عرض مشاركة مفردة
الضبع الضبع غير متصل    
مشرف المسابقات والتصوير ۩ السعـوديـــــة ۩  
المشاركات: 4,206
#52  


الحرف الكويتية القديمه:
حيث نسب أسم الكثر من العوائل الكويتية إلى الحرفة التي يزاولونها ومنها:

الخرّاز :
الخراز هو صانع المنتجات الجلدية التي تتكون أساسا من الأحذية (النعل) والقرب - أي الجرب التي تحفظ فيها السوائل - بأنواعها ومنتجات أخرى تستخدم لأغراض عديدة في الحياة اليومية، ويستخدم الخراز أنواع الجلود المختلفة كجلود الماعز والأغنام والبقر والجمال التي يصلح كل منها لصناعة أنواغ معينة من المنتجات.


وتباع جلود الماعز والأغنام بحوالي روبية بينما تباع جلود البقر والجمال بحوالي 3روبيات، ويشتري الخراز الجلود الجاهزة من المدابغ المحلية المنتشرة في المرقاب آنذاك، والتي يقوم أصحابها بدورهم بشراء الجلود من القصابين أو الدلالين لتنظيفها ودبغها وشدها وتجهيزها لاستخدام الخراريز، وكانت المدابغ عبارة عن بيوت قديمة أو حوط (بيوت قديمة) أو ساحات تبنى بها أحواض للدباغة، ويقوم الخراز بصناعة منتجاته في محله الذي عبارة عن دكان صغير في سوق خاص بالخراريز يقع جنوب ساحة الصرافين، ويستخدم لذلك عدة بسيطة هي عبارة عن مقص كبير وسكين طرفها مدبب ومخراز، وهو إبرة كبيرة لها مسكة (مقبض) خشبية مستديرة، ومسلّة، وهي إبرة كبيرة بالإضافة إلى مدقّة لضرب الجلد،وقطعة خشبية مستطيلة طولها حوالي 15 سنتيمترا مدببة من جهة وتزداد سماكتها بالتدريج تسمى "سمبة"، وقطعة من الحجر الخشن تسمى "محكّة".


ويشتهر الخراريز بدقة العمل والمهارة الفائقة في هذه الحرفة، وتتميز منتجاتهم بالجودة العالية وجمال المنظر، وكان هؤلاء الخرازين يلبون معظم حاجات البلد المتنوعة من المنتجات الجلدية الكثيرة التي كان يستخدمها المواطنون سواء في منازلهم أو في الدكاكين أو لوسائل نقل المياه وغيرها، وكان هناك ما يقارب من 20 دكانا للخراريز في السوق الخاص بهم، وكان اعتمادهم الرئيسي على صناعة الأنواع المختلفة من القرب (الجرب).

الكندري


الكندري هو الشخص الذي يحمل الماء ليوصله الى البيوت ، مستخدما علبتين من التنك يتم تعليق كل واحدة منهما بواسطة حبل في احد طرفي عصا أو عمود يضعه الكندري على كتفه ، و تملأ العلب ( أو القواطي ) بالماء من الابوام القادمة من شط العرب و التي ترسو في عدد من نقع الماء المنتشرة على الساحل فيتوجه الكنادرة و الحمارة و بقية المواطنين اليها لملأ أوعيتهم بالماء . و كان الكندري يصعد الى سطح السفينة لملأ القواطي بالماء من " الفنطاس " و هو خزان الماء المصنوع من الخشب الموجود في جوف السفينة ، و يستخرج الماء من الخزان بواسطة القواطي أو السطول إن وجدت . و يتوجه الكندري الى الاحياء السكنية بعد دفع قيمة الماء ( للكراني ) و هو يسير بين السكيك حاملا الكندر ( العصا التي تتدلى منها التنكتان ) على كتفيه و هو يصيح شوط ... شوط ... إلى ان يبيع الماء على احد البيوت فيصبه في ( اليحلة ) أو ( الحب ) ليكر راجعا الى النقعة لملء القواطي بالماء مرة اخرى ، و يبيع بعض الكنادرة الماء على عملاء معينين لهم بينما يتجول الاخرون في الاحياء السكنية بحثا عن مشترين للماء . و كان الحمارة و الكنادرة يشترون قوطي الماء – و هو وحدة البيع للماء – بآنة واحدة و يبيعونة بحوالي آنتين و نصف الى ثلاث آنات بعد توصيله لبيوت عملائهم ، و يسع قوطي الماء حوالي 4 جالونات ( 18,5 لترا ) ..

