العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > ( قم إلى الصلاة ... رحلة مع الملائكة ... )
المشاركة في الموضوع
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#1  
( قم إلى الصلاة ... رحلة مع الملائكة ... )
( حتى تنتفع بهذه المقالة ، جهّز قلبك ليحلق عاليا في آفاق بعيدة )

قم الى الصلاة .. فالخير كل الخير في هذه الرحاب
حيث تجتمع حشود من الملائكة تشهد هذه اللحظات المعطرة بأريج السماء
بين يدي الله والمسلمون يركعون ويسجدون ويبتهلون الى الله
واجتماع الملائكة مع هذه الجموع الساجدة الراكعة الخاشعة ،
معناه أن تفيض بأنوارها السماوية على هذه القلوب المؤمنة
المتوجهة بكليتها إلى ربها جل جلاله ..
قم إلى الصلاة وتذكر أن كل شيءٍ في هذا الكون يصلي ويسجد،
ويسبح لله رب العالمين جل في علاه
_ وهذه قضية تطرقنا لها في حلقات سابقة _
هذا رابط أحداها :
http://www.alwahah.net/aalawi60/q20.htm
أو هذا الرابط :
http://www.alwahah.net/aalawi60/q19.htm

والجديد الذي نحب أن ننبهك هنا إليه هو :
أن تستحضر هذا المشهد الجليل الرهيب :
أن ملائكة الله __ وأعدادهم لا يحصيها الا الله وحده __
أنهم في حالة صلاة كذلك ،،
في حالة سجود وركوع وتسبيح لا ينقطع ..
في الحديث الشريف
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إني أرى ما لا ترون .. وأسمع ما لا تسمعون ..
أطت السماء وحق لها أن تئط ..
ما فيها موضع أربع اصابع إلا وملك
واضع جبهته لله تعالى ساجدا ....)

أرجوك ..ثم أرجووك ..
اجمع قلبك واستحضر هذا المشهد :
وأنت واقف بين يدي الله سبحانه ،
كما تقف حشود من الملائكة بين يدي الله سبحانه
وهي لا تفتر عن ذكر الله طرفة عين ،
وأنت اللحظة تشاركهم هذه الوقفة الخاشعة ..
استشعر أنك بينهم ، تزاحمهم منكبا بمكنب ،
تقف كما يقفون ، وتذكر كما يذكرون ، وتتأدب كما هم متأدبون .. !!

ثم تسمع الإمام يهتف بالتكبير ( الله أكبر )
_ أو تُسمِع أنت نفسك بنفسك _
فكأنما يقول لك : الله أكبر مما قد تتوهم أنك بلغت ..
الله أكبر من طاعتك .. فاعرف قدرك !!
الله أكبر من كل كبير ..
الله أكبر من هذه الحشود الملائكية التي لا تحصى ..
ولا تزال تعيش في بحر معنى ( الله أكبر )
تسبح بروحك في أعماقه ..
ثم تجد نفسك مضطراً أن
تترك هذه الجموع والحشود من الملائكة الواقفة بخشوع ،،

لتنقل إلى وضع آخر فتشارك حشود من الملائكة أخرى
في حالة ركوع دائمة ، لا يفترون ، ولا يرفعون رؤوسهم ..!!
فاجمع قلبك ، واستشعر هذا المشهد العجيب
وكيف أنك اللحظة قد هيأ الله لك أن تشارك هؤلاء في هذه العبادة ..
فتطيل النفس بالتسبيح والتنزيه لله رب العالمين
وكأنما تسمع تسبيحهم يرن في أذنك ، وأنفاسهم تتردد في قلبك !!
وأنت تملأ قلبك بزاد الركوع هذا ،
وتستقل جهدك في طاعة الله وأنت تستشعر
أن هؤلاء الملائكة في حالة ركوع دائمة لا يرفعون رؤوسهم منها
فيمتلئ قلبك حياءً من الله وأنت تستثقل الإمام
إذا أطال التسبيح خمس مرات أو حتى عشرا !!!!
ثم ما ان تستقر روحك في هذا المشهد الجليل ،،
حتى تسمع : ( سمع الله لمن حمده )
لينبهك إلى أن أمامك معنى جديد ..

