|
مبدع متميز
|
|
المشاركات: 5,287
|
#7
|
إذن سأتوكل على الله وأبدأ ...
- -
هـذه ثلاث خواطر من كتيب صغير الحجم عظيم الفائدة ..
أنصح بقراءته ( وإعادة قراءته )
ولقد وضعت رابط تحميل الكتاب الصغير في الأسفل _ وهو بصيغة وورد ..
فإلى الخواطر الثلاث المختارة ..
= =
2
عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة ، تبدأ من حيث بدأنا نعي ،
وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ! …
أما عندما نعيش لغيرنا _ أي عندما نعيش لفكرة _ فإن الحياة تبدو طويلة عميقة ،
تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض !…
إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة ، نربحها حقيقة لا وهما ،
فتصور الحياة على هذا النحو ، يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا .
فليست الحياة بعد السنين ، ولكنها بعداد المشاعر ،
وما يسميه (( الواقعيون )) في هذه الحالة (( وهما )) !
هو في (( الواقع )) ، (( حقيقة )) أصح من كل حقائقهم !…
لأن الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة .
جرد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي !
ومتى أحس الإنسان شعورا مضاعفا بحياته ، فقد عاش حياة مضاعفة فعلا …
يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال ! …
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة ، حينما نعيش للآخرين ،
وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين ، نضاعف إحساسنا بحياتنا ،
ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية !.
3
بذرة الشر تهيج ، ولكن بذرة الخير تثمر ،
إن الأولى ترتفع في الفضاء سريعا ولكن جذورها في التربة قريبة ،
حتى لتحجب عن شجرة الخير النور والهواء
ولكن شجرة الخير تظل في نموها البطيء ،
لأن عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء …
مع أننا حين نتجاوز المظهر المزور البراق لشجرة الشر ،
ونفحص عن قوتها الحقيقية وصلابتها ، تبدو لنا واهنة هشة
نافشة في غير صلابة حقيقية ! …
على حين تصبر شجرة الخير على البلاء ، وتتماسك للعاصفة ،
وتظل في نموها الهادئ البطيء ،
لا تحفل بما ترجمها به شجرة الشر من أقذاء وأشواك !…
4
عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس ،
نجد أن هناك خيرا كثيرا قد لا تراه العيون أول وهلة !…
لقد جربت ذلك . جربته مع الكثيرين …
حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون أو فقراء الشعور …
شيء من العطف على أخطائهم ، وحماقتهم ،
شيء من الود الحقيقي لهم ،
شيء من العناية – غير المتصنعة – باهتماماتهم وهمومهم …
ثم ينكشف لك النبع الخير في نفوسهم ، حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم ،
في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك ،
متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلاص .
إن الشر ليس عميقا في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحيانا .
إنه في تلك القشرة الصلبة التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء …
فإذا آمنوا تكشفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية …
هذه الثمرة الحلوة ، إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر الناس بالأمن من جانبه ،
بالثقة في مودته ، بالعطف الحقيقي على كفاحهم وآلامهم ،
و على أخطائهم وعلى حماقتهم كذلك …
وشيء من سعة الصدر في أول الأمر كفيل بتحقيق ذلك كله ،
أقرب مما يتوقع الكثيرون …
لقد جربت ذلك ، جربته بنفسي .
فليست أطلقها مجرد كلمات مجنحة وليدة أحلام وأوهام !…
= =
اسم الكتاب : أفراح الروح ... مؤلفه : سيد قطب . رحمه الله
رابط التحميل :
http://www.almeshkat.com/books/open.php?book=437&cat=14
|
|
26-02-2011 , 11:44 AM
|
الرد مع إقتباس
|