الموضوع: إشـراقـات 2009
عرض مشاركة مفردة
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#268  
إشـراقـات 2009 _ ( 71 )
باقة معطرة للروح المشتاقة ..!

= = = = = =

شهر رمضان الأصل فيه أنه شهر القرآن والدعاء ، والضراعة والمناجاة .
ولاسيما في العشر الأواخر ..


ولقد آثرت اليوم أن أسوق إليكم باقة معطرة مختارة ، تختزل القصة كلها ..!

ولكن عليك أن تتأمل هذه الباقة جيداً ،
وأن تمررها على قلبك حتى تستقر معانيها وحقائقها في قراره ،

لتحدث فيه شغلاً شاغلاً ، يطير بك إلى الأعالي ، ولا ترضى بغير الأعالي ..!


وإذا كان الشاعر قد قال :

إذا غامرت في شرفٍ مرومٍ ** فلا تقنع بما دون النجومِ !

فإني أقول :

بل لتكن همتك ابعد من النجوم ، لا ترضى بغير الفردوس في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..
مع النبيين والصديقين .. وما ذلك على الله بعزيز ..


وإليك باقتنا المختارة لهذا اليوم :

..

يقول الله عز وجل :

( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب . أجيبُ دعوةَ الداعي إذا دعان )

استشعر قرب الرب وحنوه ، ورحمته ولطفه ،

واستحضر فقرك وغناه ، وضعفك وقوته ، وذلك وعزته ،

استحضر هذا كله ، وأنت ترفع أكف الضراعة ،

فإن لهذا الاستشعار أثره الكبير في رقة قلبك ، واستدرار ما ترجو ..


ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" الدعاء هو العبادة ." وفي حديث آخر :" أفضل العبادة الدعاء " وفي ثالث :

" ليس من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء " ..والأحاديث كثيرة .


ولك الآن أن تتأمل ما قاله بعض العارفين :

إذا فتح لك الله باب الدعاء ، فاعلم أنه سيعطيك ..!

فإنه ما فتح لك الباب ، إلا ليستقبلك ويكرمك..!!


المهم ..
يبقى عليك أن تتأدب على الباب ، لتنال درجة الأحباب ..


في هذا قال الشاعر الفقيه :

لو لم ترد نيل ما نرجو ونطلبهُ ** من فيض جودك ما علمتنا الطلبا

ومن هنا كان بعض الصالحين إذا فتح له باب الدعاء ، والضراعة والانكسار ،

اجتمع بكلية قلبه وروحه وأعصابه ماداً يديه إلى مولاه ،

جثيا على ركبتيه ، في وضعية الفقير العاجز المحتاج الذليل ،
لا يزال يقول : يا رب .. يا رب ..!!

متلذذاً بطول مناجاته لربه سبحانه ، مستشعرا قربه وحضوره معه ..


فإذا ذاق حلاوة الأنس والقرب .. خرج من دعائه وهو مبتسم وعيناه مغرورقتان بالدمع ،
وهو يقول في نفسه :

يكفيني من الدعاء هذا العطاء .. ولا عليّ بعد ذلك أن يتحقق ما أطلبه .. !!

فثقتي أنني أدعو رباً كريماً جوداً ، وعدني بالعطاء حيث قال :

( أدعوني استجب لكم ) وقد دعوته كما أمرني ، فإن استجاب لي ،
فهذه منة أخرى منه عليّ ..


وإن كانت الأخرى :
فيكفيني هذه اللحظات الربانية ، التي أكرمني بها ، والتي اهتزت خلالها روحي ..!

وهو سبحانه لن يمنعني بخلاً _ حاشا وكلا _ ولكن لحكمة ،
ومع الحكمة رحمة ، ومعهما عدل .. فلله الحمد على هذا وذاك …

. .

الموضوع ذو شجون وفضول وذيول ..!

ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق !





= = =

مدونة مكتوب ، احتوت على كثير جدا من الموضوعات :
http://sa3h.maktoobblog.com/

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 13-09-2009 , 08:43 AM    الرد مع إقتباس