قال بعض الربانيين _ بتصرف _:


هذه العجائب التي تملأ ما بين السماء والأرض ، لا يزال لسان حالها لا يفتر ،

يذكّر بمن صنعها ، وأبدعها وأوجدها ، ولا تزال تُحبب الناظر إليها فيه ،

وتشده إليه ، حتى تجعل الإنسان مغرماً بمتابعة هذا الفيض الهائل من هذه

النداءات المتولية التي لا تنقطع ليل ولا نهار ..!

حتى ليخال إليه ، أنه يرى تجليات الأسماء الحسنى ، والصفات العلى

من خلال كل مشهد تقع عليه عيناه ، تجليات تبهر القلب ، وتهز الروح ..!
..

أما الغافل عن ذلك الجمال ، اللاهي عن كل هذا الإبداع ، المُعرض عن سماع

كل هذه النداءات ، فمحجوب نائم ساهٍ محروم _ وإن اتسع كرشه ،

وامتلأ جيبه _..!!

يأكل ويشرب كما تأكل بهائم الأرض ، ولا يعقل هذا الجمال ،

لأنه أعمى البصيرة مطموس القلب ، فواحسرتاه على تلك القلوب الخاوية

على عروشها ..!

رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها ، وأسقطوا أنفسهم عليها ،

وهم عن آيات ربهم معرضون ..!
..

أما الصنف الأول المتميز فلا يزالون يتقلبون في جنة المعرفة وبحبوحتها ،

يحركهم الشوق إلى لقاء محبوبهم ، الذي رأوا آثاره ، وبهرهم بإبداعه ،

وهم على وعد معه لينعموا برؤيته ..!

إنهم يعيشون شعور بالجمال والجلال والكمال ، والعظمة والإبداع والإحسان ،

والقدرة المطلقة ، والرحمة الشاملة ، والحكمة البالغة ، الخ


أما الفرح المجرد بشهوات الدنيا ، وتسقط النفس عليها ، وتلهف القلب إليها ،

لمجرد الاستمتاع المؤقت بها ، فدليل نقص عقل ، وخواء قلب ،

وفراغ روح ، وانطماس بصيرة ، وانتكاسة فطرة ، وضعف إيمان ،

وانعدام يقين ..!