|
عضو نشيط جداً
|
|
المشاركات: 454
|
#1
|
في العجلة السلامة 0000000
قد تنوي القيام بعمل خير ، وتقرر القرارات لإنجاز هذا العمل ، وتبني الخطط ، وترسم المشاريع ، وتحدد الأوقات والساعات ، ثم لما يحين وقت العمل ، وقت الجد والاجتهاد ، كما لو درست طوال العام وفي يوم الاختبار نمت صباحك وتركته ، فخسرت جهدك كله ، وهكذا تسوف وتسوف وتسوف ، حتى يمضي الخير بركب الخيل ، ولا يبقى لك إلا انتظار فرصة أخرى قد تأتي وقد لا تأتي ، ها أنت قد ثقلت رجليك ، وزمت شفتيك ، وتقلبت عينيك ، والوقت يمضي وأنت عاجز ، ثقيل مكبل بسلاسل من هوى وتسويف ، تنتظر فرصة أخرى ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من العجز والكسل ، فيقول : (( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وضلع الدين وقهر الرجال ))
ولو لم يكن هناك ذووا نيات حسنة يعزمون على فعل الخير ، أخزاهم عجزهم وكان سيف الهوى مسلط عليم بأثقال من عجز تنوء عنها الجبال لما تعوذ به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لما للعجز من قوة عظيمة تهد العزم الرخيم ، والحس المتين ، وقد فاضل النبي صلى الله عليه وسلم بين القوي والضعيف ، وبين العاجز والعامل ، فقال : (( المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير إحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ، وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان )) رواه مسلم 0
فالمؤمن القوي في إيمانه وأقواله ، وأعماله ، القوي في يقينه وتوكله 000 رجاءه وخوفه 00 وفي جميع العقائد القلبية 00 الذي كمل نفسه بالعلم النافع مكمل غيره بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر 00 هذا المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف الذي لم يصل لهذه المرتبة 000
فعندما يحين وقت العمل فاستعن بالله ، وعجل ولا تني ، واقترب ولا تبتعد ، وعمل ولا تكلم ، ولتكن كهبوب الريح 000
وما أكثر ما نهينا عن العجلة لأن فيها الندامة أما في عمل الاخرة فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( التؤدة في كل شيء إلا عمل الآخرة ))
فإذا سمعت بمن يدعو لعمل خير ، من تبرع لبناء مسجد ، أو صلة رحم ، أو إسلاح بين متخاصمين ، أو عيادة مريض ، فلا تتردد في الاستجابة ولا تتمهل 0
واعلم أن أنسب وقت للعمل هو اللحظة التي سمعت فيها النداء ، وإلا فمن لك باللحظات التي بعدها ، كما أن وسوسة الشيطان تظل تنمو مع التأجيل ، فتفتر الهمة ، ويضعف العزم ، وبذلك لا يمكنك أن تخطو إلى الإيمان خطوة واحدة ، ولا مجال لتغيير ما فيك من علة أو ذنب أو عيب 0
وهاهو الله تبارك وتعالى ينادينا في قوله : " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (آل عمران:133)
إنه نداء للمسارعة والمسابقة ، فمن الرابح ، قال تعالى : " فالسابقون السابقون ، أولئك المقربون "
فالسابقون إلى الخيرات في الدنيا هم السابقون إلى الدرجات في الآخرة 0
فالسباق السباق 000000000000
|
|
10-09-2002 , 05:39 AM
|
الرد مع إقتباس
|