عرض مشاركة مفردة
الضبع الضبع غير متصل    
مشرف المسابقات والتصوير ۩ السعـوديـــــة ۩  
المشاركات: 4,206
#54  


الملابس الشعبيه القديمه في الكويت:

التطريز النسائي_*



كانت المرأة الكويتية قديما تتميز بالترتيب والاهتمام بهندامها وبيتها وتعتمد على نفسها في تجهيز حوائجها الشخصية ومتطلبات البيت المعيشية. ومن عادة النساء في الماضي خياطة ملابسهن وملابس أبنائهن و بعض ملابس رجالهن؛ وكانت اللواتي يحسن الخياطة والتطريز قليلات بالنسبة إلى اللاتي يجهلن ذلك، وقد يكون هذا سبب في احتراف عدد من النساء لتلك المهنة النسائية حينذاك نتيجة الطلب على تزيين وتطريز الثياب والمفارش من حاجيات البيت، وقد برزت وأتقنت عدد من النساء حرفة التطريز والخياطة آنذاك.



وقد انتشرت خياطة الملابس الموشاة (بالزري) – خيط ذهبي كان يستورد من الهند أو فرنسا - و (التتر) و(التلي) والتي كانت تلبس في المناسبات السعيدة كالأفراح والأعياد. وبرعت النساء بتطريز الكرخانة - هي اسم لنوع من التطريز، وهي لفظة فارسية تعني محل الشغل - وعمل البرودلي وحياكة القحافي الرجالية، حيث كانت تأتي الكثير من المواد الأولية من خيوط ذهبية وقطنية وغيرها من الهند وإيران وفرنسا. وقد ساهم نمو البلاد بقدوم الكثير من الجماعات السكانية من فارس والبصرة إبان حكم الشيخ مبارك الصباح في إثراء تلك الحرفة وعناصرها الفنية.

كما أن لفظة (كرخانة) كانت تطلق أيضا على أداة أو إطار التطريز المستطيلة الشكل حيث يشد عليها القماش الخاص بالتطريز، ويستعمل عادة في تطريز الكرخانة خيط الزري، وكان يستعمل في التطريز الثقيل والمكثف على أقمشة المخمل والستان والحرير والذي يعرف تقليديا بالزاردوزي أو ما يسمى (سرما) في تركيا، حيث ترسم النقوش في البداية على الورق، بعدها تنقل على القماش من خلال تخطيط الرسمة ببودرة خاصة أو الطباشير، تشد بعدها قطعة القماش على إطار الكرخانة، ويجلس الحرفي على الأرض ليبدأ التطريز، ومن جانب آخر يعتبر التطريز في الهند من أقدم الحرف اليدوية.




وهناك أيضا (التلي)، وهو تطريز بالسلك المعدني الفضي، وهي لفظة تركية تعني السلك الفضي أو الذهبي وتستعمل حتى الآن في تركيا واليونان وتعني نوعا من التطريز بالخيط الفضي أو الذهبي؛ وإلى جانب ذلك يوجد تطريز (السرما) وهو مقارب إلى تطريز (التلي) ولكن يستعمل له قماش أسمك من الحرير أو الستان.


وعرف في الكويت نوع آخر من التطريز سمي (بالبرودولي) أو (الكواندي) وكان تطريز يتم عمله بالمكينة، كما اشتهر النساء بعمل (العريية) وهي نقشة بالزري على جيب ثوب (الجز)، و(الكورار) والذي هو نوع من التطريز يستعمل على جيب ثوب (الجز)،و كذلك (الدرغال) وهو تطريز بالإبرة وخيط الزري للبخنق،و (الكرشوب) بخيوط الزري المركبة،و (الشلالة) وهي خياطة (تسريج) و(الكركشة) أو ما يعرف باللحم والشحم لدى المطرزات، وايضا حياكة (الكروشية) أو (دانتيل) للقحافي الرجالية.




أما بالنسبة لأهم النقوش والحدات الزخرفية المعروفة في التطريز فكانت عبارة عن أشكال مستوحاة من البيئة المحلية من النباتات أو الحيوانات، فكان هناك نقشة شجرة، فرخ (صوص)، نقط، قبقب، النجمة،الهلال، صحمة، صكمة أو رصاصة، والعقرب. كما كان هناك نقشة الزري المنثور، وترتر منثور والتيل المنثور ويسمى أيضا (صجمة).
وبالإضافة إلى خيوط الزري كان يستعمل خيط القطن الملون وخيط البرسيم، وهي خيوط الحرير الناعمة الملمس.