فترفع رأسك عاليا ، لتعود فتشارك حشود الملائكة الذين لا زالوا وقوفا
وسيبقون وقوفا في أدب جم عظيم ، وخشية تملأ القلب إجلالا ..
ولكنك هذه المرة تشاركهم بألفاظ أخرى جديدة ..
تريد أن تحمد الله وتشكره وتثني عليه لما اكرمك به ،
فلا تجد غير قولك :
ربنا ولك الحمد ..
حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما تحب وترضى
_ أو نحو هذا _
غير انك تقولها هذه المرة بطريقة مدهشة تهز عليك روحك ..
فكأنما استشعرت ذلك الفيض العظيم الغامر الذي أكرمك الله به
فتهتف بالتحميد والثناء عليه جل جلاله ..

لاسيما إذا استحضرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده .
فقالوا : ربنا لك الحمد . فإنه من وافق قوله قول الملائكة
غفر له ما تقدم من ذنبه )

وكأني أراك تجمع قلبك كله وتجتهد أن يوافق قولك قول الملائكة ..!
ذلك معناه أن تستشعر قربهم منك ،
وصلاتهم معك ، ومشاركتهم لك ..!
ولا أحسبك هاهنا الا ستسخو بدمعك أن يفيض لينسكب على وجهك
وجهك المشرق بالنور ، لأن قلبك امتلأ بمعاني السماء ففاض نورا على سيماك !!
.. وكيف لا يشرق بالنور وأنت مع النور ، وفي النور !!

ثم ترى أن هذا الحمد بلسانك لا يكفي ،
فتهوي ساجدا تخر على الأرض لا تتمالك ..!
تهوي هويا كأنما تسقط لأنك لم تعد تملك قواك !!
تهوي أرضا لتضع أكرم ما فيك ، في موضع الأقدام
إجلالاً لله ، وتذللاً بين يديه ، وعبودية له ..

وهنا يتحقق لك أمران رائعان :
الشكر العملي لله سبحانه ..
وهو ما قلناه قبل قليل ونكرره لنقرره :
حيث تضع أعلى ما فيك ، وأكرم وأشرف ما فيك ،
وهو وجهك ، في مواضع الأقدام ، تذللا لله رب العالمين ..
وشكرا له ، واعترافا بربوبيته ، وتحققا بعبوديتك له ..
هذه واحدة .. أما الثانية _ لا ينبغي أن تفوتك _:

أنك بهذا السجود تكون قد انتقلت لتشارك حشدا آخر
من الملائكة منذ أن خلقهم الله وهم في حالة سجود ،
وسيبقون سجودا إلى أن يبعث الله الخلق بعد موتهم ،
فحين يرفعون رؤوسهم لأول مرة بعد تلك السجدة المديدة ،
فيرون جلال الله وعظمته ، وبهاءه
فلا يملكون إلا أن يقولوا :
سبحانك سبحانك، ما عبدناك حق عبادتك..!!!
فماذا يمكن أن نقول نحن بالله ..؟؟!
عليك أن تستشعر أنك في لحظة السجود التي أنت فيها ،
تكون تشارك هؤلاء الملائكة الكرام في هذه السجدة المديدة الرائعة اللذيذة ،
ولعلهم يعرفون لك حق الصحبة لهم ولو للحظات !!
من يدري ، فالكرام من الناس ..
لا ينسون من صحبهم ولو لساعة من نهار !
ولا سيما إذا تأدب معهم ، وأعانهم على ما هم فيه
فكيف بملائكة الله الكرام البررة ..!!

استحضر بروحك أنهم الآن حولك ، ومن أمامك ومن خلفك ،
يملأون الآفاق ، في سجدة طويلة طويلة مديدة ،
في مشهد رهيب جليل مؤثر ..
والكون كله يتابع هذه السجدة الرائعة بين يدي ملك الملوك جل في علاه!!
انك الآن في مهرجان سماوي تعجز عن وصفه كل كلمات البلاغة !!
مشهد يزعزع أركان النفس ، ويعيد بناءها من جديد ،
ويرج القلب ، ولا يجعله يستقر الا على قواعد من نور ..!

