك أنه يحيي ويميت وعلى الرغم من سذاجة الاستدلال الذي دافع به النمرود عن منطقه .. كان نبي الله إبراهيم عليه السلام قمة في اتباع آداب الحوار، فلم يسفّه رأيه (الذي لا يختلف اثنان على سفاهته)، بل قال له إن الله يأت بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب!

==========================================

ونحن نعيش في عصر العولمة، من الطبيعي أن نجد تطرف الفكر منتشرا بشكل كبير، الملايين من الكتب والمقالات والصوتيات والمرئيات والصور تتيح للكثير الاقتناع بآراء مختلفة ومتفاوتة. فعصرنا أدعى أن نجد فيه تطرف الأفكار بمختلف مشاربها عن العصور السابقة. ولكن كان الخطأ أن نعالج هذا التطرف بتطرف مثله .. وهو تطرف الحوار.

ويحلو لي أن أعرّف تطرف الحوار هو اتجاه خاطئ يقع فيه مجموعة من البشر يختلفون في الآراء والقناعات، يرغب كل منهم في إثبات خطأ نظرية الآخر ولو كان ذلك على حساب اتهام النوايا والسباب والشتام والكذب والسخرية والتعرض للحياة الشخصية بل ويصل للعنف والقتل وإراقة الدماء أحيانا، وأغلب من يمارس هذا التطرف يفشل في إقناع الآخرين بفكرته، بل قد يكون أضاع وقته في أمر أبعد الناس عن فكرته أكثر من ذي قبل.

والمطلع على العديد من الحوارات التي تنطلق من هذا المنبر الحر على الإنترنت: "الساحة العربية"، يجد وللأسف التطرف بنوعيه الفكري والحواري يتجليان بوضوح للجميع. ولعل تطرف الفكر من الأمور التي يستحيل التخلص منها، وذلك لأن سنة الله في الكون الاختلاف، ولأن اختلاف الثقافات والبيئات والتربية يؤدي لاختلاف الحكم على الأمور وبناء القناعات.

فعلى مستوى الساحة السياسية مثلا: دفاع البعض عن حكومة من الحكومات لا يعني بالضرورة أنهم عملاء ومرتزقة ومأجورين !! وعلى نفس المنوال لا يمكن اعتبار من يخالف الحكومات ويطرح طرحا منطقيا أنه من المارقين والخارجين على القانون والذين ينبغي قتالهم في الطرقات !! بل لكل وجهة نظر نسمعها وللجميع الحق في اختيار القناعة التي يريد السير عليها. وقديما قال الإمام الشافعي: رأيي صواب يحتمل الخطأ .. ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.

ولذلك كان من المهم أن ننظم الحوار بين المناهج والأفكار، وكان من الأهم أن نبتعد عن تطرف الحوار، الذي غالبا ما يؤثر سلبا على فكرة من يتبعه. فالمحاور المهذب هو الأقدر على استمالة الجمهور نحو رأيه، حتى وإن كان ما يقوله باطلا، والمحاور المتطرف هو أقدر الناس على إبعاد الناس عن فكرته حتى إن كان ما يقوله حقا.

==========================================

كيف تتخلص من تطرف الحوار ؟

بداية ينبغي التأكيد أن قضية الخلاف هي أمر بديهي، وظاهرة صحية، فالاختلاف يولّد التفكير والبحث والاختيار. كما أن الاختلاف دائما ما يفتح مجالا للاجتهاد واختيار أنسب الأمور في مختلف المواقف التي يواجهها الإنسان. فشخص درس أكثر من طريقة لعلاج مشكلة معينة وعرف عيوب ومزايا كل طريقة هو خير ممن عرف طريقة واحدة على أنها الصواب المطلق. كما ينبغي أن نضع أرضية للحوار وأصول يؤمن بها الطرفين وإلا لتحول الحوار لمضيعة للوقت. ونعود الآن إلى كيفية مقاومة تطرف الحوار.

