عرض مشاركة مفردة
زمردة زمردة غير متصل    
مبدع فائق التميز  
المشاركات: 19,033
#29  
حياة حزينة تعيشها في مستشفيات بغداد
حياة حزينة تعيشها في مستشفيات بغداد :


70 شهيدًا وجريحًا من أهل السنة يتوافدون يوميًا على مستشفيات بغداد كمعدل أدنى, وقد تزيد على المائة في بعض الأيام.

شهادة من أحد المسئولين أدلى بها سرًا لمراسل 'مفكرة الإسلام'، طالبًا عدم الكشف عن اسمه خوفًا من القتل، ذكر فيها أن أغلب الشهداء هم طلاب وأساتذة وموظفون وعلماء دين, وفي بعض الأحيان نساء؛ حيث نجد جثثًا ملقاة على قارعة الطريق تفسخ بعضها بسبب قدم قتلها، أو سال الدم من بعضها بسبب حداثتها، هذا ما يقوله ذلك المسئول في إحدى مستشفيات بغداد، ويكمل حديثه لمراسلنا: إنه تصل إلينا يوميًا 70 حالة كلها لشبان أو مواطنين من أهل السنة بأعمار مختلفة ما بين قتيل أو جريح أو جثة متفسخة يتم إيداعها في مجرات ثلاجة الموتى دون أن ترصدها كاميرات الإعلام, وما من لسان ينطق ويتحدث ويستنكر. وتتنوع حالات القتل [خنق أو شنق أو ضرب أو حرق أو تشويه للجثث].

شيوخ وشباب ونساء وأطفال من أهل السنة جرحى يدخلون ويمكثون ويعالجون، منهم من يموت ومنهم من يخرج معافى، وما من أحد ينقل سبب جرحهم أو تعرضهم للاغتيال, لو كان بيدي لخصصت قسمًا كاملاً للإعلام الشريف في مستشفيات بغداد ينقل على الهواء مباشرة ما يدخل إلى المستشفيات ويخرج منها.

هذا ما ختم به ذلك المسئول كلامه ليدعنا بعد أن سمح لنا بالتجوال في المستشفى بمفردنا نلتقط صور حالات الجرحى وذويهم ونلتقي بهم..

في البداية توجهنا إلى إحدى ردهات المستشفى والتي يرقد بها أحد المواطنين الذين يبلغون من العمر 60 عامًا؛ إنه الحاج عبد الله؛ حيث أصيب في هجوم جيش المهدي الصفوي على حي الجهاد, وهو في حالة خطرة والأطباء لا يتمكنون من إجراء عملية جراحية له؛ كونه مصابًا بداء السكري, وينتظرون أن يتم حقنه بالإنسولين لمدة أربعة أيام ثم تجرى له عملية لاستخراج رصاصة من جسمه حسب ما أوضحه أحد أبنائه.

في الردهة الثانية كانت هناك صيحات وبكاء.. أسرعنا، فوجدنا أن أحد جرحى السنة قد فارق الحياة على الفور, وفوق رأسه أخوه أبو محمد يبكيه! سألنا عن سبب وفاته فقالوا: أطلق جيش المهدي الشيعي النار عليه صباح اليوم في الغزالية, وهو متزوج منذ أسبوعين، وخرج هذا اليوم بعد أسبوعين من شهر العسل ليكسب رزقه في سيارته التاكسي، إلا أن جيش المهدي أطلق النار عليه في هجوم اعتاد عليه أهل المنطقة كل فترة، ونقل إلى المستشفى ولقي ربه قبل دقائق متأثرًا بجروحه.

في الردهة الثالثة كان هناك شخص محترق بالكامل والناس من حوله، سألنا عنه فقالوا: إنه سني, وقام فيلق بدر بحرق محله في الدورة بعد أن وضع ذلك السني الشريف لافتة كتب عليها [لا نتعامل بالبضائع الإيرانية], وهي فتوى أصدرها عدد من علماء السنة بتحريم شراء البضائع الإيرانية بعد أن علموا أن ما بهم من بلاء هو من إيران، وأن رواتب فيلق بدر وجيش المهدي تدفع من قبل إيران.

