عرض مشاركة مفردة
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#1  
لا طلنا سما ولا أرض !
رغبت يوم أمس في أن أبحث عن مواقع الفلك العربية ، أردت أن أتمتع بعجائب الكون وما فيه من غرائب وعظمة ، أردت أن أرى صنع الله عز وجل في خلق هذا الكون المعجز ، بدأت أبحث عن بعض المواقع العربية لعلي أجد موقع قد يشبع فضولي في التعرف على الكون الواسع وما فيها من العجائب ، بحثت وبحثت وبعد جهد من البحث عن تلك المواقع – وليس حديثا يراعاك الله عما وجدت من مواقع الدجل والسحر والشعوذة والتي يربطها البعض بالفلك وهي أبعد ما تكون عن ذلك ، ناهيك عن تلك الموقع التي ترفض حقائق علمية تم إثباتها علميا بمزاعم ما أنزل الله بها من سلطان - أقول بعد جهد من البحث وجدت بعض المواقع العربية عن الفلك دخلت فيها وكلي حماسة فخاب أملي مما رأيت ومما قرأت !

دخلت احد المواقع في البداية فوجدت أن الموقع عنوان بلا صفحة ، وكذلك موقع أخر ، وتكرر ذلك كثيرا معي ، ذهبت بعدها إلى موقع أخر ، فصدمت لأني لم أجد إلا موقع يعرض صور علماءنا المحروسين وقد جمعتهم في ذلك الموقع صور جماعية تظهر طلتهم البهية في ذلك الموقع ، حاولت أن أبحث عن أي صورة تظهر لي عجائب الكون وما فيه من عظمة ولعلي أفوز بنظرة على هذا الكون تسر ناظري وتشبع تلهفي وشغفي لاكتشاف هذا الكون الواسع ، فخاب أملي فأقنعت نفسي ولو بصورة تله صغيرة بجوار دار أحد علماءنا المحروسين في أرضنا المحروسة ولعلنا نعتبره اكتشافنا المصون في هذا الكون ، إلا انه خاب رجائي حتى من صورة تلك التلة ، فخرجت من ذلك الموقع لعلي أجد ما يعوض خيبة أملي !
دخلت موقع أخر ووجدته أيضا لا يلبي الطموح وحاله كحال سابقه بل أشد فهو مجرد موقع للتواصل ولا أدري ما المقصود بالتواصل ! دخلت مواقع بعض الجمعيات الفلكية ولم أجد إلا صور ومواضيع تعريفية بتلك الجمعيات والقدر اليسير من الثقافة الفلكية ، دخلت بعدها بعض الموقع الأخرى والتي هي من تصميم بعض الهواة الذين حاولوا قدر ما يستطيعون تعويض القصور في المواقع التي تهتم بالفلك والفضاء في صفحات المعلوماتية العربية .

بعد كل هذا البحث المضني وجدت موقع عربي لأخبار الفضاء والفلك ، قلت لعلي أظفر بشي من أخبار الكون وما أنجزه العرب في هذا الكون فبدأت أقرأ وأقرأ !
قرأت عن محاولات إيران في صنع مركبة فضائية وعن محاولتها في غزو الفضاء وإرسالها أول كبسولة فضاء وتخطيطها لإرسال بشر خلال عقد من الزمان ! قرأت عن تخطيط إسرائيل لإطلاق مركبة فضائية للقمر وإطلاقها روبوت ( رجل آلي ) لرفع العلم الإسرائيلي على القمر ، قرأت عن محولتها لتجهيز صواريخ اعتراضية في الفضاء تدمر الصورايخ خارج الغلاف الجوي ، قرأت عن طموحات أمريكا وروسيا والصين واليابان وغيرها من الدولة وقفزتهم الجبارة من اجل اكتشاف الفضاء وتحقيق المزيد من التقدم في الأرض والفضاء ! حاولت أن أجد خبر سعيد عن عالمنا العربي حاولت وحاولت ولكن بعد تقليب الصفحات مللت من كل تلك الأخبار التي تتحدث عن منجزات أمم أخرى غير أمتنا فخرجت من ذلك الموقع وقد فقدت لهفتي وشغفي في اكتشاف كوننا الواسع العظيم بعد ما قرأته عن طموح الأمم الأخرى لغزو الفضاء ومقارنته بإذعاننا للغزو هذه الأيام !