الصـــــــايغ (الصائغ)


تعتبر الصياغة من الحرف القديمة و المهمة في الكويت و التي تطور العمل بها على مر الزمن و اكتسبت طابعا محليا خاصا تميز عن غيره من البلدان المجاورة . و الصايغ هو الشخص الذي يقوم بصياغة الذهب و الفضة و تحويلهما إلى أنواع مختلفة من الحلي المستخدمة للزينة . و قد عمل بهذه المهنة عدد من العائلات الكويتية و كان مقر عملهم الرئيسي في سوق الصاغة الواقع غربي المناخ القديم بالقرب من سوق الحدادين. و قد توارثت تلك العائلات حرفتها أبا عن جد و انحصرت هذه الحرفة في حوالي سبع إلى ثمان عائلات رئيسية في الكويت منذ القدم..




و كانت معظم المصوغات في الماضي من الفضة و قليل منها من الذهب نظرا للدخل المحدود للسكان . و كان كل من يرغب باقتناء قطعة من الحلي يتفق مع الصايغ على أجرة صياغتها ثم يقوم بشراء الذهب على حسابه نظرا لعدم تمكن الصايغ من الاحتفاظ بكمية من الذهب. و يبدأ الصايغ عمله باستلام الطلب من العميل الذي يتفق معه على تكلفة العمل و كمية الذهب المطلوبة لصياغة القطعة. فيقوم العميل بشراء العدد المطلوب من الليرات الذهبية من الصراف و يسلمها للصايغ الذي يقوم بصهرها و صياغتها بالشكل المطلوب و تسليمها إلى العميل بعد عدة أيام..
عدة الصايغ :يمارس الصايغ عمله يدويا باستخدام العدة التي تتكون أساسا من الدوة والمنفاخ والمطرقة والسندانة والجلابتين والمقص والمبرد وأنواع أخرى كثيرة لكل منها دوره واستعمالاته حسب نوع وحجم قطعة الحلي والمطلوبة.



عدة الصايغ


وتختلف تكلفة العمل من صايغ إلى آخر اعتمادا على خبرته ودقة عمله وجودة إنتاجه. فهناك من الصاغة من اشتهر بدقة العمل وإتقانه لطول خبرته ومعرفته بأصول المهنة واهتمامه بتفاصيل الزخارف والنقوش الفنية مما كان يؤدي إلى ظهور القطعة وهي في أكمل صورة من الجمال والروعة.


وكان هناك الكثير من المستخدمين لهذه الحلي ذات المستوى الرفيع الذين يثمنون اللمسات الفنية التي يبدع الصايغ في رسمها على القطعة الذهبية ويقدرون الجهد المبذول في سبيل إخراجها على أحسن وجه، ولا يترددون في دفع المبالغ الطائلة للحصول على تلك التحف الفنية التي تم إنجازها بالمستوى والمظهر اللائق بها.

ويزدهر سوق الحلي الفضية في أثناء الربيع عند قدوم البدو والخكرة الذين يجلبون معهم منتجاتهم المختلفة لبيعها في المدينة ويتوجهون للأسواق لشراء البضائع المختلفة ومن بينها المصاغات الفضية وأهمها المحابس والأساور، وكان العديد من أبناء وصبيان الصاغة يتوجهون إلى الصفاة في تلك الفترة ومعهم المحابس الفضية ذات الفصوص الزرقاء المصنوعة من الشذر لبيعها على الخكرة - طائفة عراقية-.

الوزان




أولت السلطات الحكومية في الكويت منذ القدم اهمية كبيرة لحماية المشترين من الغش في اوزان البضائع و نوعياتها ، مما جعلها تشرف على وزن البضائع الواردة الى البلاد من خلال وضع موازين في عدة مواقع في المدينة يديرها اشخاص معينون من قبل الحكومة للقيام بذلك العمل ، و قد تعارف على تسمية الواحد من هؤلاء ( وزان ) . و يقوم الوزان بوزن المواد الغذائية و غيرها من المواد في المواقع المحددة لذلك و منها ( الفرضة ) و ( الخان ) و في عدد من الاسواق ، و من المواد التي يتم وزنها في الفرضة الحبوب و اهمها القمح و الشعير التي تشحن الى الكويت بواسطة ( الابلام ) القادمة من العراق و ايران و هي ( سائبة ) ، حيث تعبأ في جوف السفينة الشراعية ( الخن ) التي تنقلها الى الكويت ، و عند وصول السفينة الى الكويت يقوم الحمالون بنقل و بتفريغ حمولتها من الحبوب في ساحات الفرضة على شكل أكود ( اكوام ) كبيرة تمهيدا لوزنها و تحصيل الرسوم الجمركية عليها . و كانت الحكومة تتقاضى آنتين مقابل وزن المن الواحد ، و توزن في خان الحكومة ربطات القطن و اكياس الفحم و الصوف و المنتجات الثقيلة الاخرى كأكياس السكر و الارز و صناديق الشاي بينما خصص الميزان الاصغر حجما لوزن البضائع الخفيفة كالهيل و القهوة و علب الدهن العداني

