اتخذ أخاً فاضلاً تحبه في الله ، تصحبه ،

تجلس إليه ، تدارسه ، تتذاكر معه ، تتواصى وإياه ،

تنفعه وتنتفع به ، تعينه ويعينك ، تشده ويشدك ..

ومع هذا فاجعل عينك عليه ، ترقبه كأنه المرآة تتجمل بها ،

لتخرج على عيون الدنيا في أحسن صورة ،

فما رأيت من خير فيه وعنده ، فنافسه عليه ،

مع الدعاء الخالص له ، أن يبارك الله له ويزيده من فضله ..

وما رأيت غير ذلك مما لا يعجبك ،

فاحرص على أن تتخلص منه أنت ابتداءً ،

ثم ناصحه فيه برفق وحنو وحب ،

وبالتلميح قبل التصريح ، وبالإشارة قبل العبارة ، ونحو ذلك ..

ولا تجعل من عثرته تلك ، سببا لمفاصلة معه ، فكل ابن آدم خطاء ..

وبهذا يصبح أخاك مرآة رائعة لك ،

يريك الجمال الذي ينبغي أن تكون عليه ، فتحرص عليه ، وتنافس فيه ،

كما يريك ما لا ينبغي أن يكون فيك ، فتحرص على أن تتخلى عنه ،

مع الحرص على أن تخلصه أيضا منه ..!