أما بالنسبة لأهم الأغراض المطرزة فكانت للمنزل، الشراشف(الغطاءات)، المفارش، المساند، أما بالنسبة للملابس فكانت الثياب، الدراعات (النفانيف)، العبي(العبايات)، الزبون، الشلحات، الملافع، البخنق، هذا بالنسبة للفتيات؛ أما للرجال فكانت تتمثل في خياطة أطراف الغترة أو مايعرف بتكركش الغترة، والقحافي.

كما أن تطريز لباس العروس كان مناسبة للتباهي عند نساء الأسرة، وكانت في الأغلب تكلف به نساء متخصصات في هذا المجال، كما تساهم به بنات ونساء الأسرة نفسها، حيث ترتدي العروس فستانا أحمر مطرزا بالزري والترتر من الألوان الصارخة كالأزرق أو الأصفر أو الأخضر الصارخ المطرز بالخيوط الذهبية كالتيل أو الزري أو الكرشوب؛ ومن الحاجيات المطرزة الأخرى المهمة للعروس:
- خدرة الجلوة، وتكون عبارة عن قطعة حرير كبيرة خضراء اللون ومطرزة بالزري والترتر ومنقوشة الحواف.
- العباءة، وتكون من الشال الثقيل أو الماهود المقصب بالزري.
- فرشة العروس، الفرشة.
- ثوب من الجز، وهو نوع من الأقمشة الفاخرة التي كانت تجلب من إيران وكان لونه أبيض فيصبغ أسود أو أحمر صبغ الفوة، ويخاط بالزري.



ومن جهة أخرى فإن التطريز لم يكن مقصورا على سكان المدن فقط، فقد قامت النساء في البادية بخياطة وتطريز بعض ملابسهن وملابس رجالهن، حيث كان يعرف التطريز بالبادية باسم (الخوار)، ويسمى تطريز الرجال (البقش). وكانت النساء في البادية يطرزن بعض ملابسهن أو ملابس أصحابهن بأنفسهن مستعملات خيوط البريسم الحريري الملونة التي كانت تشترى من الحواج في مدينة الكويت أو من القطيف في منطقة الإحساء.
أما بالنسبة لأهم النقوش حينذاك فكانت شك (القردالة)، وهو عبارة عن مثلثات متصلة بشكل مزدوج، وكذلك شك (الزبيرية)، وهو خط متعرج مثل (العويرجان)، وشك (العمانية)، وشك (الحرزون).

*_صناعة السدو_*



يطلق أهل البادية كلمة (السدو) على عملية حياكة الصوف، كما يطلقونها على النول (آلة الحياكة) ، وإذا رجعنا إلى المصادر العربية القديمة حول اللفظ وجدناه في كتاب لسان العرب "لابن منظور" 681هـ - 1282م يعني: مد اليد نحو الشيء كما تسدوا الإبل في سيرها بأيديها وكما يسدوا الصبيان إذا لعبوا بالجوز فرموا به، والسدو يعني أيضا ركوب الرأس في السير كما يكون في الإبل والخيل ويقال: سدا سدو كذا، أي نحا نحوه، كما يقول "ابن بري" في الكتاب نفسه عن على بن حمزة: إن السدو يعني : السير اللين، وناقة سدو أي تمد يديها في سدوها وتطرحهما.
تعني لفظة السدو إذا بمعناها اللغوي الواسع: المد والاتساع، والمقصود بها في عرف البدو(مد خيوط الصوف بشكل أفقي وحياكتها معبرة في ذلك عن صور ومعان مستوحاة من البيئة الصحراوية وتراث البادية.



وصف للحرفة:
* الغزل:
- يغزل صوف الغنم وشعر الماعز ووبر الجمل باستخدام المغزل اليدوي، ويعتبر من أقدم أنواع الغزل المعروفة، وفائدته أنه يسمح للغازلة أن تنتقل بحرية في ذات الوقت الذي تقوم في بعملية الغزل.
- تزال الأوساخ وأغصان الأشجار التي قد تكون عالقة بالصوف بواسطة اليد وباستخدام أمشاط خشبية ( على شكل الفرشاة) لها أسنان حديدية، يمشط الصوف كي تصبح أليافه مرجلة متوازنة صالحة للغزل.
- توضع ألياف الصوف الممشط على التغزالة التي تضعها الغازلة تحت إبطها أو بين قدميها عند الجلوس، وتسحب الألياف منها لتغزلها.
- الفتلة المفردة حينما تغزل يكون لها برمة يمينية Z أو يسارية S حسب اتجاه دوران المغزل باتجاه عقارب الساعة أو بعكسها.
- عدد البرمات في كل سنتيمتر يتحكم في قوة الفتلة ويؤثر في مظهر النسيج، فإذا قلّت البرمات في السنتيمتر الواحد، نتجت فتلة غزلها رخو متخلخل وبالتالي نسيج ناعم لين، أما الفتلة التي يكثر عدد برماتها في السنتيمتر الواحد فتعطي نسيجا أكثر قوة وتماسكا يبرز بوشوح جمال النقوش اليدوية.

