|
عضو شرف
|
|
المشاركات: 4,732
|
#1
|
رؤية مقترحة لقضية المرأة
أحمد بن محمد الصقر
هناك من يتعامل مع قضية المرأة على أنها رأس مال يجب المحافظة عليه داخل خزانة حديدية حتى لا تمتد إليه يد سارق أو عابث أو مجنون، وينسى أن بقاء رأس المال دون استثمار قد يؤدي إلى تآكله!
وهناك من يتعامل مع قضية المرأة بمنطق عبثي ومتهور يعتمد على أسلوب المخاطرة والمجازفة، وينسى أن المخاطرة برأس المال الكبير قد تجعلك دون مال !
الصنف الأول هم أولئك الذين اقتصر دورهم تجاه قضية المرأة في الحديث المتكرر عن المؤامرات التي تحاك ضد المرأة المسلمة، وكشف خطط الأعداء، والتشهير بوثائق المؤتمرات العالمية للسكان والتنمية والمرأة، والتنديد بالمقالات المنحرفة وتحذير المرأة منها…
كل ما سبق لاشك أنه مطلوب ولكن يجب ألا نقف عنده بل نتجاوزه إلى مرحلة البناء الحقيقي لشخصية المرأة المسلمة المعاصرة، ووضع الخطط طويلة المدى لذلك، وإقامة المراكز والجمعيات النسائية اللازمة لتفعيل دور المرأة ومشاركتها،وعقد المنتديات والمؤتمرات، وإنشاء غطاء إعلامي، وذلك حتى نساعد المرأة على النمو بشكل صحيح، وحتى نبعث في نفسها الطمأنينة والإيجابية، بدل الصراخ الذي يفزع ويقعد، وفي هذا الصدد يجب مراجعة مضمون الخطاب الإسلامي الموجه للمرأة وشكله ليتضمن المحاور التالية:
1- تعليم المرأة أمور دينها بشكل صحيح، وربطها بالوحيين، وإيضاح الموقف الشرعي من المرأة ومكانتها بجلاء ودون تزييف، وعدم خلط العادات بالعبادات.
2- مساعدتها على فهم الحياة بشكل أفضل، وتنمية قدراتها الأسرية والشخصية من خلال تطوير مهارات الاتصال بالآخرين، وفهم نفسية الرجل والطفل وقبل ذلك فهم نفسها.
3- تزويدها بالمجالات والبرامج المحفوفة بالضوابط الشرعية، والتي يمكن من خلالها أن تساهم بشكل مباشر في خدمة المجتمع النسائي الذي تعيش فيه، والذي سيؤثر بشكل غير مباشر في الأسرة والمجتمع، وذلك حتى تشعر بقيمتها وأنها عناصر إيجابي مؤثر، وأن نحدثها عن نماذج ومثل عالية متدينة ومتفوقة.
أما الصنف الثاني فهم أولئك الذين يتكلمون عن قضية المرأة كما لو كانوا يتحدثون عن عمّال المناجم، فحديثهم يتكرر عن الحقوق والمطالبة بالحقوق واستعادة الحقوق وانتزاع الحقوق في ثنائية مقيتة تؤجج الصراع بين الرجل والمرأة، كما لو كان الرجل مخلوق من آدم والمرأة من حواء!
ولأجل ذلك يصرخون في وجه المرأة لكي تقفز إلى الضفة الأخرى، غير عابئين بشدة التيار وعمق النهر وكثرة التماسيح، ويشعلون رغبة المرأة في القفز بكلمات ومصطلحات رنانة عبثية تحريضية، دون أن يفكروا في حل آخر أكثر أمناً وأقل خطورة.
لماذا لا يبنون لها جسراً … أليس العبور أفضل من القفز!
أو هو حب المغامرة ؟
نقلاً عن موقع الاسلام اليوم
|
|
14-07-2001 , 08:07 AM
|
الرد مع إقتباس
|