ومن هنا فلا عجب أن تفيض عيناك بسخاء ، وبغزارة ،
لا حول لك ولا طول وأنت تسبح بروحك هذه السباحة الفريدة
في ملكوت الله ، مع ملائكته الكرام الأطهار ..!
كان بعض الصالحين حين يستحضر هذا المشهد الجليل يقول :
ألذ ساعة يمر بها قلبي ، هي لحظات السجود بين يدي الله سبحانه ،
وحين يرفع الإمام رأسه من السجود ، أحسه يجتث قلبي اجتثاثا ..!!
يا لله .. ما أروعها من ساعة تفيض على القلب عطرا
وتحيله ربيعا أخضر .. !!

وتعساً ثم تعساً ثم تعساً ثم تعساً الفاًً بعد ألف
من حُرم مثل هذا النعيم الذي لا يوصف
ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ..!! شاهت الوجوه !!

وبينما أنت مستغرق في هذه السياحة الروحية
تجد نفسك مضطرا أن ترفع راسك ، لأن هتاف التكبير
ارتفع من جديد ( الله أكبر ) ..
فكأنما تقول بلسان حالك : نعم .. الله أكبر !!

كان المتوقع أن تنهض قياماً لتواصل الرحلة مع أولئك الأطهار
الذين لا زالوا قياما بين يدي الله في كامل الأدب والخضوع
غير أن التربية النبوية تطالبك بالجلوس بعد تلك السجدة
بل قل بعد تلك السياحة الروحية التي غمر الله فيها قلبك بالنور
ولعل حكمة الجلوس هاهنا : أن عظيم الأنوار التي عمرت قلبك
احتاجت منك أن تأخذ نفسا لتقوى على حملها وتقف بها على رجليك !!!
أو لعل رغبتك في السجود بعد أن ذقت حلاوته
جعلك تجلس كأنما تستعطف الله سبحانه أن ياذن لك بسجدة أخرى
تتزود بها من مقام القرب !!
ففي الحديث الصحيح :
( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد )
فكأنما عز عليك أن تفارق هذا المقام سريعا
أو كأنما استشعرت بعد أن فرغت من السجود الأول :
أنك قصرت في أداء حق هذا المقام
فاحتجت إلى جلسة تستغفر الله فيها من تقصيرك ذاك !!
ولذا يشرع لك بعد السجود أن تقول :
رب اغفر لي .. رب اغفر لي !!
تقولها هذه المرة وحالة حياء تتلبسك من مفرق راسك إلى أخمص قدمك !

ثم تهوي ساجدا مرة أخرى ، وحالة فرح غامرة تسيطر على قلبك
لأنك عدت من جديد لتدخل في مقام القرب من الرب
فانظر حين يؤذن لك بالدخول على كبير من كبار الدنيا
_ ولا كبير إلا الله _
كيف تجد نفسك في كامل الأدب وتمام الإجلال بين يديه
فالله أحق ان تتجسد كلك بكلك :
أدبا وخضوعا وذلا بين يديه
وأنت على تمام الثقة أنك لن تخرج من بين يديه صفر اليدين ..

ويحلو لك السجود الذي تجدد لك ،
لأنه بمثابة إعطائك فرصة أخرى لتجد نفسك في أعلى مقام
مقام القرب من الله جل جلاله ، فتسأله من خيري الدنيا والآخرة !!
ثم لا تلبث إلا قليلا حتى تسمع التكبير ( الله أكبر )
فكأنما تنزع روحك نزعا لتقف مرة أخرى ..

وتكرر هذه الرحلة السماوية من جديد في كل ركن !!
ثم تأتي جلسة التشهد الأخيرة
واسمع هاهنا هذا الكلام العجيب
الذي سمعته بدوري من أحد الشيوخ الأجلاء ذات يوم قال:

التشهد عبارة عن مشهد يأخذ القلب أخذا
فهو أشبه بحوار سماوي يهز الروح حدث في ليلة المعراج ..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
التحيات المباركات الطيبات الصلوات لله
فيقول الله سبحانه :
السلام عليك ايها النبي ورحمة الله
فيجيب الرسول الكريم :
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
فيقول كل ملك من الملائكة :
اشهد أن لا إله إلا الله ، واشهد أن محمداً عبده ورسوله
ثم تكون الصلاة الإبراهيمية ..
فإذا استحضرت هذا المشهد الجليل ،
واهتز له قلبك ، وفاضت معه عيناك ..
فاهتبلْ الفرصةَ هاهنا .. وادع الله بما يتيسر لك من دعاء
واختر الدعاء المأثور أولا ،
ثم سل من خيري الدنيا والآخرة ما تشاء
فإنك بين يدي الكريم سبحانه ..

