عرض مشاركة مفردة
الضبع الضبع غير متصل    
مشرف المسابقات والتصوير ۩ السعـوديـــــة ۩  
المشاركات: 4,206
#48  


ختمة القرآن الكريم
كان نظام التعليم في الكويت يقوم على (الكتاتيب) وقد أطلق الكويتيون على الكتاب اسم (المطوّع) وكذلك سمي المعلم الذي يقو بالتدريس في الكتّاب ؛ أما المعلمة فكانت تسمى (المطوعه) وكان الصبيان يلتحقون بالمطوع في سن مبكره ليحفظوا القرآن ويتعلمو مبادئ القراءة والكتابة، وكان بعض (المطاوعه) يعلمون تلاميذهم مبادئ الحساب ليعدوهم لممارسه الأعمال الكتابية عند التجار كتدقيق معاملات السفينة وتدوين حساباتهم ويتبين لنا في ذلك مدى ارتباط التعليم التقليدي بالاقتصاد، وتحكم رأس المال الفردي في الحياة الاجتماعية والفكرية.
وكانت الفتيات يدرسن عند (المطوعه) إلى سن العاشرة، فيحفظن القرآن ويتعلمن مبادئ يسيرة من القراءة والكتابة.


وقد كان المطوع ذا سطوه وهيبة في نفوس التلاميذ، فمن حقه أي يستخدم الأطفال في شئون منزله الخاصة وأن ينزل بالعاق منهم العقاب، وأحيانا يرسلهم إلى أحد المرضى ليقرأوا عليه القرآن الكريم لشفى وربما ذهب معهم يشاركهم القراءة وما يقدم من طعام وشراب ويأخذ دونهم المال.
وكان الصبيان يدفعون للمطوع أجرة أسبوعية تسمى (الخميسية) ويقوم بجمعها مساعدو المطوع ، وهم عدد من الصبية كان يدربهم ليساعدوه في أعماله ، ولاتتجاوز الخميسة روبية أو ربيتين، وعندما يتم الصبي ( ختم القرآن) كان ذووه يحتفلون به ، فيلبسونه الكوفية والعقال تشبها بالكبار واستبشارا بانتقاله إلى مرحلة الشباب، وكانوا يزفونه بموكب يضم المطوع وعددا من أقران الصبي في الكتّاب ، فيطوفون بالمنازل وهم ينشدون:
الحمدلله الذي هدانا...للنور والإسلام واجتبانا
سبحانه من خالق سبحانا...بفضله علمنا القرآنا
نحمده حقا أن يحمدا...حمدا كثيرا ليس يحصى عددا
طوال الليالي والزمان سرمدا...أشهد بأن الله (فردا واحدا)
وأن الرسول النبي الأمجدا..قلده الفضة والزبرجدا
يسبح له طير السما والرعد...يأتيك طير من طيور الهند
مخصب الريش حسين القد...يا سامع الأصوات فرج الكرب
يا من نوره على العرش احتجب..محمدا قد هداه الله حقا فاستجب
هذا غلام قد قرا وقد كتب... وقد تعلم الرسائل والخطب
واطرح على اللوح الدراهم والذهب...ولاتقصر يا ابن عشر بالقرَب
ولا يكن طريقك هما (وغضب)...الله يعطي ثم يجزي ويهب
إني تعلمت بعلم أكبرا...علمني معلم ما قصرا
رددني في درسه وكررا...حتى قرأت مثله كما قرا
ورب من طاف حولي زمزم...فطاف سبعا وسعى بالحرم
فأذن الله لنا فنختم...فنختم القرآن نور الظلم
يا شيخنا هذا فتاك قد سلم...سرنا إليك بمسير من علم
نطلب منك واجب المعلم...معلم قاري كثير الفهم
فقلما يرضى بألف درهم...وثوب ديباج وثوب معلم
وأنت يا أم فنعم الوالده...دامت عليك نعمة وفائده
عسى نراك في الجنان خالده...مع نساء المصطفى مشاهده
ثم على حوض النبي وارده...وأنت يا عمة فنعم العمه
حماك ربي حسرة وغمة...بحق طه واقترب وعمه
وأنت ياخالي فنعم خالي...أنت الذي تعطي جزيل المال
والجد والجدة لا تنساهما..فعند ربي ذي العلا جزاهما
يارب فاجعل كل من هداني..محتسبا عندك بالجنان
الله جاء بالهدى المبين...فالحمدلله رب العالمين

*يرد الطلاب بصوت عال بعد كل مقطع (آمين).



وكان أهل الحي يدفعون لهم نقودا أو يقدمون لهم طعاما، أما الفتاة فكان يحتفل بها في منزل أسرتها أو في بيت المطوعة إن كانت فقيره، فتقرأ لهم المطوعة مقطوعات من المولد النبوي (المالد) تختتمها بالمقطوعة السابقة "الحمدلله الذي هدانا"، وفي ختام الحفل يوزع عليهن الشراب والحلوى.
- نقلا عن الأستاذة الدكتورة: حصه زيد الرفاعي (أستاذة الأدب الشعبي والفلكور بجامعة الكويت).

