العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > صورة وقصة ومقتل البطل (بلال.أ.ع) أربع سنوات لحافه السماء وبس
المشاركة في الموضوع
ARAE ARAE غير متصل    
مبدع فائق التميز في بلاد المسلمين  
المشاركات: 7,346
#2  



رزقنا الشهاده يارب العالمين....



:(:(:(




ARAE غير متصل قديم 19-08-2001 , 05:05 PM    الرد مع إقتباس
aziz2000 aziz2000 غير متصل    
عضو شرف السعودية  
المشاركات: 8,153
#3  
جزاك الله خيرا أخي أبولُجين
كان مطاردا منذ أربعة سنوات، وكان يعيش في الجبال، وفي الأماكن النائية والموحشة كي لا تراه أعين القتلة، وكان فلسطينيا حكمت عليه آلة البطش الإسرائيلي بالموت.

حاولوا اصطياده طوال مدة مطاردته فلم يتمكنوا منه، أدركوا أنهم غير قادرين عليه. كان لابد لهم من انتظاره في مكان ما، فناشط مثله في حركة فتح لا يمكن أن يترك دون قتل. ولما كان لابد من إنجاز العملية أطلقوا كلاب العملاء من أجل اصطياده علهم «يشمون» رائحته في مكان ما، مرة قرب بيته وأخرى عند بيوت أصدقائه، وهكذا ..

اسمه (بلال.أ.ع) ونتحفظ على باقي الاسم احتراما لتوصية من قبل أهله الذين أكدوا لنا أن في الكشف عن هويته خطر يهدد عائلته وإخوانه من قبل الإسرائيليين، ذلك أن هذه الصور التي لا يمكن أن يكون فاعلها أقل نازية من هتلر نفسه قد تم تهريبها عبر وسيلة لا يمكن الإفصاح عنها أيضا. إضافة إلى أن هناك من يشك أن عميلا قريبا للشهيد هو الذي عمد على مساعدة قوات الاحتلال على الكشف عن موقعه ومن ثم اغتياله، ومن هنا يخشى من الفتنة بين العائلات خصوصا وأن القرية - أماتين- التي تقع في قضاء نابلس، صغيرة لا تحتمل مثل هذا الحدث.

مكث الشهيد طوال أربع سنوات وهو مطارد من مكان لآخر، ولكنه كان يعلم كيف يمكن أن تكون نهاية بطل مثله.. فأبطال الانتفاضة لا يموتون على الفراش. ورغم استحضار قصة الصحابي الجليل سيف الله المسلول خالد بن الوليد وكلمته المشهورة إلا أن الفرق أن بيت ابن الوليد كان آمنا ولا يخشى أن يأتيه الأعداء بصواريخهم وطائراتهم، لا يخشى من خذلان أهله له.

بلال قضى نحبه وهو لا يزال في الحادية والعشرين من عمره، ما أروعها من حياة دون برزخ أو موت، وما أبشعه من مشهد تركه الشهيد خلفه ليصفع به وجوهنا المرشحة للموت والتعفن. ليس جلدا للذات وإنما شهادة لحقيقة نود لو تنسانا.. وصدق الله عندما قال في محكم كتابه: «ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون».

من يرفض أن يورث نفسه الخلود.. من يرفض أن يبعد ولده عن الموت إلى الأبد فليدفعه إلى الشهادة.. ومن اصدق من الله قيلا.

بلال أنهى دراسته الثانوية العامة وكان في طريقه إلى دخول الجامعة، ولأنه يعرف الحب وكيف يحب وهب نفسه لعائلته كان معتادا أن يذهب إلى مزرعة والده بعد عودته من المدرسة كونه المعيل الوحيد للعائلة بعد وفاة والده الذي ترك خلفه ذرية ضعافا.. ولأن بلالا رجل ولأنه أكبر إخوانه سعى إلى رزق الله.

كان محبوبا من قبل أهل القرية وجميع أصدقائه وأهله، يتمتع بشخصية مرحة، يظهر من ملامحه التعب والإرهاق.. «إن الحياة متعبة» كان يسر لأصدقائه.

ومنذ أن شب - والطفل في فلسطين يشب سريعا- انتظم كأحد كوادر حركة فتح ينشط في منطقته، حتى أصبح مطلوبا من قبل الأمن الإسرائيلي، ومنذ تلك اللحظة التحف السماء ونام على التراب والصخر.. لما لا .. إنها فلسطين .. من يرفض أن يدافع عن أمه؟ فلسطين كانت أمه.

وفي صباح يوم 13مايو شعر بشوق لوالدته واخوته وأهل قريته فأسرع إليهم، ولكن أحد كلاب العدو من العملاء لاحظه، فأسرع إلى أسياده يخبرهم بالنبأ.

ولأن والدته تخاف عليه أقسمت أن يسرع في الخروج، لم يا بني جئت نهارا، ابتسم لها لأنه يعرف أن قتله مسألة وقت. وعندما سمع المؤذن سلم على أهله وخرج للصلاة كان الوقت ظهرا، وفي الطريق ولدى مروره من بيت مهجور سمع أحدهم ينادي عليه.. بلال .. كان يريد هذا العميل أن يتأكد من أنه هو، ولدى التفاتته إلى مصدر الصوت بدأت أصوات الرصاصات كأنها زغاريد تزف إليه بشرى الشهادة.. سقط بلال ولكن روحه لم تفارق جسده بعد فسحبه جنود الاحتلال إلى البيت المهجور.. وبدءوا بضربه وتعذيبه حتى فارق الحياة.

لدى سماع أهل القرية للرصاصات هرعوا إلى مصدر الصوت فإذا بالجنود الإسرائيليين يجرون بلال على الأرض لإدخاله إلى الغرفة المهجورة وفشلت كل المحاولات التي قام بها الأهالي لتخليصه من أيديهم.

وبعد أن أدخل بلال الجريح إلى الغرفة قام الجنود بقتله وعلى الفور جاءت طائرة مروحية حيث تم نقل الجثة والجنود بالإضافة إلى المتعاون إلى مستشفى إسرائيلي، داخل أراضي الـ 48.

يتعرض أبطال فلسطين لكل ذلك، إلا أن بلال وكما بعض الشهداء، وكما الأسرى المصريين تعرض لسرقة جميع أعضائه الداخلية، بالإضافة إلى تشويه جثته بالكامل، ولأنهم متوحشون يلبسون لباس الحضارة رفضوا تسليم جثته لأهله بحجة عدم دفعهم للضرائب، وبعد أسبوعين وإثر إصرار أهله جاءت قافلة من جنود الاحتلال بالجثة إلى القرية وطالبوا أهله بدفنه فورا دون أن يذهب إلى بيت أهله ودون أن يراه أحد سوى عجوزين من القرية للتأكد من أن الجثة لبلال، إلا أن الصليب الأحمر كان قد صور كل شيء لأنها إرادة الله التي تريد أن تكشف حقيقة ما يريده هؤلاء من السلام الزائف. دفن سريعا ولم يره أحد، وقد أفلح أهله عندما حصلوا على الصور أن يخفوها عن والدته وأشقائه وشقيقاته، وهم حتى الآن لم يروها.

http://www.almufakkera.com



aziz2000 غير متصل قديم 20-08-2001 , 04:54 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.