عرض مشاركة مفردة
الضبع الضبع غير متصل    
مشرف المسابقات والتصوير ۩ السعـوديـــــة ۩  
المشاركات: 4,206
#61  


بني جمرة وماحولها و قصة تاريخ 7000 سنة"

--------------------------------------------------------------------------------

هذه قصة تاريخ أرض بني جمرة وما جاورها من القرى..و التي كان جزء منها قبل 7000 سنة من أولى الأراضي التي سكنت في مملكة البحرين … بعدها هجرت … قبل أن تعود لتصبح ضاحية من ضواحي مدينة دلمون والتي تبعد عن مركزها بقرابة 7 كم … وتبقى كذلك بين مد وجزر .. مع بروز لها في العصور الهلنستية وغياب في صدر الإسلام وبروز آخر غير منقطع منذ العصور الإسلامية المتوسطة وحتى الآن.

قبل سبعة آلاف سنة من الآن (5000 سنة قبل الميلاد) لم تكن جزيرة البحرين كما نعرفها الآن فمياه البحر كانت مرتفعة أكثر من مترين على ما هي الآن وهذا يعني أن الأراضي الساحلية المعروفة الآن كانت مغمورة بالمياه ما عدى الأماكن المرتفعة (أنظر خارطة رقم (2)) وكانت الأمطار غزيرة بما فيه الكفاية لتملىء الأحواض الداخلية للجزيرة مكونة بحيرات كبيرة لذلك كانت غالبية السكان القاطنين الجزيرة يسكنون بالقرب من تلك البحيرات معتمدين في حياتهم على جمع الثمار والصيد كانوا يعيشون حقبة العصر الحجري. تشهد بذلك المواقع الأثرية التي تميزت بوجود حجر الصوان المشكل على هيئة أدوات قنص و أدوات قشط و قطع.

ولكن لم يستمر الحال كما هو عليه بل بدأت حقبة من الجفاف تعصف بالجزيرة وبدأ الطمي والغبار يترسب في قيعان البحيرات شيئا فشيئا حتى جفت بأكملها قرابة 4000 سنة قبل الميلاد (أنظر صورة رقم (2)) وقد تواكب مع عملية الترسيب وقلة الأمطار هبوط نسبي في مستوى البحر وتراجع خط ساحل البحر.

وهكذا بدأ السكان بالزحف نحو الساحل وتزداد علاقتهم بالبحر .. فيعتمدون على البحر بنسبة أكبر مما كون عليه في السابق .. و من أقدم المناطق الساحلية المعروفة في سجل تلاريخ البحرين هي المنطقة الواقعة بالقرب من رأس الجزائر .. خلف محمية العرين حاليا .. وهي المنطقة التي أطلق عليه أسم المرخ (وهي غير قرية المرخ) .. وقد عرفت بذلك بسبب وجود مجمعات كبيرة من نبات المرخ الذي يكاد يكون النبات الوحيد في تلك المنطقة.

تابع السكان حياتهم على ما كانت عليه من الصيد وإلتقاط الثمار و شيء من الزراعة. ولكن في نفس هذه الحقبة و في أنحاء أخرى من الخليج وبالتحديد في جنوب حضارة ما بين النهرين تخطى شعب تلك المنطقة حقبة العصر الحجري وظهر شعب كون حضارة متميزة بصناعة فخار مميز عرف هذا الفخار بفخار العبيد نسبة لتل العبيد الذي وجد أول مرة بالقرب منه وهكذا عرفت تلك الحضارة بحضارة العبيد. و يعتقد أن العبيديون قد كان لهم توجه بحري و كانوا يسافرون في زوارق على طول الساحل العربي و يجلبون معهم الأواني الفخارية المتميزة التي كانوا يصنعونها, و كنوا يستقرون على الجزر وسواحل شرق الجزيرة العربية و يخلفون ورائهم بصمتهم المميزة و هي أوانيهم الفخارية. و يحتمل أن يكونوا قد أقاموا علاقات مع السكان المحلليين و أعطوهم أو باعوهم أوانيهم الفخارية المطلية ربما مقابل سلع أخرى. و بذلك يكونون قد أدخلوا لتلك المناطق تقنية جديدة و هي تقنية الفخار.


