قرأت كتابا عن علماء الإسلام في كل زمان مكان فوجدت أن هناك طبقة ممن يدعون العلم يقال لهم ( الخنفشاريين ) وهي كلمة نستخدمها كثيراً ولا نعرف معناها .
وأصل كلمة الخنفشاريين يتضح لنا في هذه القصة :

ففي عهود الإسلام المتوسطة كثر مدعو العلم والذين يفتون في كل شيء بلا علم فكان هناك واحد من هؤلاء في البصرة ، ومن حلو كلامه وعذوبة لسانه أصبح الناس يفدون إليه من كل حدب وصوب ليسمعوا فتواه وأصبح وهو يفتي في كل شيء يعلمه ولا يعلمه .

فأراد العلماء الحقيقيون أن يظهروا جهله فاتفقوا على أن يصطنعوا كلمة ليس لها أي معنى في أي قاموس ...؟

فأختاروا كلمة ( خنفشاري ) فقال دون تردد :

هو نبات طيب زكي الرائحة ينمو في اليمن السعيد ، فيه مزايا عديدة ويشفي كثير من الأمراض ويحتاج إلى مياه كثيرة وتربة خصيبة كتربة بلاد اليمن ، وقد ذكر كثير من العلماء فضائله حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه ، حينئذ قام العلماء وقالوا له : يا فاجر يا كاذب اتريد أن تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كذبت على الناس وانهالوا عليه ضرباً ؟ !

وهذه معلومة جديدة موثقة عن أصل كلمة خنفشاري .

ترى كم من الخنفشاريين موجود بيننا الآن الذي يفتون بدون علم وما أكثرهم وللأسف الشديد وقانا الله شرهم .