|
عضو شرف
|
|
المشاركات: 4,732
|
#1
|
لماذا عجزتِ عنها ؟
د.مديحه السدحان
كنا في نزهة برية في ساعة من الليل ...مجموعة من النساء يجلسن......
الجو لطيف جداً ، والهواء بارد عليل.
ثم أقبلت، ضيفة جديدة ، تسير خلفها ابنتها لا تتجاوز السابعة عشرة من عمرها كأقصى تقدير ، الأم محتشمة ، لم تتجاوز الأربعين أي: أدركت التعليم النظامي ، والبنت كأجمل مظهر، عباءة ضيقة على الكتف ، أسفلها موشىً بحبات تعكس الضوء ، والأكمام واسعة مزخرفة الأطراف.
أسرعت الأم لأداء صلاة العشاء قبل أن يخرج وقتها ، ثم ذكرت الله طويلاً.
وكان هذا الحوار:
- هذه ابنتك؟
- نعم
- ما شاء الله كأنها أختك
- شكراً
- لكن عباءتها؟
- ما بها ؟
- مزينة ، مخصّرة ، وهذا حرام لا يجوز.
- هداها الله ، عجزت عنها.
هذا موضع الشاهد : ( عجزت عنها ).
هذا هو رد كثير من الأمهات عند تذكيرهن بوجوب حجاب بناتهن.
هل تعجز الأم عن تربية ابنتها ؟ إذن فمن الذي يستطيع ؟
وهل الأمهات عاجزات حقاً ؟ أم أن الأمر مجرد كسل واستسلام للراحة.
لا أكاد أشك في أمر وهو : لو أن كل أم جعلت ابنتها تنشأ على حب الحياء و الستر لكبرت على ذلك وهذا هو موضع الخلل الأول .
التساهل مع الصغيرات حتى لو بلغت العاشرة ، والحادية عشر ، والثانية عشر فهي في نظرهم صغيرة !
وأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- تقول:"إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة "
وصدقت – رضي الله عنها- ، من هذا السن يبدأ جسمها في التغير حتى يصل إلى مثل أجسام النساء البالغات .
وموضع الخلل الثاني :
أن هذه الفتاة لا تُذكر بأهمية الحجاب وفوائده ، ولا تسمع شيئاً عن كيد الكفار ،والمنافقين في سبيل هتكه وإزالته .
ثم تكبر يأسرها جمال المنظر لا ترى غيره ، والطريق إليه بالعباءة هو بالتبرج ، وإظهار الزينة .
فيأتي موضع الخلل الثالث:
لا الأب ، ولا الأم يبادران في علاج مشكلة تبرج البنت وسفورها ، بشتى وسائل الترغيب و الترهيب ، والرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول: "مروا أولادكم للصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر " أي : لابد عند التربية من الأمر المتضمن بيان فضل المأمور به وأهميته، والتحذير من تركه، فإن لم يفد فالأمر يحتاج إلى قوة ، وهي من الوالدين – خاصة – لها أثر عظيم ، خصوصاً إذا كان الإبن أو البنت حريصان على رضى والديهما ، فهما محتاجان لهما .
والقوة هنا ، لا تعني بالضرورة الضرب والإيذاء ، ولكن ثمة وسائل أخرى يمكن أن تكون أبلغ منها أثراً.
تحكي إحداهن فتقول : إذا رفضت إحدانا أمراً لوالدتي تركتنا ذلك الأسبوع جميعاً في المنزل ، وذهبت يومياً لزيارة والدتها ، وكان لذلك أكبر الأثر في نفوسنا ، فلا نجرؤ على عصيانها في أمرٍ مهم إطلاقاً.
وهذا هو الحق لمن أخلص لدينه ومبادئه، أرأيتم لو أن حفرة من النار قريبة ، وذهبت إليها فتاة جهلاً أو عناداً ، أتتركها والدتها وتتعذر بعجزها عنها؟ لا. ولكنه ضعف الإيمان
إنها دعوة صريحة لكل أم ، أن تتقي الله في دينها ، وفي بناتها ، وهل هؤلاء المتبرجات إلا أختي وأختك، وقريبتي وقريبتك ، فلو تعاونا لاختفت مظاهر التبرج شيئاً كثيراً .
إن الأمر يحتاج إلى صبر ومجاهدة ، لكن ثمرته أحلى من العسل .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
نقلاً عن موقع الإسلام اليوم
|
|
14-07-2001 , 08:12 AM
|
الرد مع إقتباس
|