* الصباغة:
- يستخدم الصوف الأبيض دائما للصباغة، أما الوبر والشعر والقطن فتستدم بألوانها الطبيعية ولا تصبغ عادة.
- يلف الصوف المغزول على شكل شلة ( وشيعة كما يسميها البدو) قبل صباغتها.
- استخدمت الأصباغ الطبيعية المستخرجة من الأعشاب الصحراوية في الماضي، أما الآن فيشتري البدو الأصباغ الكيماوية الواردة من الهند، في أسواق الكويت، وعلى الرغم من كون هذه الأصباغ سهلة وسريعة الاستعمال إلا أنها ليست ثابتة.



* الأدوات المستخدمة
تستخدم المرأة الناسجة عدة أدوات بسيطة في عملية غزل وحياكة الصوف:
- التغزالة: عبارة عن عصا يلف عليها الصوف غير المغزول.
- المغزل: يصنع من الخشب ويتكون من عصا ينتهي أحد طرفيها بخشبتين، طول الواحدة منها 5 سم تقريبا، مصلبة الشكل، يتوسطها خطاف لبرم الصوف الملفوف حول (التغزالة) وتحويله إلى خيوط يطلق عليها (البرم) ثم تجمع هذه الخيوط على شكل كرات يطلق عليها (دجة).
- النول (آلة الحياكة):ويسمى السدو أيضا وهو عبارة عن خيوط ممتدة على الأرض تربط بأربعة أوتاد على شكل مستطيل.
- المنشزة: وهي قطعة خشبية مستطيلة الشكل ذات طرفين حادين، وتستعمل لرصف الخيوط على (السدو) بعد تشكيلها.
- الميشع (المكوك): عبارة عن عصا خشبية طولها حاولي 60 سم، يلف حولها خيط اللحمة على شكل مروحي، ويفك جزء منه بطول مناسب قبل إدخال لقطة لحمة جديدة.
- القرن: عبارة عن قرن غزال طوله عادة 15 سم، يستخدم في فصل خيوط السدو بعضها عن بعض ووضعها في ترتيب صحيح أثناء حياكة الزخارف والنقشات.
- المدرة:عبارة عن مقبض خشبي مثبت به ذراع حديدي قصير ينتهي بطرف منحن ويعتبر تصنيعا جديدا لفكرة القرن.
- المدراة: أداة مصنوعة من الحديد أو الخشب على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه ويسرح به الشعر المتلبد.



*المواد الخام المستعملة في حرفة السدو
1- الصوف:
- يعتبر الصوف من أكثر الخيوط شيوعا لوفرته ولسهولة غزله وصباغته ونسجه.
- يجز الصوف في نهاية الربيع ويباع في صفاة الأغنام في بداية الشهر السادس.
- يفضل قص الصوف من الأغنام وهي حية؛ حيث أن الصوف المأخوذ من الأغنام بعد ذبحها غالبا ما يكون معرضا لانتشار العته فيه، بسبب وجود قشور (حلي) من الجلد.
- سعر الجزة الواحدة، أي صوف الخروف الواحد، يتراوح الآن مابين 250 إلى 500 فلس أو أكثر تبعا لنوعيته.
- الأغنام المتوفرة في الكويت كانت من نوع العرب ذات الصوف الأسود، وكان البدو في الماضي يشترون الصوف الأبيض والذي يأتي من الأغنام التي تسمى بالنعيمي والتي كانت تجلب من الشمال، من العراق وحائل وسوريا؛ والآن يتوفر الصوف الأبيض في الكويت بكثرة من الأغنام البيضاء التي تأتي من تركيا وسوريا وتسمى (النعيمي) كذلك الأغنام التي تعرف بـ (الخكر) و (الهرج) في العراق.
- يستعمل الصوف الأسود بصورة أقل من الصوف الأبيض في الحياكة، وهي يأتي من سلالة العرب فقط، أما إنتاج الكويت من الأغنام العرب والنجد من المعز فيعتبر قليلا.
- يعتبر إنتاج الأغنام الآن أقل مما كان عليه في الماضي، حيث أن أغلبية من يعملون في تربية الأغنام ينظرون لها كهواية أكثر منها كتجارة جادة، لذلك قامت الدولة في السنوات الأخيرة بتشجيع أصحاب الجواخير- أماكن مخصصة لتربية الأغنام في منطقة كبد في الكويت- بالإكثار من تربية الأغنام والجمال.


