عرض مشاركة مفردة
متدبر متدبر غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 343
#2  






الآيات الكريمة تصف خروج الماء من الارض بوصف دقيق وبليغ
وأهمها قوله تعالى (وفار التنور)
وقوله تعالى (وفجرنا الأرض عيونا)


فلو أننا ننظر إلى الامر من زاوية علمية فإن هذا الماء الخارج من الارض بعد تشققها هو ماء حار وقد يكون في درجة حرارة أعلى حتى من درجة غليان الماء لآنه كان محجوزا تحت قشرة الارض وخير دليل على هذا قوله تعالى (وفار التنور) ، وكذلك قوله تعالى "وفجرنا الارض عيونا" فهذا الفوران يدل على وجود بخار الماء الساخن بكثرة .

فما يحدث عادة بعد صعود البخار الساخن إلى أعلى هو برودته وتكثفة ومن ثم سقوطه كماء منهمر الذي تتحدث عنه الآيات الكريمة.

وهناك نظرية علمية ثابتة تقول أن الغازات عندما تخرج من منطقة ضغط عال إلى منطق ضغط منخفض ومن خلال فتحة ضيقة فإنها تبرد ، وعلى أساس هذه النظرية يتم إسالة الغازات في مصانع تسييل الغازات وتعبئتها في إسطوانات. ولمن أراد من طلبة العلم الاستزادة

فهذه النظرية يطلق عليها إسم The Joule-Thomson Effect وكذلك يطلق عليها إسم Adiabatic expansion

ولكي نكون على بينة هنا بخصوص النظريات العلمية الثابتة فهو في الواقع سنن المولى عز وجل في هذا الكون إكتشفها العلماء وصاغوها في صيغة معادلات ونظريات وقوانين.

فعندما نتحدث عن تكثف البخار عند خروجه من منطقة الضغط المرتفع إلى منطقة ضغط منخفض فإننا لا نطوع آية من آيات الله لقواعد علمية بل كل ما نفعله هو تعليل ما حدث. و حري بنا ان نشير مرة أخرى إلى ان المولي عز وجل نسب الماء إلى الارض ولم ينسب أي ماء إلى السماء بل أمر السماء فقط بالاقلاع

"وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء"

فنستطيع ان نتصور الآن كيف أن البخار المنبعث من الارض يبرد حال خروجه إلى الجو ومن ثم يتكثف وينزل مطرا منهمرا.
ومما يؤكد على صدق هذا التصور أن أول ما ذكر من الطوفان هو فوران التنور أي خروج الماء الحار والبخار من جوف الارض.
وفي كل السور التي تطرقت لقصة سيدنا نوح نلاحظ ذكر فوران التنور أولا أو ذكر الماء المنهمر أولا ثم يأتي بعدها ذكر عيون الارض.

كما أنه بعد حدوث الطوفان العظيم علينا ان نلاحظ أن الأمر للارض ببلع الماء جاء قبل صدور الامر للسماء بالاقلاع وهو تسلسل منطقي وعلمي. ذلك أن المطر المنهمر مصدره في الواقع هو ماء الارض سواء كان ذلك عند خروجه كبخار متفجر أو كماء حار منبثق من العيون أو عن طريق زيادة التبخر الناتج عن زيادة الرقعة التي يغطيها الماء .

فلو أن الامر في القرآن الكريم صدر للسماء أولا أن تقلع لقال المشككون أن في هذا خلل لأن البخار سيتراكم بشكل يستحيل معه التنفس.


أي أن الآيات القرآنية تتحدث عن توقف المسبب ثم يأتي بعدها الاثر وهوتسلسل منطقي وعلمي.
والنتيجة المنطقية لبلع الارض لمائها ولإقلاع السماء أن ينحسر الماء ولذا جاءت بعدها جملة "وغيض الماء" في تسلسل منطقي وتبعها بالطبع إستواء السفينة على جبل الجودي.
وعندما نفكر مليا في تسلسل الاحداث نستطيع أن نكتشف تفاصيل أدق.
فالحوار الذي دار بين سيدنا نوح وإبنه يكشف لنا تفاصيل دقيقة

فبعد فوران التنور مباشرة بدأ منسوب الماء يرتفع بسبب المطر المنهمر الناتج عن تكثف البخار وبسبب العيون المتفجرة ولكن الابن العاص كان قادرا على تفادي الغرق ورفض الركوب مع أبيه في السفينة التي بدأت بالابحار ،نفهم هذا من قوله تعالى "ونادى نوح إبنه وهو في معزل يا بني إركب معنا"

فإبن سيدنا نوح ربما كان يقف في منطقة عالية نسبيا أو أنه كان في مأمن مؤقت وكان محاط بالماء ولكنه قدر أنه إذا ما إنتقل إلى مستوى أعلى فإنه سينجو وذلك برده "قال سأوي إلى جبل يعصمني من الماء" وفي هذه إشارة إلى إزدياد منسوب الماء بإضطراد .

