روي عن معاوية بن أبي سفيان ، أنه قد أتاه يوماً أمير إحدى القبائل الضاربة شمال سوريا ، والتي لم تكن بايعته بعد ، فقال له الأمير وكان في حضرة معاوية ابنه يزيد : " يا معاوية إن إبلك قد شردت وارتعت العشب في أرضي ولعلك رمت النقص من شرفي ، وإني والله لا أسمح لإبل أمثالك أن تدخل أرضي ، فإذا دخلت ثانية ذبحتها ونلت من كرامتك " .
وحرج الأمير وعلى ثغر معاوية ابتسامة أغضب ولده يزيد ن فوقف يزيد وقال
لأبيه: "ما لك يا أبت ؟ يتوعدك هذا الرجل وينال من شرفك وأنت تبتسم ؟" فلم يحر جواباً !
وحدث أن شردت ناقة من نياق معاوية ودخلت ارض هذا الأمير ، وبعد أيام جاء الأمير غلى معاوية وقال له : " إنك تجاوزت الحد في إهانتي ، ودخلت ناقة لك في أرضي ، فذبحتها وأكلتها أنا وأهلي ، وإنني جئت لأعلمك بما فعلت ".
فابتسم معاوية وقال :"إنني بعثت بها عمداً إليك كي تذبحها ، فهي هدية مني إليك".
فأحمر وجه الأمير واعتذر من الخليفة وقبّل الأرض بين يديه وبايعه هو وقبيلته بالخلافة ،عندئذ أرسل معاوية في طلب ابنه يزيد واخبره بما فعل الأمير ،
وقال له: "أتعرف الآن يا بني ، إن الابتسامة خير من استعمال القوة ؟ فقد نلت مأربي منه دون اللجوء إلى السيف ن ولو فعلت لما نلته كاملاً كما نلته الآن ".
====================
من كتاب "زاد المربين من القصص التربوي الهادف ".
لـ إبراهيم بدر شهاب الخالدي.