- أهم الحاجيات المصنوعة من الصوف:
أ- بيت الشعر: وهو مسكن أهل البادية في الصحراء، ويصنع من الصوف
ب- العدول:ومفردها (العدل) وهي عبارة عن أكياس كبيرة لحفظ الرز.
ج- المزواد:ومفردها (المزودة) وهي عبارة عن أكياس أصغر حجما من العدول وأكبر من (الخروج)، وتستخدم لحفظ الملابس، وتسمى الحياكة الموجدة في أعلى فتحة الكيس (بالظراس).
د- السفايف:ومفردها (سفيفة) وهي عبارة عن خيوط محاكة بطريقة جميلة وألوان زاهية لتزيين الجمال والخيول.
زـ- البساط أو الساحة: تعني المفارش التي تستخدم في فرش الديوانية، وتصنع عادة من الخيوط المبرومة.
س- العقل:ومفردها(عقال) عبارة عن عدة خيوط تبرم باليد مكونة العقل، وتستخدم هذه العقل في ربط الجمال والخراف والماعز.
ط- الشف:وهي قطعة من السدو من نوع المفرشة مصنوعة من لون واحد وعلى أطرافها نقشة الضلعة بلون مختلف، وهي تفرش على الجمل للزينة.
ع- المساند:ومفردها (مسند) وهي بمثابة تكية حيث يستند إليها الجالسون في الديوانية، وتسمى الخياطة الموجودة على أطراف المسند (بالخشام).



2- القطن:
- خيوط اللحمة المستخدمة في الحياكة غالبا ما تكون من القطن.
- رغم افتقار القطن لمرونة الصوف إلا أنه متين وسهل الاستعمال للنسيج، ولا يتلف بسهولة.
- اعتاد النساجون في الماضي على غزل القطن المستورد من الهند ومصر، ولكنه الآن يشترى خيوطا جاهزة من الأسواق المحلية وتبرمه الناسجات بأيديهن.

3- الوبر:
- يؤخذ الوبر من الجمال حين يتساقط الشعر ومع الوبر في الجو الحار على هيئة كتل متشابكة.
- ملمس الوبر أنعم من صوف الأغنام، ومن خصائص أليافه أنه عازل.
- يقبل شعر الجمل ووبره الصباغة، ولكنه لا يقبل التبييض، ولأن لون الطبيعي جذاب بذاته فهذه الخاصية لا تعتبر عيبا.
- مصدر شعر الجمل ووبره من القطعان التي تربى في الكويت، ويتم شراؤها محيا.
- سعر جزة الوبر تتراوح من 3 إلى 4 دنانير.

4- شعر الماعز:
- ألياف شعر الماعز طويلة ومتينة وصعبة الغزل، إلا أنها تستخدم أساسا في حياكة بيت الشعر وبدرجة أقل في المشغولات الأخرى.
- يستخدم نسيج شعر الماعز في صناعة بيوت الشعر لعدة أسباب منها:
أ- أن لونه الأسود الداكن يمتص الحرارة.
ب- عندما يبتل النسيج تتفتح الخيوط ويزداد التحامها مع بعضها، ونظرا لخاصية الشعر الزيتية، فإن النسيج يصبح طاردا لماء المطر.
ج- أن النسيج قوي لا يرتخي، كما أنه شديد التحمل
- في الغالب ولدى بدو الكويت يستعمل صوف الغنم الأسود من نوع النجد في حياكة سقف بيت الشعر لميزته التي تشبه صوف الماعز، وأيضا لتوفره خلافا لصوف الماعز والذي يندر وجوده في بادية الكويت.

القفة


وعاء دائري غزير، كروي الشكل، ينسج من خوص النخيل بشكل متقن على شكل دوائر تتسع من الأعلى، يستفاد من (القفة) بوضع داخلها الحاجيات الخاصة لربة الأسرة.

((وبكذا أنتهينا من تراث دولة الكويت الشقيقه العزيزه على قلوبنا)).


الضبع غير متصل قديم 23-02-2008 , 02:13 PM    الرد مع إقتباس