النجار




يتكون العمل الرئيسي للنجارين في الماضي من صناعة الأبواب الخارجية الكبيرة للمنازل وأبواب الغرف والشبابيك والكراسي الكبيرة المستخدمة في المقاهي وكذلك الكراسي التي تستخدم لوضع حبوب الماء والبرمة عليها، بالإضافة إلى الخزانات والأسرة البسيطة والتخوت وكراسي القداوة والشداخات – أداة لاصطياد الفئران – والقباقيب والدرّاج – وهي عربة صغيرة الحجم ذات ثلاث أو أربع عجلات يستخدمها الطفل الصغير ليتعود على المشي - والكاروكة – وهي سرير خشبي خاص بالأطفال – وغيرها من المستلزمات المنزلية.


وتتكون عدة النجار أساسا من المشارة (المنشار) والمطرقة والجدوم والمجدح والرندة والجلابتين والمبرد والبرينه والدرنفيس (المفك)، والمنقر الذي يستخدم في حفر ونقش الأخشاب، والسكنية وهي الملزم لمسك قطعة الخشب في أثناء نشرها لمنعها من الحركة، ويشتري النجار قطع الخشب الساج الكبيرة التي يبلغ طولها ما بين 10-15 مترا، وتسمى "بوَحز"، من العمارات المنتشرة على ساحل البحر، ويأخذها للشراح لشرحها حسب الطلب، ومن ثم يبدأ علمه في تفصيلها وتقطيعها وتحويلها إلى المنتج المطلوب.


ولم تكن حرفة النجارة أسهل من غيرها من الحرف في الماضي، إذ كان على النجار أن يبذل جهدا عضليا مضنيا في سبيل إنجاز عمله، نظرا لاعتماد النجار على قوته البدنية في استخدام العدة، فقد كان معظم الخشب المستخدم لصناعة الأبواب من نوع "الجنقلي" أو "الصاح" وهي قاس ويحتاج إلى جهد كبير لنشره، حيث كان يتم نشر "المربعة" الواحدة – وهي الخشبة الطويلة – إلى 4 قطع، وكانت توجد بتلك الأخشاب – بالإضافة إلى قسوتها – "معاريض" أي جذور مما يزيد من صعوبة نشرها بالمنشار اليدوي.


ويعاون النجار في صناعة الأبواب والشبابيك عدة أشخاص متخصصين، كل منهم في جزء معين من العمل، فيعمل أحدهم في تقطيع وتفصيل الخشب، وآخر في تنعيمه وثالث في عمل الثوب بواسطة المجدح ورابع في الزخرفة، وهكذا.

الأستاد




تطلق كلمة "الأستاد" على (معلم البناء) الذي كان يقوم بدور المهندس والمنفذ للبناء والمسئول عن البنائين؛ ويتقن الأستاد جميع الأعمال المتعلقة بتشييد المنزل ابتداء من بناء الحوائط ومسحها إلى تركيب الأسقف بتفاصيلها المختلفة، فهو يقوم بتخطيط المنزل بعد الاتفاق مع صاحبه على متطلباته الأساسية ثم يبدأ باختيار العمال وتنظيم عملهم وتوجيههم والإشراف عليهم والاتفاق معهم على الأجرة اليومية المتعارف عليها آنذاك، والتي كانت تصرف لهم في آخر النهار من قبل صاحب المنزل.