ثم يأتي السلام ..
والسلام تأكيد لما نقوله .
فكأنما كنت في رحلة سماوية روحية خارج حدود الأرض
ثم إذا عدت إلى الأرض ..
استقبلت الناس على يمينك وعلى يسارك بالسلاااام ...!!

أو كأنما أنت بالسلام في الختام ..
تلقيه على حشود الملائكة عن يمينك وعن يسارك
التي كنت تشاركها هذا المهرجان السماوي
فكأنما تستـاذنها الانصراف إلى أعمالك
وإلى دنياك ، بعد أن شحنت قلبك بأنور السماء !!

وأخيراً ..
كأنما لم تكن الصلاة ركعة واحدة فقط ،
حتى تُعطى فرصة المحاولة في كل مرة !!
إن فاتتك في ركعة، فحاول في الركعة التي تليها ، وهكذا !!
وإن نجحت في ركن ، وفشلت في ركن
فأمامك عدة فرص لمحاولات جديدة فلا تيأس ،،
إن ربك سبحانه يحبك.. نعم يحبك ..!
ولأنه يحبك يعطيك فرصا كثيرة لتحاول في كل مرة
لأنه لا يريديك أن تخرج من بين يديه صفر اليدين !!
بل يريد أن تخرج من بين يديه : نقيا تقياً صافيا..!

يا إلهي ..
كم يخسر هؤلاء الذين لا يعرفون الصلاة وحلاوتها !!
مساكين والله ، ولو ملكوا الدنيا بأسرها بين أيديهم فهم فقراء
كما قال القائل :
فقراء على الدنيا دخلوا ** وكما دخلوا خرجوا منها !!
نعم والله ..
الأحياء فقط ... السعداء فقط .. الأذكيا فقط
هم المؤمنون حقا ..
وكل كلام غير هذا فهراء وغثاء وعبث ..

نسأل الله أن نكون منهم .. يا رب
اللهم لا تحرمنا صحبتهم ، والحشر معهم
مع نبيك الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليكٍ مقتدر ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..


بو عبدالرحمن غير متصل قديم 06-09-2002 , 05:19 PM    الرد مع إقتباس
نور بوظبي نور بوظبي غير متصل    
عضو شرف  
المشاركات: 3,594
#2  
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما شاء الله تبارك الله لا قوة الا بالله

رائع بارك الله فيك

رائع جزاك الله خير

رائع احسن الله اليك


استاذي الفاضل ..

ما اروع هذه الكلمات التي لامست القلوب .. ما اسعد من يصلي تلك الصلاة في خشوع مع الله تعالى ..


اسال الله لنا و لكم الخشوع في الصلاة ..


انها السعادة الحقيقة .. لمن استشعرها و ادركها


جميل جدا .. الصلاة مع الملائكة


حروفك ألجمتني .. و شوقتني للصلاة .. اريد ان اصلي تلك الصلاة .. اريد ان اسشتعر الملائكة و هم يصلون معنا .. اريد ان احس بمعنى الله اكبر تهتز داخلي ..


اللهم اعزنا بالتذلل اليك ..

اللهم أعزنا بالتذلل اليك


اللهم أعزنا بالتذلل اليك


بارك الله فيك ايها الفاضل و نفع بك .. ما اروع تلك الكلمات .. جعلها الله في ميزان حسناتك .. و نفعنا الله و المسلمين بما كتبت ..



لا تنسانا من الدعاء في ظهر الغيب

نور بوظبي غير متصل قديم 06-09-2002 , 05:37 PM    الرد مع إقتباس
زمردة زمردة غير متصل    
مبدع فائق التميز  
المشاركات: 19,033
#3  
Re: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إقتباس:
رد مقتبس من نور بوظبي
ما شاء الله تبارك الله لا قوة الا بالله

رائع بارك الله فيك

رائع جزاك الله خير

رائع احسن الله اليك


استاذي الفاضل ..

