الدكتور عبد الرحيم البلوشي مسؤول مكتب أهل السنة بإيران - فرع لندن في حوار مع الفجر
الرافضة تعتبر عدوها الأول ليس أمريكا ولا اليهود
بل أهل السنة
في الحلقة الماضية تناول الدكتور عبد الرحيم البلوشي أحوال أهل السنة بإيران، وتطرق إلى حجم المعاناة والاضطهاد الذي يتعرضون له على أيدي حكام إيران وأشار إلى ما يعرف بـ(الخطة الخمسينية الإيرانية) للانقضاض على الحكم في كثير من بلاد الإسلام
وفي هذه الحلقة الثانية والأخيرة يتواصل الحديث حول بعض القضايا كحقيقة فكرة التقريب بين السنة والشيعة ، وتأثير نجاح حركة طالبان في أفغانستان على أهل السنة بإيرانويبدي وجهة نظره حول أسباب سقوط نظام الشاه ، ونجاح ثورة الخميني وعلاقة الأخير بالولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني
غياب الإعلام
س6- يتساءل البعض عن غياب - أو قلة - من يُعرف بأحوال السنة خصوصاً خارج إيران، ويميط اللثام عن جرائم وفظائع الرافضة، فما ردكم على ذلك ؟ وهل هناك أي نشاط إعلامي لديكم
الموضوع له عدة جوانب ، جانب منها يتعلق بوضعنا نحن السنة في الداخل وقلة الدعاة والمثقفين لأن نظام الشاه كان يحارب هذه المناطق ولكن تحت مظلة القومية الفارسية ، والسنة كلهم في إيران غير فرس تقريباً أي أن الشعوب السنية كانت في عهد النظام السابق شعوباً من الدرجة الثانية - قبل أن تصبح لا شئ وعلى مستوى العداوة المكشوفة من جراء هذه النظرة إليهم
كما أن الضغط الواقع على السنة في إيران لا يشبهه ضغط في أي مكان آخر حيث أن أدنى نشاط من غير الروافض جزاؤه القتل والاغتيال في الخارج والسجن والإعدام في الداخل ، زد على هذا الأمر عدم وجود سند ودعم خارجي سواء حكومي أو إسلامي أو حتى من جمعيات خيرية أو أدنى مساعدة خارجية سواء عربية أو غير عربية حتى أننا نشعر بحق كأننا نغرق في بحر لا تمتد فيه إلينا أدنى يد للمساعدة أو الدفاع ، فهذا كله مما يؤثر على النشاط عموماً
وما يتعلق بالخارج والعالم الإسلامي والدعاة والجمعيات الخيرية والحكومات !! فحدث ولا حرج وبعد تجربة طويلة حتى مع من يهتم بقضايا السنة في إيران ومن رفعوا لواءها منذ سنوات طويلة لما جربناهم رأينا أن القوم يريدون اتخاذنا بقرة حلوب لقضية ساخنة ، وأما العمل والدعم في سبيل الله فهذا كان آخر ما يحسب حسابه ، يُطلب منا الولاء المطلق لندين لولي فقيه ولكن من نوع آخر وهذا ما هربنا منه ونجاهد في سبيل إسقاطه إن شاء الله - ليبدلوه بولاية الشيخ أو ولاية الجمعية و ... ما إلى ذلك من الولاءات الباطلة التي منشؤها الذات والدنيا وليس الله والرسول والكتاب والسنة وان كانت كلها مغلقة بهذا وذاك
في جو كئيب كهذا نشرنا الكثير عن أوضاعنا ، ولكن ما يعوقنا عن النشر هو الولاءات الشخصية وعدم التجرد ، بعض المجلات الإسلامية حقاً نشرت الكثير دون أدنى طلب منا أو مقابل ، وبعضها الآخر رفعت لواء دعم السنة في إيران بالمال والقلب - بالكلام- وعندما حان العمل نكثت هذه الجهات بوعودها لا بل عمدت إلى حربنا وهدى الله الجميع وكما تعلمون فالإعلام الإسلامي عموماً في وضع لا يحسد عليه ولكني اشكر مجلات الاعتصام ونداء الإسلام والبيان التي نشرت عنا ما وسعها دون طلب المقابل بل دون أن نطلب منهم
أما نشاط رابطة أهل السنة في إيران - مكتب لندن - فمع عدم وجود الإمكانات المادية لديها تنحصر في نشر ما يحدث لأهل السنة في إيران من مآس ومصاعب تباعاً في الجرائد العامة وشبكة الانترنيت وعنوانها
WWW.ISL.org.UK ، ونشر بعض الكتب ، وفي المحاضرات العامة في المراكز الإسلامية التي تسمح لنا بذلك عن أوضاع السنة في إيران وما شابه ذلك
س7- يطرح بعض الإسلاميين المنتسبين إلى تيار أهل السنة فكرة التقريب بين السنة والشيعة ، والتقاء الطرفين في نقاط مشتركة كما يزعمون ، فمن خلال معرفتكم ومعايشتكم الواقعية للشيعة ، هل تتصورون حدوث مثل هذا التقارب؟ وهل الشيعة جادون حقاً في تحقيق هذا التقارب المزعوم