ويقوم الأستاد بنفسه بعملية البناء من وضع أول لبنة في أساس المنزل إلى اكتمال آخر لمساته، فيما عدا الأبواب التي يصنعها النجار، كما يتفق الأستاد مع موردي مواد البناء لجلب ما يحتاجه منها إلى الموقع على حساب صاحب المنزل، وكان الحمّارة - وهم أصحاب الحمير التي تستخدم لنقل تلك المواد - يقومون بنقل الصخر والجبس والطين والطوب من أماكن وجودها إلى الموقع مقابل أجرة معينة

الشراح


الشراح هو النجار المتخصص بقطع الأخشاب الكبيرة أو الجذوع وتحويلها إلى شرائح وألواح ذات سماكات مختلفة حسب الطلب، لاستخدامها في صناعة المنتجات الخشبية المختلفة ابتداء من السفن إلى الأبواب والشبابيك وأثاث المنازل.


ويستخدم الشراحون في عملهم منشارا كبيرا يصل طوله إلى مترين وله مسكة (قبضة) واحدة في أحد طرفيه، و مسكتان (قبضتان) في الطرف الآخر، ويتم نصب سقالة كبير تتكون من أخشاب سميكة لوضع الخشب المربع الكبير المراد شرحه فوقها، ويطلق عليه "البِدنْ"، ويتراوح طول "البدن" ما بين 10 إلى 15 مترا، وتختلف أنواعه حسب المنتج المراد إنتاجه منه، فمنه الجنقلي والساج الذي يستخدم لإنتاج السفن والأبواب، ومنه الأنواع الأخرى الأقل قساوة. ويجلس الشراح فوق "البدن" المراد شرحه والمثبت فوق السقالة، ممسكا بيده طرف المنشار، ويقابله من أسف شراح آخر أو مساعد يقف على الأرض ممسكا بيديه الطرف الآخر للمنشار، ويوجد بهذا الطرف من المنشار مسكتان يمسك الشراح الواقف بهذا الجانب كل مسكة بيد، فإذا ما أريد نشر "البدن" إلى نسفين مثلا، تم رسم خط مستقيم بوسطه ليستعين به الشراح أثناء القطع، ويتم طبع هذا الخط على "البدن" بواسطة "الشنكار" وهي خيط يتم شده بين طرفي "البدن" بواسطة مسمارين بعد غمس ذلك الخيط في صبغ أحمر، ثم شده بقوة إلى أعلى وتركه ليصطدم بالبدن فيطبع مسار الخط المطلوب، ويتم تكرار هذه العملية على جانبي البدن العلوي والسفلي وبنفس القياس، حيث يقابل كل خط على الجانب العلوي من "البدن" خط آخر من الناحية الأخرى، وذلك لمساعدة الشراح الواقف على الأرض على توجيه المنشار عبر البدن في نفس المسار العلوي، ويقوم الشراح ومساعده بسحب المنشار كل إلى ناحيته ذهابا وإيابا إلى أن يصل القطع إلى منتصف الخشبة، ثم يقومان بتثبيتها على عكس الاتجاه الأول، ويعودان لقطعها من جديد إلى أن يكتمل قطعها إلى شريحتين.

وكان معظم الشراحين يتخذون ساحل البحر مقرا لعملهم لقربه من العمارات التي تباع فيها الأخشاب الكبيرة والتي يصعب نقلها إلى أماكن بعيدة، ويستظل الشراح تحت "عريش" يقوم ببنائه في موقع العمل لحمايته من حرارة الشمس، كما يمارس بعض الشراحين عملهم في المناطق القريبة من ورش العمل والمناجر كمنطقة دروازة عبدالرزاق؛ ويتقاضى الشراح أجره مقابل قطعه للمتر الطولي للبدن أو عدد الألواح التي يشرحها من البدن.

البناي




البناي – أو البناء- هو عامل البناء الذي يقوم بالأعمال التي تتطلب جهدا عضليا لمساعدة أستاد البناء في إنجاز عمله.
ومن الأعمال التي يقوم بها البناي استخراج الماء من الجليب (البئر) لاستخدامه في البناء، وخلط الطين الماء لعمل "القيلة" ونقل الطوب والصخر ومناولته للأستاد في أثناء عملية البناء، ومساعدة الأستاد وتلقي الأوامر المختلفة منه وتنفيذها أثناء العمل؛ ويجلب الأستاد معه إلى الموقع عددا من العمال حسب الحاجة، يختارهم من بين الأشخاص الذي يتجمعون عادة بالقرب من منزله صباح كل يوم طلبا للعمل.


