عرض مشاركة مفردة
الضبع الضبع غير متصل    
مشرف المسابقات والتصوير ۩ السعـوديـــــة ۩  
المشاركات: 4,206
#58  


البحرين:
--------

الصناعات الشعبيه مثل صناعات السفن او النسيج والفخار وغيرها:

يرتبط الفن الشعبي التقليدي في البحرين بما كان عليه هذا البلد منذ بداية التاريخ، فهذه المنطقة كانت مأهولة بالسكان بفضل الوضع الجغرافي الفريد الذي احتلته، والذي أتاح لها الهيمنة على طرق التجارة البرية والبحرية بين الشرقين الأدنى والأقصى.
وخلال هذه الفترة كانت فنون هذه المنطقة التطبيقية: كالنحت والخزف وأعمال الصياغة، تستخدم وتدل على وجود مجتمعات منظمة، قامت في البحرين على فترات متقطعة، في الحقبة ما بين 2000 و 4000 ق.م.
وتسلسل هذا الوجود البشري بما حمل من حضارة وفنون يدوية متوارثة عبر التاريخ من العصر الحجري،وحتى الإسلام، مرورا بفترات تأثرت خلالها البحرين والخليج عامة بالحضارات البابلية والآشورية واليونانية.
وكما تذكر معظم المصادر التاريخية، فإن الفينيقيين الذين سيطروا على سواحل البحر المتوسط قد تحكموا في تجارة الشرق وأوروبا، وكان مصدر عملهم وفنونهم البحرين، التي نزحوا منها إلى لبنان وفلسطين، حيث أدهشوا العالم بما قدموه من منجزات تاريخية واجتماعية، كالنقش، وصناعات الزجاج والبلور الملون، والسفن، والقوارب، وطباعة ونسج الأقمشة،والمجوهرات التقليدية، وأشغال اللؤلؤ.



الفنون الأولى في دلمون
وتدل المؤشرات على أن فنون البحرين التقليدية والتطبيقية المعروفة اليوم، إنما تعود إلى ما وجد من آثار لإنسان العصر الحجري فيها، خاصة مناطق جبل الدخان، وعلى طول الساحل القديم الممتد بين الذلاق والممطلة، وهي كما يذكر كتاب "البحرين" الذي أصدرته وزارة الإعلام، تعود بتاريخها إلى " ما قبل 20000 سنة وقد أظهرت بعض الآثار علاقتها بالمدينة السوهانية في بلاد الهند، بينما أظهرت آثار أخرى شبها بحضارات العصر الحجري الأوسط في سوريا ووادي الرافدين. وتتألف الأدوات المنحوتة من حجر الصوان والتي عثر عليها في البحرين، من عدد يدوية للقطع، وأدوات لتنعيم الخشب والجلود التي كانت تصنع منها الملابس. ويستدل من ذلك على أن طقس المنطقة كان رطبا، قارس البرودة خلال تلك العصور.
وتروي لوحات صلصالية عثر عليها في البحرين، ويرجع عهدها إلى عصر (أور) الثالث و(لارسا) في بلاد ما بين النهرين (2000 إلى 1700 ق.م.) بعض التفاصيل عن الحركة التجارية في الخليج العربي، التي كانت تمول جزئيا بواسطة أصحاب رؤوس الأموال من مدينة (اور). أما البضائع التي كانت تجلب إلى (أور) فتتحدث عنها ألواح كانت تقدم هبة إلى الآلهة (نينجال) عرفانا بفضل حمايتها للبحارة التجار أثناء رحلاتهم الطويلة.
وكانت البضائع تتألف من سبائك النحاس، والأواني النحاسية، والخرز، والأحجار النادرة: كالعقيق الأحمر، وحجر اللازورد والعاج، والأثاث المطعم بالعاج، وطلاء الجفون واللآلئ، إضافة إلى التمر والبصل اللذين كانت (أور) تستوردهما من دلمون.
ويستنتج عالما الآثار الدانمركيان بيبي وجلوب أنه لابد وأن دلمون كانت ميناء للتجارة العابرة، لأن معظم تلك المواد لم تكن تنتج في أرض البحرين في تلك الحقبة. وقد عثر على أختام (دلمون) المميزة في (أور) في العراق وفي (موهنجو-دارو) و (لوثال) في منطقة نهر الأندوس، مما يدل على وصول المد التجاري لإقليم البحرين إلى تلك المناطق. ويقول العالمان الدانمركيان إن مهنة الغوص لاستخراج اللؤلؤ كانت معروفة قبل أربعة آلاف سنة، بدليل أكوام المحار التي عثر عليها على الساحل الغربي للبحرين الذي كان جزيرة آنذاك".