قصة التقريب منذ البداية كانت فكرة شيعية ماكرة وخادعة كان يعوزها الإخلاص من جهة الروافض والهدف منها كان ولم يزل نشر الرفض والبدع الشيعية في الأوساط السنية وليس اقتراب من السنة ولذا فبعد أن انخدعت بعض المشايخ من الأزهر الشريف بالفكرة وقبلوا المذهب الجعفري - والإمام الصادق برئ من هذا المذهب الباطني الذي يتستر به للمرة الأولى في تاريخ الإسلام كمذهب رسمي وأفتى الشيخ شلتوت مخدوعاً بجواز التعبد لهذا المذهب في حين لم يفت بمثل هذه الفتوى أي من أحبار القوم ورهبانهم تجاه أحد المذاهب السنية
أي انه لم يفتي أحد من مراجع الروافض انه يجوز للشيعي أن يتعبد الله بإحدى المذاهب السنية ، كما أنه لم يبدأ في أي من حوزاتهم دراسة العقيدة السنية أو فقهها خلافاً لما بدأ به الأزهر، إذاً الخداع واضح في الموضوع
ولم يزل النظام الإيراني الرافضي المنافق يتشدق بالتقريب والوحدة وما إلى ذلك من الكلمات الرنانة الجوفاء وهو في نفس الوقت يقتل العلماء بإيعاز شخصي من مرشد هذه الثورة ويهدم المساجد ويغلق المدارس ويشرد الدعاة من السنة ، وأما هؤلاء المنتسبين إلى تيار السنة والذين يصفقون لهم فهم جهلة مخدوعون ومنهم أصحاب مصالح دنيوية وقد سماهم الخميني من قبل مستأجرين دون أجر ، فهل بقي عذر لأحد في جهله بما يجري لأهل السنة في إيران
ولقد هدم الهندوس مسجد البابري في الهند فأعلن رئيس الوزراء وقتئذٍ اعتذاره عن عمل قام به المتعصبون الهندوس ووعد بإعادة بناء المسجد - أما في إيران الثورة والنظام الإسلامي فمساجد السنة تهدم وبأمر من مرشد الثورة وأركان النظام وذلك كي يتعلم اليهود كيف يهدمون مساجد المسلمين ، فقد هاجم اليهود المساجد في فلسطين في عام 94 بعد أسبوعين فقط من هدم مسجد شيخ فيض في مدينة مشهد ، إذان النظام الطائفي الإيراني قد عَلَّمَ اليهود هدم المساجد ، فأي تقريب يمكن أن يتم بين السنة والشيعة وهم اشد علينا من اليهود والنصارى وينظرون إلينا على أننا أسوأ من أية ملة أخرى كافرة وأنت إذا سألت التاريخ لم تجد شبراً واحداً قد فتح على يد الشيعة أو انهم خاضوا حرباً ضد أعداء الأمة ، وإنما كانت حروبهم ومؤامراتهم دائماً تحاك ضد المسلمين فلا تهدأ نفوسهم حتى يبيحوا ديارهم ويروا أشلاءهم
فأي تقارب هذا يعرضه الشيعة وهم يمدون إلينا في الظهر خنجراً مسموماً فيهينون عقيدتنا في إعلامهم وأفلامهم الخاصة الموجهة ضد أهل السنة -كفلمهم المفترى الإمام علي - حتى أن عدداً من السنة قتلوا من جراء اعتراضهم على عرض هذا الفلم - إلا أنه لا عجب من أقوام مذهبهم هو النفاق والكذب والخداع أن يفعلوا ذلك
فهم بهذه الأساليب الميكافيلية الماكرة كأنهم يدعون المسلمين إلى الاقتراب منهم ليتسنى لهم ذبحهم في الوقت المناسب ، إن في تاريخهم الأسود وفي واقعهم الحاضر خير شاهد لكل ذي بصيرة وهذا لا يحتاج عناء للفهم إلا من طمس الله بصيرته
والمشكلة هي هؤلاء الدعاة المنسوبين إلى السنة الذين يؤيدون إيران أو يصفقون لها ، وهم يتسببون من خلال مواقفهم المتميعة واللامسؤولة في تشيع أبناء عقيدتهم ، ولقد رأيت الكثير من هؤلاء الشاب المخدوعين في إيران لا يريدون أن يفهموا حقيقة ما يحدث فيها وما هو موجود في ارض الواقع بل يحلمون أن يطبقوا في إيران ما هو موجود في رؤوسهم مع أنهم لو كانوا إيرانيين - كما قلت للكثيرين منهم - لكان مكانهم هو السجن أو الذبح - كما حدث للشيخ مفتى زادة الذي كان يدعو إلى الوحدة والتقارب معهم وكلنه لبث في سجونهم قرابة عشر سنوات عندما دعاهم إلى الإخلاص والتقارب الحقيقي ولم ينافقهم - فهم من مدكر
ومن يريد أن يفهم خدعة التقريب هذه فعليه بقراءة كتاب قيم بعنوان : قصة التقريب ، وهو عبارة عن أطروحة ماجستير للدكتور ناصر القفاري
تابع