ويبدأ البناء العمل في موقع البناء في الصباح الباكر وينصرفون مع أذان المغرب، ويقدم لهم صاحب المنزل إفطارا بسيطا في أثناء فترة الضحى (حوالي الساعة التاسعة صباحا) مكونا من الخبز واللبن والتمر وكذلك وجبة الغداء التي تتكون من الأرز والسمك أو مرق اللحم، بينما يقدم كثير من الناس الخبز والتمر والبن فقط كغداء للعمال، أما الأجرة اليومية للبناي فكانت تتراوح ما بين نصف روبية إلى 12آنة، ويعتمد ذلك على خبرة البناي وجودة عمله.


وقد ازدادت الأجرة فيما بعد ووصلت إلى روبية ثم روبيتين إلى أن صارت خمس روبيات في الأربعينيات و 10 روبيات في الخمسينيات من القرن الماضي، ولم تكن فرص العمل للناي مستمرة أو مضمونة نظرا لتوفق عملية البناء في الشتاء وذلك للتأثير السلبي للأمطار على الطين مما يتسبب في اختلال البناء، وكانت قوة تماسك الحيطان المبنية من الطين أو الحجر تعتمد على الشمس التي تؤدي إلى جفاف الطين وبالتالي إمكانية بناء طبقة أخرى من الجدار بعد تماسك أجزائه السفلية، ويستخدم البناي في عملة الطخين والهيب والجدوم والقلم الحديدي لتكسير، والزبيل والتب (السطل)، والطاسة المعدنية فيما بعد، التي استخدمت بدلا من الزبيل لنقل الطين، بالإضافة إلى الحبال والسلم والخيش لوضع الجبس عليه بعد أي يتم "خبصه" أو "طبخه" تمهيدا لاستخدامه.

الصراف


تعتبر مهنة الصرافة من المهن القديمة في الكويت نظرا لكثرة أسفار الكويتيين لطلب الرزق مما جعلهم يحتاجون إلى العملات الأجنبية عند سفرهم والتخلص مما تبقى لديهم عند عودتهم، كما أن كثرة تردد سكان البادية من الجزيرة العربية وجنوب العراق إلى الكويت للبيع والشراء كان يتطلب وجود أماكن لصرف واستبدال العملات المختلفة التي كانوا يجلبونها معهم مما حتم وجود أماكن للصرافة.
لذلك كانت الكويت وقبل نهاية القرن التاسع عشر تضم عددا من المحلات الصرافة تم فتحها في ساحة الصرافين التي كانت عبارة عن ملتقى لعدد كبير من الأسواق، وممرا مهما للمتسوقين - سواء في أثناء قدومهم للأسواق أو عودتهم منها- كما كانت تلك الساحة آنذاك تمثل مركزا مهما يلتقي فيه سكان البادية وسكان المدينة لتبادل السلع، وكانت معظم المحلات تتمثل في (عمّاريات) تنصب في وسط الساحة، وكان الصراف يجلس على الأرض لمزاولة مهنته واضعا العملات داخل صندوق خشبي صغير لا يتجاوز طوله مترا وحدا وعرضه نصف متر وارتفاعه 30سم، ويسمى (تختة) يضعه الصراف أمامه، وكان لذلك الصندوق غطاء زجاجي ذو برواز خشبي لكشف ما به من عملات، وكانت العملات المتداولة في ذلك الوقت من المعدن فقط قبل دخول العملة الورقية إلى السوق في أواخر العشرينات من القرن الماضي تقريبا.



ويقوم الصراف بشراء العملات المختلفة من التجار الذين يتوافدون على الكويت من الدول المجاورة لشراء حاجاتهم منها؛ وتزداد أعمال الصرافة شتاء عند قدوم البدو للمدينة لبيع السمن البلدي والمنتجات الأخرى في حيث يخف العمل بصورة كبيرة في أثناء الصيف.

النكّاس


النكاس هو الشخص الذي يقوم بإصلاح الرحى و " تخشينها " عندما يصبح سطحها أملس ( ناعما ) من كثرة الاستعمال حيث تترسب بقايا الحبوب المطحونة و غيرها من من المواد تدريجيا على سطحها مع استمرار استخدامها مما يؤدي الى امتلاء النتوءات و الحفر الصغيرة على سطح الرحى . و يستخدم النكاس "جدوما " خاصا ذا جهتين حادتين يسمى ( منكاية ) و مطرقة و اقلام حديدية ذات اطراف حادة و ادوات اخرى يضعها في كيس صغير يحمله على كتفه و هو يطوف بالازقة و الاحياء مناديا ( نكاس ... نكاس ...) و ليس للنكاس مكان معين يعمل فيه بل يقوم ( بتنكيس ) الرحى في البيوت أو أماكن طحن الحبوب ، التي يطلق عليها المدارات أو معامل الهردة ، و هي الكاركة التي يطحن بها السمسم لتحويله الى هردة . و كانت معظم العائلات في الماضي تخبز الخبز في المنازل مما يتطلب وجود تنور و رحى في كل منزل لطحن الحبوب تمهيدا لخبزها و كان ذلك يشكل سوقا جيدا للنكاس لممارسة عمله في تخشين الرحى و كسب الرزق من وراء ذلك .