فنون استخراج وصياغة اللؤلؤ


يعتبر استخراج اللؤلؤ وصقله من أقدم الصناعات التي اشتهر بها الخليج بصورة عامة، والبحرين بصورة خاصة. وقد اللؤلؤ في البحرين قديما، سببا لأطماع الدول بها، مثلما يسبب النفط حاليا أطماعا بمنطقة الخليج.
ويرجع ذكر اللؤلؤ إلى عام 2000 قبل الميلاد، حين كان الآشوريون يبحرون إلى مدينة دلمون (البحرين قديما) للحصول على "عيون السمك" "أي اللؤلؤ" كما أن الاسم القديم للبحرين "تايلوس" والذي جاء على لسان المؤرخ الروماني بيليني مشيرا به إلى اللؤلؤ.
ويرجع ذكر اللؤلؤ بالنسبة لتاريخ العرب في القرن التاسع الميلادي، على لسان الرحالة العربي الشهير سليمان الشاهد، حينما تحدث عن وجود اللؤلؤ في البحرين، في سياق حديثه عن الجزيرة العربية.
أما الذي وصف طريقة الغوص فهو عربي آخر، يدعى أبو حسان في القرن العاشر. ومن الغريب أن طريقة استخراج اللؤلؤ التي ذكرها، لم يطرأ عليها تغيير كبير، منذ ذلك التاريخ حتى الآن.
كما أشار إلى اللؤلؤ الجغرافي العربي الإدريسي، ثم أبو الفدا وذلك في القرن الرابع عشر. ثم ابن بطوطة عام 1485 في رحلته الشهيرة، كما أشار الرحالة البرتغالي دورا بركوسا، في القرن السادس عشر، إلى أن الاحتلال البرتغالي للبحرين كان نتيجة طبيعية لثروة اللؤلؤ الضخمة، التي شدت انتباه البوكيرك حاكم الهند البرتغالي أثناء زيارته للبحرين.
وقد ازدادت معرفة الأوروبيين باللؤلؤ في القرن السابع عشر، بازدياد عدد الشركات الأوروبية عبر الهند.
ويشير الكتاب الأوروبيون إلى أن السلطات البريطانية لم تتدخل قط في شؤون اللؤلؤ، بل على العكس، فقد تركت ذلك للشيوخ، ومنعت عقد أي اتفاقية تتعلق باستخراج اللؤلؤ مع أية جهة كانت، ويحدثنا التاريخ أن بريطانيا وقفت ضد تطلعات العثمانيين في القرن التاسع عشر، كما حالت دون عقد اتفاقية بين الشيخ عيسى حاكم البحرين وألمانيا عام 1903.
وتمنع حكومة البحرين حاليا، استخدام الأساليب الحديثة في استخراج اللؤلؤ، رغبة منها في إبقاء التكافؤ في الإمكانات، والمحافظة على الأسعار العالمية للؤلؤ الطبيعي.
ومن العادات المتبعة في البحرين قديما إقامة احتفالات شعبية في بداية موسم الغوص، كان يفتتحها أمير البلاد بإعلان في جمع شعبي، أما بعد ذلك فقد اكتفت البحرين بإعلان حكومي، ينشر في الجريدة الرسمية، يحدد بداية الموسم ونهايته".

