عبدالله رشيد كاتب إماراتي مشهور له العديد من المقالات المتميزة ، إلا أنه في مقال يوم الخميس الماضي أفرط بشكل لا يتخيله عقل وهاجم:
((
دبابيس – عبد الله رشيد:
عام على كارثة ضرب برجي مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاجون في نيويرك وواشنطن، والخطاب السياسي للفكر المتطرف المنتمي زورا للإسلام محلك سر إذا لم يتخلف إلى الوراء عشرات القرون··
ما زال المتطرفون الذين دمروا كل فرص الحوار بيننا كمسلمين وبين الغرب والحضارة المسيحية، يرفعون أصواتهم هنا وهناك، يدعون الزعامة تارة ويدغدغون مشاعر الشباب ببطولات خرقاء تارة أخرى، وبمزاعم أكثر سفاهة وسذاجة، مدعين أن العودة إلى السكن في الكهوف وسفك دماء الأبرياء والعبث باسم الدين والاغتسال باسم فلسطين والقدس، وهما منهم براء، هو الذي سوف يعيد إلينا الحقوق المسلوبة والإرادة التي حولها هؤلاء إلى سوق النخاسة·
أحدهم قال تعليقا على العراقيل التي وضعها الغرب أمام تعليم الطلاب العرب والمسلمين وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية:لا نريد علومهم·· ولا جامعاتهم··فهي كفر وشرك بالله!·· تخيل، هكذا بكل بساطة يريد مثل هذا الجاهل أن يلغي من قواميسنا كل قوانين العلم والمعرفة وكأن هؤلاء الطلاب العرب هم ملك يمينه·· فلا أعرف في أية مؤسسة تكنولوجية سوف يتعلم طلابنا؟·· هل في مؤسسة أبو قتادة لتكنولوجيا الفضاء، أم في مؤسسة أبو عبادة لعلوم الذرة أم في سلسلة جامعات ومعاهد أبو حمزة لعلوم الكمبيوتر؟!·· ولا أعرف في أية مستشفى أو مركز طبي متقدم سوف يعالج مرضانا بعد اليوم؟
في اليوم التالي لوقوع الاعتداء الآثم على المدنيين الأبرياء في نيويورك وواشنطن، اتصل بي أحد قادة المنظمات الإسلامية الأميركية وقال لي يا أخي عبدالله·· لقد عدنا قرونا إلى الوراء·· لقد أعادنا الجهلاء إلى العصر الحجري··إذا أردنا أن نبني شيئا في المجتمع الأميركي، فإن أمامنا قرونا من العمل·· وقد لا ننجح·· لقد تحول ثمانية ملايين أميركي مسلم إلى فئران تجارب لكل الأميركيين، ومعهم كل الحق!
ترى ما الذي حققه الجهلاء والسفهاء الذين ارتكبوا تلك الفعلة الشنعاء؟·· بكل بساطة اختفوا من الوجود·· أغلبهم نفق ودفن مع الأنقاض في كهوف تورا بورا، وهناك من ذاب مع آلاف الأطنان من القنابل التي ألقتها المقاتلات وقاذفات القنابل الأميركية، وبعضهم سيق كالنعاج أسيرا في غياهب السجون في جوانتانامو، وآخرون دخلوا جحورهم لأن الإرهاب والتطرف الأعمى والأصم، شيطان جبان رعديد، لا يظهر إلا في الظلام الدامس، فهو يخشى الحق والظهور في العلن، ويسعى دوما إلى الطعن في الظهر غدرا·
إذا كانت الصهيونية قد أساءت للديانة اليهودية، وإذا كان المتطرفون المسيحيون قد أساءوا للديانة المسيحية، فإن هؤلاء قد أساءوا إلى كل الديانات السماوية·· ومن الذي يدفع الثمن اليوم؟·· الأبرياء·· من العرب والمسلمين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وقعوا ضحية الغدر والسفاهة·
عبدالله رشيد
abdullah_ah@hotmail.co
))
واقتطف بعض نصوصه التي تدل على مستواه المنحط في مقاله هذا:
(ما زال المتطرفون الذين دمروا كل فرص الحوار بيننا كمسلمين وبين الغرب والحضارة المسيحية)
مبررات لعداء الغرب تجاهنا وفشل أمثاله في الحوار.
(هل في مؤسسة أبو قتادة لتكنولوجيا الفضاء، أم في مؤسسة أبو عبادة لعلوم الذرة أم في سلسلة جامعات ومعاهد أبو حمزة لعلوم الكمبيوتر؟)
لا اعترف بأبي قتادة ولا أبي حمزة ، ولكن أقول "بل في مؤسسة عبدالله رشيد والصفحة القذرة التي يكتب فيها (دنيا) وما فيها من وقاحة وقباحة".
(لقد تحول ثمانية ملايين أميركي مسلم إلى فئران تجارب لكل الأميركيين، ومعهم كل الحق)
يقول "ومعهم كل الحق" وكأن المسلمين في أمريكا لم يكونوا في يوم من الأيام هدفا ، بل غفل عن قوله تعالى "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم".
(ترى ما الذي حققه الجهلاء والسفهاء الذين ارتكبوا تلك الفعلة الشنعاء؟·· بكل بساطة اختفوا من الوجود·· أغلبهم نفق ودفن مع الأنقاض في كهوف تورا بورا، وهناك من ذاب مع آلاف الأطنان من القنابل التي ألقتها المقاتلات وقاذفات القنابل الأميركية، وبعضهم سيق كالنعاج أسيرا في غياهب السجون في جوانتانامو، )
لست لأكتب دفاعا عن أي شخص مخطيء ، الخطأ خطأ ، ولكن عبدالله رشيد عامل فيها حريص على الإسلام ، ولو كان في وجهه ذرة حياء لتكلم عن صحفنا التي تملأها صور النساء العاريات ، صحيفته التي يكتب فيها والتي أعطته هامش من الحرية (لا يعطي 1% من هذه الحرية لأصحاب التوجه الإسلامي) لا يمكن أن يمر يوم إلا وتدوس أحكام الشرع بقدميها فتنشر صور المومسات من عارضات الأزياء وأشباههن ، ولو كان عبدالله رشيد حريصا على الإصلاح فليتكلم عن الظلم والتطرف الذي تعرض مجموعة من المدرسين في منطقة أبوظبي التعليمية ، لماذا لم يتكلم عن مجموعة الكتاب (الكبار) الذين منعوا من المشاركة الإعلامية؟
التسديد والمقاربة مطلوب وكذلك الإنصاف مطلوب أكثر ، وما أرى عبدالله رشيد في مقاله هذا تعدى أسلوب جمال عبدالناصر حينما اتهم المتطرفين بأنهم سبب هزيمة مصر.