|
عضو نشيط جداً
|
|
المشاركات: 454
|
#1
|
العفو والاعتذار بين الإخوة 000
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قال تعالى في سورة يوسف : " قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين "
اي : لا لوم عليكم ولا عتب ، وإنما أصفح وأسامح ثم زادهم بالدعاء لهم بالمغفرة ، فسمح لهم سماحا تاما ، من غير تعيير لهم على ذكر الذنب السابق ، وهذا نهاية الإحسان الذي لا يتأتى إلا من خواص الخلق وخيار المصطفين 0
وقد ضرب الأنبياء المثل الكبير في العفو ،يوسف عليه السلام قد عفا عفوا قد ذكره الله في كتابه ،
1 - أخذوه من أبيه وهو صغير 0،وألموا لأب بإبعاد ابنه عنه ، وقد كان في غاية المحبة له 0
2 - ألقوه في غيابة الجب ، بدون شفقة ولا رحمة 0
3 - باعوه بثمن بخس 0
4 - أصبح خادما عند العزيز ، ودخل السجن 0
كل هذ ه المأسي التي مرت بيوسف عليه السلام بسببهم ، ولكن الله لطف به فزداد إيمانا ورفع منزلته وقدره ، حتى صار الملك على خزائن الأرض 0
ومع هذا فقد عفا عنهم 0
عفو النبي صلى الله عليه وسلم لكفار قريش لما أذوه :
عن عائشة رضي الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال : لقد لقيت من قومك ، وكان أشد مالقيت منهم يوم العقبة ، 000 فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني ، فقال : إن الله عزوجل قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث إليك بمكلك الجلبال ، لتأمره بما شئت فيهم 0
قال : فناداني ملك الجبال ، وسلم علي ، ثم قال ، يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك ، فما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ، ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لايشرك به شيئا ))
وقد عفا عنهم في يوم فتح مكة ، عندما أمسكهم وهو قادر عليهم : (( اذهبوا فأنتم الطلاقاء))
وخير العفو ماكان الإنسان فيه قادرا على الانتقام 0
هذا العفو لمن أذاك وهو قاصد الأذى فكيف بمن أذاك بدون قصد إنما هي زلة ، وزلات الإخوة بينهم كثيرة ، وقد قيل : احتمل لأخيك سبعين زلة لأن الأخ الذي آخيته ليس يزل سبعين زلة 0
عفو الصديق رضي الله عنه :
قال تعالى : " ولا يأتلي أولوا الفضل منكم والسعة 000 ولتعفواولتصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم "
هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، لما حدثت حادثة الإفك ، وكان ممن تكلم في عائشة رضي الله عنها واتهمها بالزني ظلما وزورا وبهتانا وأذى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل بيته ، كان منهم ، أحد الصحابة الذين كان ينفق عليهم أبي بكر الصديق ، فلما سمع كلامه قطع عنه النفقة ، فأنز الله هذه الآية ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : بلى يارب ، وأعاد النفقه وسامحه وعفا عنه 0
فما أجمل العفو الصفح 0 ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غل للذين آمنوا 0
|
|
20-12-2002 , 03:45 PM
|
الرد مع إقتباس
|