|
عضو نشيط جداً
|
|
المشاركات: 177
|
#1
|
لله ما اقوى هذه القلوب المؤمنة ..!!
لا تدري اتجدها من الشاب .. أم من الأم .. أم الزوجة المحتسبة!!
-------------------------------
"عثمان كان بطلا شجاعا قلبه عامر بالإيمان ·· الحمد لله رب العالمين، إنه استشهد ونال الشهادة، ويارب اربط الصبر على قلبي".
هذه كلمات قالتها والدة عثمان الرزاينة الذي مات مع اثنين من رفاقه أثناء عملية اقتحام مستوطنة "دوغيت" شمال قطاع غزة في السادس والعشرين من أكتوبر الحالي2001م
وتتابع : "كان عثمان طيبا جدا، معطاء، عطوفا، كان دائم الذكر للصلاة والشهادة، كان دائم الطلب مني ومن زوجته وجيرانه أن ندعو له بالشهادة"·
"كان يداعب أولاده وأولاد أخيه الذين كانوا يتقافزون دوما علي ظهره وهم يلعبون، وكان يأخذهم للمساجد" · "لم تكن تفوته صلاة الجماعة في المسجد ولا قيام الليل وكان دوما يطرق أبواب أصحابه لصلاة الفجر من الآذان الأول"·
عثمان لم يكن أبدا يرغب بهذه الحياة، وكان يفضل ميتة كريمة يعز بها دينه ثم وطنه وأهله، ويذل بها أعداءه المحتلين، وقد عاف الحياة بحلوها ومرها، مقبلا إلى حياة لم نألفها نحن·
والدته تتحدث عن ذلك وتقول: "كان عرس عند جيراننا، وكان يفتت اللحم لأصدقائه، ويقول لهم: إن شاء الله الأسبوع القادم العرس عندي، وكان يقصد عرس استشهاده" ·
"كنت أعرف أن عثمان يريد أن يستشهد، وقال لي أريد أن أستشهد في رمضان، ولكنه عاد في مرة ثانية وقال لي: الموعد اقترب، وسيكون قبل رمضان، فقلت له انتظر حتى تشفى قدم صغيرك المكسورة، فقال: إن استشهدت فتابعوه حتى يفك عنها الجبس، وان لم استشهد فسأتابعه أنا" ·
قاطعتنا زوجته أم إسلام التي كانت قبل حوالي اثني عشر سنة في عصمة شقيقه أيمن الذي استشهد قبل عدة سنوات قائلة: "قال لأخيه : فك الجبس أنت عن قدم الصغير" ·
وأردفت أمه و يوم وفاته ودعني وقال لي: أنا قاصد باب الله فادعي لي، فقلت له: الله يسهل عليك ويحنن عليك، وعانقته وقبلته" ·
أما زوجته فقالت: "كان عثمان دائم الطلب للشهادة، ولم يكن يجلس معنا أكثر مما يمضي خارج البيت مع رفاقه وهم يجلبون السلاح أو ينقلونه، كان دوما مشغولا بعمله الجهادي، حتى أن رفاقه كانوا يتصلون به أحيانا في منتصف الليل للقيام بعمل ما، فكان ينتفض من فراشه على الفور وينطلق تلبية للنداء" "كنت أعرف أنه سيستشهد، ولم يكن بمقدوري ثنيه عن طلبه للشهادة، وكنت أسأله لمن تتركني والأولاد، فكان يقول: فراقكم ليس هينا على قلبي، فأنا أتقطع عليكم، ولكن نداء الله أقوى" ·
وتابعت الأم: "قبل أن يخرج لبس بزته العسكرية فقلت له: لا تلبسها أمامي، وطلب مني أن أخيط له جراب خنجره في ملابسه، فقلت له لا أستطيع لأنني لم أكن أقوى على فعل هذا وأنت ذاهب لتستشهد"·..