ما اروع هذه الكلمات التي لامست القلوب .. ما اسعد من يصلي تلك الصلاة في خشوع مع الله تعالى ..


اسال الله لنا و لكم الخشوع في الصلاة ..


انها السعادة الحقيقة .. لمن استشعرها و ادركها


جميل جدا .. الصلاة مع الملائكة


حروفك ألجمتني .. و شوقتني للصلاة .. اريد ان اصلي تلك الصلاة .. اريد ان اسشتعر الملائكة و هم يصلون معنا .. اريد ان احس بمعنى الله اكبر تهتز داخلي ..


اللهم اعزنا بالتذلل اليك ..

اللهم أعزنا بالتذلل اليك


اللهم أعزنا بالتذلل اليك


بارك الله فيك ايها الفاضل و نفع بك .. ما اروع تلك الكلمات .. جعلها الله في ميزان حسناتك .. و نفعنا الله و المسلمين بما كتبت ..



لا تنسانا من الدعاء في ظهر الغيب

زمردة غير متصل قديم 06-09-2002 , 06:02 PM    الرد مع إقتباس
جـاسر جـاسر غير متصل    
رحمه الله رحمة واسعة  
المشاركات: 361
#4  

بسم الله الرحمن الرحيم

اخي بالله بو عبد الرحمن ...

ما شاء الله ، سبحان الله ، الله أكبر ، طريقة رائعة من اخ متميز لايصالها لنا ... جزاك الله خيرا واثابك على ما قدمت ... اعزك الله بالاسلام واعز بك الاسلام..

الله اكبر .. الموضوع متكامل ورائع ...

سلمت يداك على ما سطرته لنا عن الصلاة ، اسمح لي اخي الفاضل بهذة المشاركة عن صلاة الجماعة ....

صلاة الجماعة واجبة ، ويأثم من تركها بغير عذر وإذا أُطلقت فالمراد بها جماعة المسجد إذا وجدوا وقدر المسلم على أدائها معهم .

صلاة الفرائض الخمس جماعة في المسجد واجبة على المكلفين من الرجال ، فمن ترك صلاتها جماعة في المسجد بلا عذر فهو آثم لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر"

وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن العذر ، فقال خوف أو مرض .

وكذلك يجب على عمال الشركات ان يصلوا مع جماعة أحد المساجد القريبة من مبنى الشركة التي يعملون بها .

قال الله تعالى : " وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك و ليأخذوا حذرهم وأسلحتهم "

لقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بإقامة صلاة الجماعة في أشد الأحوال وهي حالة الحرب ‍ وكفى بهذا دليلا على وجوب إقامة الجماعة .

عن أبى هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لقد هممت ان آمر بحطب فيحطب ، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ، ثم أخالف إلى رجال فاحرق عليهم بيوتهم "

وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر "

عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال : يا رسول الله انه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يرخص له فيصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه فقال : " هل تسمع النداء بالصلاة ؟‍"
فقال : نعم .
قال : " فأجب "

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " ما بال أقوام يتخلفون يتخلف بتخلفهم آخرون ، والله لقد هممت ان أرسل إليهم فيجأ " أي يطعن " أعناقهم ثم يقال : اشهدوا الصلاة " .

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " من سره ان يلقى الله غدا مسلما ، فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بهن فان الله شرع لنبيكم سنن الهدى وانهن من سنن الهدى .

ولو انكم صليتم في بيوتكم كما يصلى هذا المتخلف في بيته ‍ لتركتم سنة نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم .

وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة .

ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف "

وقال ابو موسى الاشعري رضي الله عنه " من سمع المنادي فلم يجب بغير عذر فلا صلاة له "

أتعرف أخي من هم المؤمنون الصادقون ؟؟؟

المؤمنون الصادقون أولئك الذين يعمرون بيوت الله بالصلاة والذكر ..