بانتهاء الألف الرابع قبل الميلاد بدأ ظهور فخار العبيد في البحرين. ومن أهم المواق التي وجد فيها موقع المرخ (بالقرب من رأس الجزائر) وعالي ومنطقة أخرى بالقرب من الدراز وبني جمرة و قرية المرخ. و كانت قد وجدت أثار أقدم من فخار العبيد في سار.

تلك النتائج أدت لإستنتاج أن أولى المناطق الساحلية التي سكنت في البحرين هو الخط الساحلي الغربي الممتد من الشمال من حدود الدراز مرورا بالمرخ وبني جمرة وسار وإنتهاءا بمنطقة المرخ .. أي على إمتداد 30 كم … نلاحظ أن تلك الآماكن الساحلية التي سكنها شعب تلك الحقبة تمثل المناطق المرتفعة القريبة من السواحل والسبب في ذلك كما قلنا هو أرتفاع منسوب مياه البحر الذي كان يغطي المناطق الساحلية المنخفضة المعروفة حاليا. والثابت أن سكان تلك الفترة كانوا يعيشون على الزراعة و صيد البر و البحر.
أعتبرت البحرين في هذه الفترة محطة عبور للسفن التجارية و بني في موقع القلعة مدينة صغيرة (المدينة الأولى) لتأدي ذلك الغرض. أما ما يخص آثار الأستيطان فهي نادرة في السواحل الشمالية بل أصبحت آثار تلك الحقبة بأكملها نادرة. و لكن هذا لا يعني بالضرورة هجرة السكان من المنطقة. يعتقد العديدون أن إقامة السكان كانت مستمرة بلا إنقطاع ولكن غياب الأثر كان لأسباب عديدة أدت لفقدانه وبذلك ضياع السجل التاريخي. و نوجز هنا أهم الأسباب التي أضاعت أثر الاستيطان في تلك الحقبة على الساحل الشمالي و الشمالي الغربي وهي كالتالي:

أولا : إنخفاض وأرتفاع مستوى البحر

1 - 4000 – 3000 قبل الميلاد مستوى البحر يعلوا بأكثر من مترين عن مستواه الحالي و هذا يعني أن البحر كان يغطي العديد من الأراضي الساحلية المعروفة حليا وربما كان ساحل البحر قريبا جدا من قرية بني جمرة و ذلك بسبب أرتفاع أرض هذه القرية و الذي يقع جزئها الوسطي فوق هضبة مرتفعة.

2 - 3000 – 2600 حدث هبوط لمستوى البحر بمقدار متر عما كان عليه سابقا .. أي أصبح أكثر بمتر من مستواه الحالي .. وهذا أدى أن سكان تلك المنطقة يزحفون أكثر باتجاه الساحل فيتركون مناطقهم القديمة ويتقدموا إلى الأمام.

3 - 2600 – 2000 قبل الميلاد أرتفع مستوى البحر بمقدار نصف متر عن مستواه السابق أي أصبح اعلى بمقدار متر ونصف عن مستواه الحالي.

وبذلك أصبحت آثار الفترة 3000 – 2000 تحت البحر, وبنزول مستوى البحر في السنوات التالية مسحت تلك الآثار وأضاعتها.

ثانيا : عوامل التعرية والتجوية

نعلم أن الرياح السائدة في البحرين هي رياح الشمال وهذا يعني

1 - تعرض السواحل الشمالية للأمواج القوية وبالتالي تزداد عمليات النحت في الساحل و التي تغير من شكل الساحل و تنحته.

2 - الرياح الشمالية تنحت في الساحل وتنقل الفتات إلى اماكن أخرى.

بإختصار عوامل تعرية وتجوية قوية تأثر في تلك المنطقة وتؤدي إلى تحلل المستحثات بصورة أسرع من أماكن أخرى.

ثالثا : الإمتداد العمودي:

نلاحظ إعادة إستخدام المناطق في الأحقاب المتتالية .. فعلى سبيل المثال لو نظرنا لموقع قلعة البحرين .. وأن هناك خمس مدن متتالية عموديا .. نفهم من ذلك أنه لوكانت هناك آثار لسكنى على الساحل الشمالي الغربي لأصبحت الآن تحت الأماكن السكنية الحالية .. ولا يمكننا إزالة تلك المساكن لنبحث عن الأثر القديم .. و هذا ينطبق على أماكن عديدة في البحرين.

الضبع غير متصل قديم 28-02-2008 , 12:54 AM    الرد مع إقتباس