أولا: حدد هدفا للحوار
الهدف هو سر النجاح في أي خطوة تخطوها، وموضوع بلا هدف واضح وبين سواء لمن كتبه أو لمن يقرأه، هو مضيعة للوقت. فكم من المواضيع التي بدأت وانتهت دون أن يخرج أصحابها بفائدة واحدة لانعدام الهدف. بل يخرج كل منهم بقناعته الشخصية كما دخل.
مثال: إذا كان هدفك الأساسي هو إقناع الآخرين بقضية معينة فإنه يجب عليك تجاهل كل من يرد عليك بالشتائم والسباب لأن هذا لا يتوافق مع أهدافك !

ثانيا: كن حسن الخلق !
لم يفتأ النبي صلى الله عليه وسلم يأمر المسلمين بحسن الخلق طوال حياته، فحسن الخلق في ديننا من الإيمان، وقد قال تعالى:"ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أثناء دعوته يتعرض لأبشع أصناف تطرف الحوار فيقاومها بأروع أمثلة حسن الخلق، فكان يزور من يؤذيه ويدعو لمن يضربه ويبر من يهجره. فاستطاع بحسن خلقه أن يسلب قلوب الناس ليس في زمانه فقط، بل على مر العصور، وكم من أناس اهتدوا إلى دين الإسلام بعد أن قرأوا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وما فيها من معالم تبرز عظمة شخصيته الإنسانية. ولعل من المؤسف أن نجد في الساحات من يسخر برجل في عمر جده بدون منطق ولا رشد، أو يستهزئ بطائفة من الناس بدون حكمة ولا كياسة، أو يرمي الأبرياء باتهامات في العرض والشرف لمجرد موقف اتخذوه أو قرار خاطئ يوشك أن يقعوا فيه.

ثالثا: لا تتحدث في موضوع لا تلم بجوانبه
قديما قالوا: المرء عدو ما يجعل، وقد يقع الإنسان بسبب ذلك عدواته للمجهول في مبالغات غير محمودة، ويخرج النطاق عن مساره الصحيح، ولعل أفضل ما تقوم به حينما تواجه هذا النوع من الموضوعات أن تقوم بتثقيف نفسك جيدا قبل أن تكتب حرفا واحدا.
مثال: ينتقد البعض أنظمة سياسية أو أساليب اقتصادية أو مواقف سياسية عالمية دون فهم في الاقتصاد أو السياسة بل ويصل لاستنتاجات تؤدي إلى أن هذه الأنظمة خاطئة أو تلك المواقف ضارة .. وما وصل إليه ليس سوى نموذج لما يمكن أن يودي به الجهل في حياة الإنسان!
ومثال آخر: أحد الكتاب في الساحة الإسلامية وصف في مقاله عن جماعة حزبية معينة أنها أس البلاء ومنبع الشر ولولاها لما وصل المسلمين لحالهم !! وقد وضح تماما أن الكاتب يتحدث عن جماعة لا يعرفها أصلا، وإنما استقى معرفته عنها من خلال من يكرهها ولم يكلف نفسه بالقراءة عن أدبياتها قبل أن يبدأ في الانتقاد الحقيقي.

رابعا: إذا قررت أن تدخل في حوار .. فكن صبورا وثابر على الحوار حتى نهايته
فليس من المنطقي أن تكتب مقالا من 20 نقطة تنتقد حكومة أو جماعة أو ناديا رياضيا، وحينما يبدأ المتحاورون في تفنيد مزاعمك بطريقة علمية يجدون منك هروبا من الحوار وعدم قدرة على الرد على ما كتبوه، وهذا قد يولّد العداوة والبغضاء بين المتحاورين ويكون من الأسباب الرئيسية لتطرف الحوار.

خامسا: لا تسىء الظن بالآخرين !
من أهم أسباب تطرف الحوار، أن يعتقد المحاور أن كل من يخالفه في رأيه هو صاحب هوى وقلم مأجور وأنه شخص أعياه الكبر على الرغم من معرفته للحق. ولو مارسنا حسن الظن الذي أمرنا به كمسلمين لكان هذا أسمى علاج للعديد من النزاعات والمعارك الكلامية بساحات الحوار. واعلم يا صديقي أن الإنسان يبني قناعاته الشخصية بناء على ما تعرض له من مواقف شخصية واجتماعية وتربوية، فشخص نشأ وتربى في مجتمع ديني محافظ غير ذلك الذي تربى في مجتمع علماني ليبرالي وكلاهما يختلف عن ذلك الذي تربى في مجتمع دكتاتوري سلطوي. فإن تطرف شخص بفكره، فالتمس له العذر لعله لا يعلم. وافرض فيه حسن النية وحاول أن تنصحه وتشد بيده للطريق الصحيح في نظرك.
مثال: في الساحة الاقتصادية كتبت مقالا للتحذير عن شركة من الشركات تمارس النصب على الناس، ففوجئت أن أحد المحاورين يتهمني أنني أحقد على هذه الشركة ونموها وأنني أريد لهم الفشل لأن شركتي تنافسهم في نفس مجال عملهم، وقد كان كل هذا من نسج خيال الكاتب ولا علاقة له بالحقيقة بأي شكل من الأشكال!