و يزداد عمل النكاس قبل شهر رمضان حيث يستعد الناس لطحن الحبوب استعدادا لاستقبال الشهر الكريم ، فيلجأون الى النكاس لاصلاح الرحى و صيانتها ، كما يحتاج الى عمله مع اصحاب المعامل و خاصة منهم العاملون بطحن السمسم قبل بداية موسم العمل في شهر سبتمبر . و يتقاضى النكاس أربع بيزات مقابل ( تنكيس ) الرحى الواحدة التي تاخذ منه نصف يوم تقريبا ..

الصفــــــار


يطلق على صانع الادوات النحاسية في الكويت ( الصفار ) و الجمع صفافير ، و هذه الكلمة مشتقة من ( الصفر ) و هي كلمة عربية فصيحة تعني النحاس الجيد . و كان هناك سوق خاص لصناعة الادوات النحاسية يطلق عليه سوق الصفافير و يقع في عدد من الازقة المتفرعة من سوق السلاح ..


و كان الكويتيون في الماضي يستخدمون الاواني النحاسية في جميع الاعمال المنزلية كالطبخ و حفظ المواد الغذائية و تناول الطعام و ادوات الغسيل و ما شابه ذلك إلى ما قبل الاربعينيات تقريبا عندما بدأت أواني ( المعدن ) ( الالمنيوم ) بالوصول الى الكويت . و كانت صفائح الصفر ( النحاس ) و هي المادة الخام تستورد في الماضي من الهند ثم بدأت تجلب من الولايات المتحدة و الصين بعد ان ازداد عدد البواخر المتوجهة إلى الكويت من هذه الدول في الأربعينيات . و تباع صفائح النحاس بالوزن بسعر روبية و نصف للأوقية الواحدة ، و هناك قياسات و سماكات مختلفة لهذه الصفائح حسب الطلب ..




و يعتمد الصفار في عمله على الحرارة الشديدة لإذابة الصفر ، و يستخدم لذلك حفرة بالأرض ( كور ) يبلغ عمقها حوالي نصف متر و اتساع فوهتها حوالي 30 سنتيمترا . و يتم بناء دكة مستطيلة أو مربعة حول الكور يبلغ طول ضلعها حوالي متر و ارتفاعها 30 – 35 سنتيمترا . و يتم مد أنبوب للكور موصل بمنفاخ يدوي مصنوع من الجلد يقوم احد الصبيان ( العمال ) بتشغيله . و يتوجه الهواء المضغوط ناحية النار المشتعلة فيزيدها لهيبا ، و يستخدم الفحم الحجري في ذلك ..
و من اهم العدد و الادوات التي يستخدمها الصفار في عمله المنفاخ و الناي – و هي قطعة مستطيلة من الحديد أحد جوانبها عريض – و الريبال و المطرقة و السندال و المنقاش و الجلابتين و المقطاع – و هو يشبه الساطور و يستخدم لضرب صفائح النحاس السميكة لقطعها – و المقص الكبير الخاص بقطع صفائح النحاس ، و الفرجار . و هناك احجام و اشكال مختلفة من هذه الادوات يستخدمها الصفار لكل نوع من المنتجات ..

و تمر على الصفافير خلال السنة عدة مواسم يعملون خلالها ليل نهار لانجاز العمل . و من بين هذه المواسم شهرا شعبان و ذو الحجة اللذان يسبقان شهري رمضان و محرم و كذلك الاعياد ، حيث يقوم اصحاب الدواوين و الشيوخ و العائلات الكبيرة و المنتديات الدينية بتجهيز القدور و الصواني و بقية الاواني تمهيدا لاستخدامها في الولائم و غيرها من الدعوات ..

الضبع غير متصل قديم 23-02-2008 , 02:00 PM    الرد مع إقتباس