قال الله تعالى : " إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ، وأقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخشى إلا الله فعسى أولئك ان يكونوا من المهتدين "

قال الإمام القرطبي : " قوله تعالى : " إنما يعمر مساجد الله "

دليل على ان الشهادة لعمار المساجد بالإيمان صحيحة لان الله سبحانه ربطه بها واخبر عنه بملازمتها .

وقال بعض السلف : إذا رأيتم الرجل يعمر المسجد فحسنو به الظن "

أخي بالله ان عمارة المساجد من خصال الصالحين كما وإنها وهي أيضا سبب لشهادة المؤمنين للعبد بالإيمان .

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " من شهد معنا الصلوات شهدنا له بالإيمان ثم تلا " إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر "

قال صلى الله عليه وسلم " ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا لقد هممت ان آمر المؤذن فيقيم ثم آمر رجلا يؤم الناس ثم آخذ شعلا من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد ‍"

قال الحافـظ ابن حجـر : " ودل هـذا على ان الصـلاة كلها ثقيــلة على المنافقين ومنه قوله تعالى " ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى "

وإنما كانت العشاء والفجر اثقل عليهم من غيرهما لقوة الداعي إلى تركهما لأن العشاء وقت السكون والراحة والصبح وقت لذة النوم .

قال ابن عمر " رضي الله عنهما " كنا إذا فقدنا الرجل في هاتين الصلاتين : صلاة العشاء وصلاة الصبح ، أسأنا به الظن "

أخي انه إذا أقبلت على بيت الله بعمارتها بالصلوات وأعمال الطاعات فانك ان فعلت ذلك أخي أعانك الله تعالى على أمور دنياك وختم لك بالخاتمة الحسنة يوم خروجك من الدنيا ، لتلقى أخي ثواب أعمالك في دار الخلود مع أهل الإيمان والصدق .

عن ا نس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : ( براءة من النار ، وبراءة من النفاق ) "

أخي مساكين أولئك الذين حرموا من تلك الخيرات العظيمة التي يجنيها أهل المساجد كل يوم خمس مرات ‍.

عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح "

عن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة "

وقال النبي " صلى الله عليه وسلم " " من مشى في ظلمة الليل إلى المسجد لقي الله عز وجل بنور يوم القيامة "

عن أبي الدراء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " المسجد بيت كل تقي وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة "

قال النبـي صلى الله عليه وسلـم " سبعـة يظلهـم الله في ظـله يـوم لا ظـل إلا ظلـه " فذكر منهم : " ورجل قلبه معلق في المساجد "

قال الإمام النوري : " ورجل قلبه معلق في المساجد " معناه شديد الحب لها والملازمة للجماعة فيها "

عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من توضأ ثم أتى المسجد فصلى ركعتين قبل الفجر ثم جلس حتى يصلى الفجر كتبت صلاته يؤمئذ في صلاة الأبرار وكتب في وفد الرحمن "

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة ، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة "

عن جنــدب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله من صلـى الصبـح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم "

عن أبى هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات ؟"
قالوا : بلى يا رسول الله .
قال " إسباغ الوضوء على المكارة ، وكثرة الخُطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط" .

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا تطهر الرجل ثم أتى المسجد يرعى الصلاة ، كتب له كاتباه أو كاتبه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات ، والقاعد يرعى الصلاة كالقانت ، ويكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه "

ومن فوائد صلاة الجماعة على من شهدها :

صلاة الملائكة عليهم واستغفارهم له .
شهادة الملائكة له .
جواب الإمام عند قوله : " سمع الله لمن حمده ".
الآمن من السهو غالبا .
حصول الخشوع والسلامة عما يلهى غالبا .
احتفاف الملائكة به .
إظهار شعائر الإسلام .
إرغام الشيطان بالاجتماع على العبادة والتعاون على الطاعة ونشاط المتكاسل .
السلامة من صفة النفاق ومن إساءة الظن به .
قيام نظام الألفة بين الجيران وحصول تعاهدهم في أوقات الصلوات .
الإنصات لقراءة الإمام ، والتأمين عند تأمينه ، ليوافق تأمين الملائكة .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلام : " إذا قال الإمام " غير المغضوب عليهم ولا الضالين " فقولوا آمين ، فمن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه "

كما وإن لله تعالى عباد شغلتهم طاعته عن الدنيا فلا غرابة ان يختم لهم بالموت في أطهر البقاع واليك أخي هؤلاء الصالحين :

عن عطاء بن السائب قال : دخلنا على أبي عبد الرحمن السلمي وهو يقضي – أي يموت – في المسجد ‍‍، فقلنا له : لو تحولت إلى الفراش فإنه أوثر .
قال : حدثني فلان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يزال أحدكم في صلاة ما دام في مصلاة ينتظر الصلاة "
ثم قال لهم : فأريد ان أموت وأنا في مسجدي ‌‍‍ .