وكان المصاب أعانه الله في حالة مزرية للغاية, وكان من شدة ألمه يدعو الله أن يريحه لكي يرتاح صغاره مما رأوه فيه من بلاء، سألنا من بجواره: هل حاول الهروب بعد إحراق محله من قبل جماعة بدر؟! فقالوا: لا، لقد أغلقوا الباب عليه بعد إحراق محله، ولولا فضل الله ومساعدة النشامى لكان تفحم بالكامل. وهنا صاح المصاب وهو يسمع الراوي يتحدث لمراسلنا بقوله: ليتهم لم يخرجوني من دكاني لأموت، وإن عشت كيف سيكون شكلي ومن أين سأصرف على كوم لحم في رقبتي؟! حسبي الله حسبي الله!! ويقصد بكوم اللحم الصغار الذين يعيلهم.

أما قسم الأطفال فحدث ولا حرج؛ فوالله من يدخله ولم يبكِ على حال إخوانه السنة في العراق فليس له من دين محمد شيء، فما بين سعد الدليمي الصبي المصاب إلى هالة التي سقطت بأرض حي الجهاد إلى عمر مفقوء العين إلى هند ذات الأربعة عشر ربيعًا، والتي استأصل الأطباء ثدييها بعد أن أصابتها شضايا مفخخة شيعية قرب جامع شنشل الأسبوع الماضي. والذي نقلته المفكرة في حينه.

وهنا نجد يعقوب الطفل ذا السبع سنوات برأسه المدمى يقف خارج الردهة.. سألناه: ماذا أصابك؟! فقال: اعتدى عليّ جنود شيعة في نقطة تفتيش، مررت من جوارهم فصاحوا بي أن آتي إليهم، ولا أعلم ما يريدون مني، خفت فركضت فركض خلفي أحدهم وجاء بي إلى النقطة وهم يتضاحكون وضربوني جميعًا، وقالوا لي: 'سني عضمك نجس'.. رفضت المجيء إلى المستشفى خوفًا أن أجدهم هنا، إلا أن أمي أصرت على أبي أن نذهب خوفًا من الالتهاب، خاصة أن الكهرباء معدومة عندنا في هذا الحر.

أخيرًا ونحن نتجول في المستشفى سمعنا المسئول الطيب الذي تعاون معنا في الدخول والتصوير إلى المستشفى يصيح بنا أن نخرج بسرعة, وعند سؤالنا له عن السبب قال: جماعة بدر دخلوا إلى المستشفى وعندهم أربعة جرحى، وإذا علموا أنكم تعملون مع 'مفكرة الإسلام' سيقتلونكم لا محالة، اخرجوا مسرعين وهاتوا كاميراتكم وسألقاكم بها عند الباب الخلفي للمستشفى. خرجنا مسرعين وبالفعل أعطانا الكاميرا وخرجنا من المستشفى، إلا أننا عدنا بعد إصرار الأخ مصور 'مفكرة الإسلام' في بغداد على تصوير جثة أحد المواطنين؛ حيث وصلت للتو عن طريق سيارة إسعاف أو عن طريق سيارة الموتى كما يطلقون عليها [فسيارات الإسعاف في العراق تختلف عن بقية السيارات في العالم؛ فقد خصصت السيارات القديمة التي تفتقر إلى جهاز التبريد أو الأوكسجين بداخلها للجثث، فيما خصصت للجرحى السيارات المكيفة والحديثة]. توجهنا إلى السيارة حيث الجثة, وهنا أخرجت جثة، سألنا السائق: لمن تعود الجثة وما سبب قتلها وأين وجدتموها؟! إلا أنني فوجئت بصراخ وبكاء من كان رفيقي بالرحلة؛ إنه الأخ مصور المفكرة في بغداد؛ حيث بدأ البكاء والصراخ دون أن أعلم ما به!!! وهنا تبين أنها جثة ابن عمه أبي حامد الذي اعتقلته قوات المغاوير من منزله قبل أيام.. التقطت له الصورة نيابة عن زميلنا المفجوع, واتصلت بأهله وجاءوا لاستلامه بعد نصف ساعة.. بكيت كما بكى الجميع واحتسبناه شهيدًا عند الله.

هذا يوم واحد من حياة أهل السنة في العراق, فكيف بباقي الأيام؟!! سؤال هل يعرفه علماء الأمة الساكتون أو دعاتها الراقدون.

آملاً بصياغتها بخبر منفصل على صفحة أخبار العراق في 'مفكرة الإسلام'.


انظر الصور في هذا الراط :
http://www.islammemo.cc/news/one_news.asp?IDNews=117660

زمردة غير متصل قديم 15-07-2006 , 10:28 AM    الرد مع إقتباس