سكتت أم إسلام طويلا قبل أن تحدثنا عن لحظات الوداع الأخير وقالت وقد غلبتها دموع الحزن: "كل لحظة كانت لحظة وداع ، كان يقول لي: الله يساعدك من بعدي، لابد لكم من أن تتحملوا، وهو ينظر إلينا ويبكي" ·
صمتت برهة أخرى علها تضبط أنفاسها وهي تبكي: "أينما كان يذهب كنت أسير خلفه أودعه ، في كل ركن بالبيت ، وكلما سرت سار خلفي ·· لا تستطيع أن تتخيل زوجان سيفترقان للحياة الأبدية ، لا تستطيع أن تتخيل زوجة تودع زوجها وهو ذاهب ليستشهد وهي تعلم ·· المشاعر أكثر من أن توصف ·· إنه الوداع الأبدي ·· وقبل خروجه كان ينظر إلى وجوهنا ويضحك حتى لا يشعرنا بفراقه ، وقال لي: لا إله إلا الله ، فقلت: محمد رسول الله ، وانطلق وهو يقول: أدعو لي يا أم إسلام" ·
وأردفت تقول: "بالرغم من أنه كان دوما يقول لي سأستشهد ويطلب مني الدعاء له إلا أنني لم أكن أتوقع ذلك ، فقد كان يخرج ويقصف مستوطنات الأعداء بقذائف الهاون ويعود ، ولكنه هذه المرة خرج وقال : لي لن أعود" ·
قاطعتنا أمه وقالت: "قلت له وهو خارج: الله يعطيك إياها، وكنت أراها في عينيه"·
وتابعت أم إسلام : "في نظري عثمان أكبر بطل ، وأنا فخورة به ، وبزوجي الأول أيمن" وتحشرج صوت أم إسلام وبكت ثم قالت : "أشجع أولادي أن يكونوا مثلهما" أشعر بصدمتين..
وتصف والدته مشاعرها عند تلقيها نبأ الوفاة : "كنت مبسوطة له، ولكن لم يكن يهون علي فراقه ·· وبالرغم من ذلك لم أكن أحاول التأثير عليه لثنيه عن طلب الشهادة، بل ربيت أبنائي ليكونوا طليعة هذه الأمة، ويدافعوا عنها، ولم يكن عثمان الشهيد الأول من أبنائي فقد ودعت من قبله شقيقه أمين، ولو طلب مني أحد أبنائي الأربعة الباقين الشهادة فلن أقف في وجهه وسأقول له اذهب"·
ووالد البطل الذي بدا كالجبل الراسي قال بنبرة ثابتة: "ربيت أولادي على فعل أي شيء في سبيل الله"· أم إسلام زوجة عثمان تصف شعورها باستشهاده وليس هناك أبلغ من قولها: "أشعر بصدمتين، لقد ترك لي أيمن ثلاثة أولاد هم إسلام 11 سنة وآيات 8 سنوات ومحمود 6 سنوات، واليوم ترك لي عثمان أيمن 4 سنوات ومحمد سنتان وجنين أحمله بين أحشائي" ·
"مشاعري تتقطع ، وقلبي منقبض، وشيئا ما يطبق على صدري ويكتم أنفاسي، لقد اصبح الحمل ثقيلا ولم يعد بمقدوري حمله، ودوما أتساءل كيف سأحمله، وماذا سأفعل، وكيف سأربي أبنائي، أشعر بهم كبير كالجبل، وان شاء الله يهونها"
"ورغم كل ذلك فإنني أحرص على تربيتهم تربية صالحة على مبادئ الإسلام التي تربى عليهم والدهم وعمهم ، وأعمل علي تقوية إسلام حتى يحمل معي حمل إخوته ، فلا أحد غيره يمكن له حمل هذا العبء معي"·
تقول آيات ابنة أيمن تقول عن عمها عثمان: "كان بابا دائما يحضر لنا الحاجات، وفي العيد كان يحضر لي عروسة حلوة وقبل أن يستشهد كان يقول ادعوا لي بالشهادة ، بابا في الجنة وأنا مبسوطة له" وذاك إسلام ابن أيمن يتقدم جموع المعزين ويقول : "أنا ابن أيمن وعثمان ، أعاهدكم أن أجاهد في سبيل الله واستشهد ...
امل
|
|
23-12-2001 , 03:25 PM
|
الرد مع إقتباس
|