تذكرت بعدها تلك النكتة التي تقول أن العرب سيسيطرون بعد مائة سنة على الأرض ؟ .
كيف ! ببساطة لأن جميع الأمم ستكتشف الفضاء وتسيطر على العوالم ويبنون الحضارات في الكون وسيبقى العرب بسبب تخلفهم في أرضهم المصونة !
اقتنعت بصدق بتلك النكتة ، حتى وصل التفكير بي أن اعتقدت أنها قد تكون تلك النكتة المزعومة أقرب إلى التنبؤ منها إلى النكتة ، كان هذا اقتناعي في القريب وفي زمن عصر الطغيان وقبل أن تحدث الحوادث العربية الأخيرة والهبة الثورية في العالم العربي !

أما بعد تلك الهبة الثورية – لاحظ كيف أننا متأخرين عن الآخرين في ثوراتهم بأكثر من عشرين سنة على الأقل ، دول العالم الأول بدأت ثوراتها منذ أكثر من 200 سنة ودول العالم الثاني والثالث بدأت ثوراتها منذ عشرين وثلاثين سنة ، ونحن لا تبدأ ثوراتنا إلا الآن ! – وما حدث بعدها من حوادث فقد بدأت اقتنع أن هناك مصير أخر ينتظر العالم العربي في المستقبل ، بدأت أقتنع أن عالمنا العربي سيلاقي مصير أسوء وأشد بعد زمن الغوغاء وثورات التحطيم ، وبعد أن كنا نعيش دولة الطغيان وعصر الأقطار ، سنعيش دولة الفوضى وعصر الطوائف والأحزاب ، وبعد أن كان يجرم كل من يخون بلده بتعاونه مع الدول الاستعمارية ، أصبحنا نعيش في عالم يتعاطف مع الثوار الخونة وتعاونهم من المستعمر وكل ذلك من أجل الوصول لكرسي الحكم بل ، ويفتي الشيوخ بجواز ذلك ! [ كم كنت متعاطف مع هذه الثورة في البدء وكنت أعجب من نقد البعض لحرق البو عزيزي لنفسه رغم انه حقق ما لم يحققه أحد من قبل في إشعال هذه الثورة في عموم العالم العربية والتي لم يتوقعها أحد ، غير أنه مع ما يحدث أجزم الآن أن ثورة تبدأ بحرق إنسان لنفسه لا ينتظر منها خير ، ولا نقول إلا يرحمه الله ] .

بعد كل هذا اقتنعت أن مستقبلنا أسوء من ما تراه تلك النكتة ، اقتنعت أن العالم وقبل أن تتحقق تلك النبوءة سيقضم من عالمنا ، بلدان وبلدان والوضع العربي الآن ينبئ بذلك ، ولن يبقى للعربان إلا بقع من صحرائهم في جزيرة العرب كالربع الخالي وأشباه الرابع الخالي من الصحاري القاحلة وغيرها لتصبح مسكنهم الوحيد في الأرض في ذلك المستقبل ، ويقيني في ذلك الزمن أن العرب سيبقون على طبعهم عند صراعهم على الواحات والمضارب والكثبان والبراري والقفار في الاستنجاد والاستقواء على بعضهم البعض بأعداء الخارج ، ويقيني أن البشر في المجموعة الشمسية ودرب التبانة ومراكزهم ومدنهم المتبقية في الأرض سيستبقون العرب في صحرائهم خوف على سمعتهم من تهمة الإبادة الجماعية وللحفاظ على بعض الأجناس من الانقراض ، والأهم ومن أجل تدريب أبناءهم ، و تجربة أسلحتهم المتطورة الجديدة على هذا الشعب – كما يحدث الآن في تجربتهم لأسلحتهم في ليبيا ومن قبل في العراق - عند حدوث أي اضطراب في صحراءهم ولو كان بسبب خلاف عائلي ، ويقيني أن العرب في ذلك المستقبل كدأبهم دوما وعلى طريقة أسلافهم سوف يرحبون بذلك التدخل لما فيه من حرية لهم وما يحققه من استقرار في واحاتهم ومضاربهم ! ويقيني وفي ذلك الزمن وعندما يطلع عرباننا على هذه النكتة أجزم أنهم سيصدحون ويتمثلون بمثل قد يكون له الغلبة على كل مثل أخر في هذا المعنى ، قائلين بصوت عالي (( لا طلنا سما ولا أرض )) ليوضح المصير الذي سيعيشه عرباننا في المستقبل عندما يغزو العالم الفضاء في يوم من الأيام !

الطارق غير متصل قديم 28-03-2011 , 09:23 AM    الرد مع إقتباس