أنواع اللؤلؤ


اعتمدت الفنون التقليدية التي ارتبطت بصيد اللؤلؤ، على العديد من الأنواع التي تحدد قيمته وجمالياته الفنية، ومقارنتها بما ينجز في العالم من صياغة للؤلؤ الطبيعي أو الصناعي.
وتقول خرافة قديمة" إن اللؤلؤ هو نقطة من الندى أو ماء المطر التقطها القوقعة عند ارتفاعها إلى سطح البحر في الليل أو أثناء المطر".
أما بالنسبة إلى اللون فإن اللؤلؤ الأسود (ويسميه العرب اللؤلؤ الميت) القيم، هو نادر الوجود والذي يصل إلى الأيدي منه، يكون غالبا معتم اللون، ولونه غير صاف، وغالبا ما يتشقق بعد سنة أو أكثر. وكثير من اللؤلؤ ملون وأكثره أسود، أو يميل إلى الرمادي مع عروق بيضاء، أو زرقاوية.
ومن النادر الحصول على لآلئ يزيد وزنها على 30 حبة من منطقة الخليج.. والأحجام الأصغر كثيرة مع تفاوت في الصغر.
ومن أحسن أنواع اللؤلؤ التي استخرجت من الخليج قطعة عثر عليها سنة 1867 على عمق 16 قامة عند جزيرة الشيخ شعيب، وقد اشتراها أحد التجار بمبلغ 15000 قران، وبيعت في باريس بمبلغ 8000 جنيه. وأخيرا اشتراها أحد البانيان الهنود وأحضرها إلى الهند ليجعلها عينا لأحد الأصنام.
ويقول الخبراء في الخليج إن أكبر وأبيض وأثقل وأكمل اللؤلؤ هو ما يصطاد من الماء العميق بين القيعان الضحلة، وإن كانت أكثر إخصابا وإنتاجا، إلا أن اللؤلؤ المستخرج منها أخف وزنا وتشوبه ظلال من ألوان أخرى، وهم ينسبون هذا التغير في اللون إلى أثر ضوء الشمس، ويقولون إن اللآلئ التي تنمو بين الجزر والأرض اليابسة الرئيسية، هي عرضة للتشويه وإن المياه العميقة أنسب لكمال الاستدارة ولجمال الرونق وللصفات الأخرى، التي تجعل اللآلئ ذات قيمة عالية.

فنون الصدف
لكافة أنواع اللؤلؤ أصداف مميزة تختلف في الشكل واللون والحجم، وعليها تعتمد فنون كثيرة، مثل الأخشاب المعشقة بالأصداف والعقود والتزيين وعلب المجوهرات.. إضافة إلى نحتها وتفريغها على أشكال فنية وزخرفية.
والأصداف التي تلد اللؤلؤ، توجد بين الأصناف الثلاثة من القواقع في الخليج، ولكن أهمها إنتاجا لهذه المادة وفي جودة اللؤلؤ نفسه هي فصيلة "المحارة". ويتراوح وزن الواحدة منها بين رطلين ونصف و 7 أرطال ونصف لكل مائة محارة، وأصداف "الزينة" من 5 إلى 20 رطلا لكل مائة، و "الصديفي" تزن الواحدة من أوقيات قليلة إلى سبعة أرطال.
وغالبا ما يكون لون لآلئ الحويصلات في الخليج قاتما، يشبه "اللؤلؤ المدخن" من أطرافه، ويقال إنه يمكن التمييز بسهولة بينها وبين لآلئ الهند ذات الحافة الفضية.
وقد افتتحت في البحرين عدة مراكز لرعاية الصيادين والحرفيين، الذين يعملون على حفظ هذه الفنون وتقديمها إلى العالم، برغم ما تشهده بلدهم من تطور حضاري واقتصادي واسع بفضل البترول.

فنون النسيج
عرفت البحرين مختلف أنواع النسيج اليدوي من أصول قطنية أو صوفية، لأنها على تماس مع الجزيرة العربية والتجار والحرفيين من الأصول الهندية والآسيوية، وبات نسيج "السدو" معروفا في أكثر من بلد خليجي، وهو من الفنون التقليدية التي انقرضت اليوم، ولكنها متوفرة لوجود المراكز الحرفية والمتاحف التي تدرس ما كانت عليه هذه الفنون، وأساليب إحياء الممكن منها عبر الأنوال اليدوية.



فنون الزجاج والفخار
إن علاقة البحرين مع الفخار البلدي والزجاج والبلور، قديمة منذ الحضارات الأولى، إذ توارث إنسان البحرين، العديد من مفردات وطرق عمل وشي الفخار، وتلوين الزجاج بالأكسيد الطبيعية، وتشكيله بإضافات وحرف متسقة مع ما اكتسبه الإنسان العربي من كافة الحضارات، خاصة الإسلام والفنون الإسلامية كالعمارة والخط العربي والزخرفة، وتجري حاليا رعاية ذلك عبر إدارة الآثار والمتاحف في البحرين، التي تتبع وزارة الإعلام وقد أنشئت عام 1970

الضبع غير متصل قديم 28-02-2008 , 12:24 AM    الرد مع إقتباس