عرض مشاركة مفردة
ميس الريم ميس الريم غير متصل    
كاتب فعال  
المشاركات: 1,650
#2  
بوش... سلفي حتى النخاع!!.
وهذا مقال آخر
بوش... سلفي حتى النخاع!!. بقلم: د.محمد العوضي
11 - مايو - 2005

بعد الانتهاء من محاضرة جامعة البتراء في العاصمة الأردنية عمّان دعتنا إدارة الجامعة الى الغداء، وكان من ضمن الحاضرين الدكتور فؤاد حسين شعبان عميد كلية الآداب والعلوم وأستاذ الأدب والترجمة، من الجيل الأصيل في العلم، أفدنا من محاوراته الشيء الكثير رغم محدودية اللقاء, وعند الوداع اهداني كتابه «من أجل صهيون» ـ التراث اليهودي المسيحي في الثقافة الاميركية ـ يتحدث الكتاب باستقصاء وتحليل عن النبوات التي أثارت حمى الالفية، اعادة بناء الهيكل على انقاض المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ارتقاء المؤمنين لملاقاة المسيح في الغيوم، معركة مجيدو (هارمجيدون) تقع قرب حيفا الف عام يحكم فيها المسيح الأرض، يقول المؤلف: حدد لنا خراصو موقع (Apocalypose soon) شهر ايار من عام 2004 موعداً للبدء ببناء الهيكل والشهر ذاته من عام 2007 للانتهاء من بنائه، وبين البدء والختام ستكون دمشق قد دمرت واصبحت ركاماً نسجت الإدارة الاميركية من هذه النبوءات خطة للدهر بنت عليها خططها واحلامها الامبراطورية، ونسبتها الى الله لتسوغ بها سائر اختراقاتها لحقوق الإنسان وقيمه، فهل ستذعن الإنسانية لهذه النبوءات كقدر محتوم؟! أم ستكلها الى قوانين التاريخ الصارمة التي يواصل الإنسان فيها سعيه للتقدم والارتقاء وللتخلص من الفساد وسفك الدماء، غير مكترث بنبوءات الخراصين، هذا الكتاب من مطبوعات دار الفكر، وهو جدير بالقراءة لاسيما لأصحاب الاتجاهات الليبرالية العلمانية، اذ الاشكال والمفارقة كيف تسيَّر اكبر دولة ديموقراطية من جماعة أصولية ـ سلفية ـ تنظر للتاريخ وللمستقبل نظرة عقائدية حتمية، أي كيف تم التآخي بين أعظم نقيضين في الغرب، العلمانية الديموقراطية والأصولية السلفية؟ والأعجب ان الأصولية هي التي تقود العلمانية لا العكس!!

وللعلم فإن مقصودنا بالسلفية لا ينصرف الى الفهم الدعوي الخاص وانما بالمعنى الذي يتداوله كتاب العلمانية في العالم العربي، فعندهم كل من يدعو الى تحكيم الشريعة ويرى بجدوى تطبيق الاسلام في العصر الحديث، فهو سلفي، لذا فعندهم أنور الجندي، وسيد قطب، ومحمد عمارة، ومحمد سليم العوا، ومحمد الغزالي,,, كل هؤلاء سلفيون!!




ومما يدعو للدهشة والتأمل ان الإدارة الاميركية الاصولية السلفية القتالية تحظى بتأييد وتغزل العلمانيين والليبراليين العرب، مع أنهم اشد خصوم السلفية الإسلامية فكيف نفهم هذا اللغز ونفك هذا الطلسم؟ لا عجب فالحب يعمي ويصم وأي شيء يأتي من الاعمام لمن يعيشون بنفسية العبيد «الفداوية» فهو مقبول حتى لو كانت سلفية قتالية دموية اميركية يقودها بوش السلفي.

ميس الريم

ميس الريم غير متصل قديم 24-01-2006 , 09:12 AM    الرد مع إقتباس