سادسا: تواضع ولا تغتر بثقافتك وعلمك حينما تحاور الآخرين !
كم أسر التواضع قلوب الناس، وكم اتبعت الجماهير شخصا لا لشيء إلا لتواضعه، فهذا غاندي الزعيم الهندي حينما حل على الهند وخرجت إليه القيادات الشعبية تتحدث عن حال البلاد وترى المواجهة مع الإنجليز، رد عليهم بأنه يجب عليهم أولا أن يعيشوا معيشة الشعب قبل أن يتحدثوا نظريا عن الأسلوب الأمثل لحل أزمة بلادهم. فقرر غاندي أن يعاني معاناة شعبه ويسافر إلى كل القرى الفقيرة. فاعلم أنك إذا شعرت أنك تعلو من يحاورك قدرا وذكاء وخبرة، كان هذا بداية لفشل ذلك الحوار وتطرفه، فمهما كان رأيه ساذجا من وجهة نظرك كان عليك أن تجيب عليه بأسلوب علمي رصين، ولعل مثال إبراهيم عليه السلام والنمرود هو خير مثال على ذلك.

سابعا: كن باحثا عن الحق!
يتبع الكثيرين من المتحاورين في الساحات أسلوب: "إما أن أقنعك .. وإما أن أقنعك"، فهو يدخل الحوار وكل همه ليس التعرف على الحقيقة سواء إن كانت ما يتبعه هو شخصيا أو حتى ما يتبعه المخالف، بل إن هدفه هو إقصاء المخالفين عما يؤمنون به فقط. وإذا طبق الكفار هذا المنطق لما أسلم منهم أحد، والمؤسف أن الكثير من هذه المسائل هو من الخلافات البسيطة، فقد يكون خلافا رياضيا أو اجتماعيا، ولو استمع كل من المتحاورين لوجهة النظر الأخرى وتجرد في البحث عن الحقيقة كان هذا أدعى لاستمرار الحوار العلمي المفيد.
مثال: وهو كثيرا ما يحدث في الساحة، وهو أن تجد الكثير ممن يكون كل همه إثبات خطأ نظرية من النظريات أو فكرة من الأفكار فنجده ينقل المقالات الطويلة، وحينما يتم الرد عليها نجد المحاور لا يقوم سوى بنشر المزيد من المقالات دون حتى أن يقرأ تلك الردود! وهنا تحولت الساحة من مكان للحوار إلى مكان للخطب والمقالات !

ثامنا: لا تنتصر لنفسك !
من أقوى مميزات المحاور الناجح أنه لا ينتصر لنفسه، لأنه يعلم أن الخصم إذا بدأ في الهجوم على الأشخاص وترك الأفكار، كان ذلك دلالة على ضعف حجته، وهو يوقن أن الخصم إذا استدرجه للانتصار للنفس فسيتحول النقاش من نقاش حول قضية وفكرة إلى معارك كلامية أو ما نسميه: شخصنة المواضيع. وخير مثال على المحاور الناجح هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي لم يكن يغضب لنفسه قط، وكان مثالا عمليا على الدبلوماسية طالما لم يكن في الأمر إساءة لدين الله.
مثال: قد يختلف شخصين في الساحة فيبدأ كل منهما في تتبع مقالات الآخر ومحاولة التقليل من شأنها انتصارا للنفس ورغبة في الانتقام من الآخر.

TRANSLATED FROM OTHER SITE

صقر المدينة غير متصل قديم 31-12-2002 , 01:42 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.