دعني أخبرك بتجربتي، وقد ذكرتها في موضوع سابق للأخت القطة السوداء عن التفكير الإيجابي.
قبل أربع سنوات تقريباً طردت من المدرسة بسبب الغياب المتكرر، وقد رسبت ثلاث سنوات من قبل في الإعدادية، وفكرت أن ألتحق بعمل عادي حتى أكسب رزقي وأعيش كما يعيش الكثير من الشباب، لكن رأيت أن هذا ليس طموحي وليس غايتي.
وعلمت أن لدي وقت فراغ كبير، خصوصاً أن طردي من المدرسة كان في بداية السنة الدراسية، فجلست في البيت أفكر في ماذا يجب فعله، بدأت بشراء الكتب والمجلات المختلفة، وقضيت وقتي في القراءة والتطوير، وبدأت أدرب نفسي على الإلقاء والحديث أمام الناس، وفي نفس الوقت المساهمة بالمقالات في الصحف، وشيئاً فشيئاً اتضح لي الطريق، وعرفت أنني أحب مجالي هذا.
الحمدلله، الآن بعد هذه السنوات، الرصيد كبير، رصيدي من القراءة والاستماع للأشرطة وقراءة المجلات، وإلقاء الدورات وكتابة المقالات، وطموحي أن أبدأ في كتابة الكتب، وإلقاء دورات أكبر وأعمق، وربما بعد سنوات أبدأ مشروعي الخاص وهو حلم لطالما حلمت به، وأتمنى أن أحقق هذ الحلم.
ما الذي غيرني؟ ما الذي دفعني من التفكير في الوظيفة البسيطة إلى أن أبدأ في التعلم والتدريب والتخصص في الإدارة؟ حقيقة عدة أمور تلعب دورها هنا:
[*] التوفيق من عند الله أولاً وأخيراً.[*]البيئة المحيطة لها دور واضح.[*] همة الإنسان ورغباته وأسلوبه في التفكير.
كل هذا يؤثر في قناعات الإنسان، تصور لو أنني غرقت في التفكير السلبي؟ هل كنت سأصبح مثل ما أنا عليه الآن؟ لا اعتقد، أما ما الذي أثر فيّ بوضوح، فأعتقد أن البيئة المحيطة لها دور كبير، ويأتي قبلها همة الإنسان وقابليته للتغيير.
أتمنى أن أكون قد وضحت لك طرفاً من القضية

تحياتي.