وهذا عامر بن عبد الله رحمه الله سمع المؤذن وهو في فراش الموت .
فقال : خذوا بيدي .
فقيل له : إنك عليل .
فقال : أسمع داعي الله فلا أجيبه ؟‍‍
فأخذوه بيده فدخل في صلاة المغرب فركع مع الإمام ركعة ثم مات .

أخي المسلم تلك هي حرارة الإيمان ونور اليقين أضاء لأقوام فكانت أعمالهم انصع بياضا من اللبن ، وأزهى منظرا من الدر والياقوت .

وهذا الحارث بن حسان رضي الله عنه وكانت له صحبة تزوج في بعض الليالي ، فخرج إلى صلاة الفجر ، فقيل له أتخرج وإنما بنيت بأهلك في هذه الليلة ؟
فقال : " والله ان امرأة تمنعني من صلاة الغداة في جمع لامرأة سوء " .

وهذا سيد التابعين سعيد بن المسيب رحمه الله قيل له ان طارقا يريد قتلك فتغيب .
فقال : ابحيث لا يقد الله علي ؟
فقيل له : اجلس في بيتك .
فقال : " اسمع حي على الفلاح ولا أجيب ؟"

" اللهم إنا نسألك الجنة ونسألك ان تثبتنا على حسن عملك وان تجعلنا ممن تفاخر بهم الأمم يوم القيامة يا أرحم الراحمين "

أخي أما رأيت كيف خلد الله ذكرهم قرنا بعد قرن وزمانا بعد زمان .

وأنت أخي ألا تحب الخلود والذكر الحسن في الدارين ؟؟؟
ألا تحب ان تكون من السعداء حقا .
ألا تحب زوال الكروب ونزول الفرج والرحمة ؟؟
ألا تحب حلاوة العبادة والقرب من مولاك تعالى ؟؟

ستعلم ان اربح عمل تزودت به هو شهودك للجماعات في بيوت الله تعالى وان كنت من المتخلفين فواحسرة يوم لا تنفع فيه تحسر ولا ندم.

أخي فلتستعن بالله ولا تعجر ولتشمر ولتلق عن كاهلك رداء الكسل .. فتبادر إلى هذه البيوت الطاهرة ..

ولا تنسونا من الدعاء
أخوكم بالله " جاسر "

جـاسر غير متصل قديم 07-09-2002 , 01:00 PM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#5  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-
الأخت الجليلة / نور بو ظبي
............... حماك الله من كل شر

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية الرائعة
واسأل الله أن تجدي صداها في قلبك فيضا
من نور على نور ، حتى ينضح هذا النور على كل جارحة
بارك الله فيك ..
ولا تنسي أخاك من دعائك الطيب المبارك

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 08-09-2002 , 05:05 PM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#6  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-
الأخت الفاضلة / زمردة
............. رحم الله والديك الكريمين

جزاك الله خيرا مضاعفا أضعافا كثيرة
واسأل الله أن يتقبل منا ومنكم ..
وأن يرضى عنا وعنك . وأن يغفر لنا ولك
اللهم آمين

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 08-09-2002 , 05:06 PM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#7  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-
أخي في الله / جاسر
........... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

حياك الله وبياك وجعل الجنة مأواك
من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب
اللهم آمين

ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..
تعقيب رائع متكامل حول قضية هامة وحطيرة
لقد كفيت ووكفيت ، وأجدت وأحسنت ..
فجزاك الله خير الجزاء ، وضاعف لك الأجر والثواب
تقبل تحياتي وخالص دعواتي

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 17-09-2002 , 05:08 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.