معلمو القرآن
أسماء معلمي القرآن – رحمهم الله جميعا –كانوا أئمة مساجد :
- ملا إدريس إسماعيل
- ملا عبد القادر محمد
- ملا محمد التركيت
- ملا معروف عبدالقادر محمد
- ملا عبدالرحمن البهبهي
- ملا عبدالقادر أحمد السرحان

أما المعلمات – رحمهم الله – فمنهم:
- زوجة الملا علي طالب
- زوجة الملا سلطان سنكيس
- زوجة الملا عبدالرحمن البهبهي
- زوجة الملا عبدالقادر السرحان
- الملاية أم سلامة



طرق العقاب في الكويت قديما

أما عن طرق العقاب فقد كانت شديدة ومبرحة للغاية، لكون (المطوع) قد اتخذ الضوء الأخضر من ولي الأمر عندما قام بتسليمه إليه، حيث يقول الأب للمطوع:"خذ اللحم وعطنا العظم"، أي بمعنى أن هذا الولد محض تصرفك بمعاقبته إلا أن يأتينا بنتيجة مرضية تسر ويصبح هذا الولد متعلما.
ففي خلال تلقي التلاميذ الدرس يكون من بينهم المتذمر للدرس والبعض من المشاغبين الذي يصدرون أصوات وحركات تثير الضحك للتلاميذ الآخرين ويقوم هؤلاء الأطفال المشاغبون بإصدار حركاتهم خفية دون مرأى من (المطوع) ولكن (المطوع) سرعان ما يكتشف هؤلاء المشاغبين فيتم معاقبتهم أمام زملائهم حتى يكونا عبرة وعظة للغير، وعند عدم تمكن (المطوع) من اكتشاف التلميذ المشاغب فإن (المطوع) يتوعد ويهدد بمعاقبة الجميع دون استثناء ففي هذه الحالة يستدل البعض و (يفتن) على زميله المشاغب بالتلويح بإصبعه نحوه.




أما طرق التأديب فكانت تتم (بالخيزرانة) وهي في الواقع مبرحة ومؤلمة جدا وتترك آثارا واضحة على الجلد عند الضرب، ولقد كانت (الفلقة) هي الوسيلة التي تستخدم في الضرب (التجحيش) ووصف طريقة (التجحيش) بأن يؤخذ الطفل ويرغم على أن ينام على ظهره مع رفع رجليه إلى الأعلى وتوضع بينهما (الفلقة) وهي عبارة عن عصى بطرفيها حبل فيتم ادخال الرجلين ما بين العصى والحبل مع لف العصى كي تصبح الرجلين مشدودة، وأن من يقوم بلف العصى اثنين من أقران التلميذ ثم يتولى (المطوع)(بالتجحيش) فيتلوى التلميذ من شدة الألم المبرح لدرجة لا يستطيع المشي - أما التلاميذ الآخرون فيكونون بأتم السعادة والسرور عندما يشاهدون زميلهم- وهو يضرب و (الخيزرانه) بصوتها المميز وهي تؤتي أكلها تماما في منتصف أسفل القدم، ومعاقبة التلاميذ ليس فحسب لمشاغبتهم عند تلقيهم الدروس بل يكون كذلك عندما يتسنى لولي الأمر ابلاغ (المطوع) بأن الطفل قد أحدث مشاغبة في البيت فيقوم (المطوع) بنفس الطريقة السابقة معاقبة الطفل، لذا فإن تلك الطريقة للأسف تصيب الأطفال بالأذى النفسي والجسدي إذا كان يفترض أن يقوم ولي الأمر بمعاقبة الابن في البيت دون ابلاغ (المطوع) بذلك وهو بمرأى من التلاميذ وكذلك فإن (المطوع) يستعمل (الصنكل) لربطه في أرجل التلاميذ المشاغبون والمعتدون وهو عبارة عن سلسلة ضخمة طرفها مثبت في خشبة مكعبة الشكل، طول ضلعها 25سم، وفي طرفها الآخر قفل لإحكامه بالرجل.

لقد كان (المطوع) شديد الحرص على تلقين التلاميذ الدروس لحفظها بالتكرار والإعادة، فيقوم التلاميذ بحفظها عن ظهر قلب دون فهم ولشدة حرص (المطوع) على الأطفال لحفظ الدروس في البيت وحيث أن الأطفال في الماضي شديدي الولع باللعب والذهاب إلى البحر – لذا كان (المطوع) يضع علامة (نيشان) من الحبر في أسفل ساق التلاميذ وذلك كي يراها في اليوم التالي ليتأكد من أن التلاميذ لم يذهبوا إلى البحر و إلا في حالة زوالها فإنهم ذهبوا إلى البحر.
أما بالنسبة للتلميذات فإنهن لا يعاقبن على الإطلاق من (المطوعة) لأن التلميذات بطبيعتهن في السابق يتسمن بالهدوء والخجل والأدب، ولكن إذا حدث منهن ما يغضب فإن (المطوعة) تلومهن على تصرفهن هذا.

الضبع غير متصل قديم 23-02-2008 , 01:44 PM    الرد مع إقتباس