فالماء كان موجودا ولكن الطوفان لم يبدأ بشدة بعد والسفينة بدت تطفو وصار الطرفان على ثقة من قيمة السفينة و في هذه اللحظة إختفت السخرية التي كانت سائدة.
وتأتي لحظة التحول الكبرى عندما إقتربت أول موجة كبيرة وصفها المولى عز وجل بعبارة دقيقة وبليغة "وحال بينهما الموج فكان من المغرقين"

لم يسمع بعدها أي شيء من إبن سيدنا نوح إلا أن الحدث كان قاسيا جدا على سيدنا نوح فبعد رسو السفينة خاطب ربه فيما بعد قائلا "

ونادى نوح ربه فقال رب إن إبني من إهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين"

والآيات الكريمة أوردت هذا النداء بعد إستواء السفينة على الجبل فكأنما سيدنا نوح كان يأمل أن يجد إبنه متعلقا بالسفينة أو ناجيا بطريقة أخرى .


وكم كان موقفا صعبا ووقتا عصيبا على سيدنا نوح عليه وعلى نبينا السلام ،يرى إبنه يغرق أمامه وهو يناديه فلا يقبل ، ولا أحد يواسيه أو يعزيه خاصة وأن الزوجة هي الاخرى في عداد الظالمين








لقد وصف المولى عز وجل حركة السفينة بالجري فقال "وهي تجري بهم في موج كالجبال"

ويجب أن نلاحظ هنا دقة التعبير في قوله تعالى "تجري" فالجري هو الانتقال بسرعة .
وكلمة الجري وصف المولى عز وجل بها كثير من حركات الانهار والرياح والاجرام.
ففي الجنة كثيرا ما توصف حركة مياه الانهار بالجري "تجري من تحتها الانهار" وتصل قمة البلاغة والرقة في وصف جريان الماء بقوله تعالى

"فيهما عينان تجريان" فالحركة هنا مزدوجة ومنفصلة ولكنها متجاورة
وجري الماء يعبر عن الحركة والطاقة والحياة ومضاده هو الركود وعندها يوصف الماء بالآسن.

وعند التدبر في جري السفينة يخطر ببالنا سؤال منطقي ما هي القوة التي كانت تدفع سفينة سيدنا نوح وتجعلها تجري ؟

فالآيات الكريمة والحديث الشريف وكذلك التفاسير والمصادر المسيحية أو اليهودية لم تتحدث عن أشرعة تدفع هذه السفينة بقوة الريح. بالاضافة إلى إحتمال عدم وجود ريح بين هذه الامواج العالية .
ومن المستبعد أن يكون المؤمنون الذين ركبوا السفينة مع سيدنا نوح يقومون بالتجديف لجعل السفينة تجري على الماء.
وذلك لثقل السفينة وحمولتها ولإضطراب البحر ، ولم نجد أي ذكر لمجاديف سواء في القرآن أو التفاسير أو حتى الاسرائيليات أو المصادر المسيحية.
وعدد المؤمنين كان قليلا وبنيتهم الجسدية هي أيضا قد تكون غير مناسبة فلم يذكروا على أنهم أقوياء أصحاء بل وصفهم الكافرون بكلمة "أراذلنا".
أضف إلى هذا أنه هناك مطر غزير جدا وصفه المولى عز وجل "ماء منهمر" فهذا الماء لا يناسب وجود شراع ولايناسب الجدافين أن يعملوا تحته.
فضلا عن أن السفينة لابد أنها كانت مغطاة حتى لا يغرقها الماء المنهمر.

فما هي القوة التي كانت تدفع سفينة سيدنا نوح وتجعلها تجري ؟

عندما فكرت في الموضوع كمهندس وحاولت التعرف على تلك القوة إحترت في البداية ثم وجدت الجواب في نفس الآية.

ولنقرأ الآية من جديد "وهي تجري بهم في موج كالجبال"

سبحان الله

فما هو الموج؟
الموج هو تلك الكتلة المائية المتحركة والمرتفعة في منسوبها عن سطح الماء المستقر فأنظروا معي يا إخوتي الكرام في قوله تعالى "في موج" وبالذات في حرف الجر هذا "في" المولى عز وجل لم يقل "على الموج" بل قال "في موج" وهذا دليل على أن حركة السفينة هي من ضمن حركة الموج.

سبحان الله
وحتى نفهم هذا المعنى أود منكم أن تستحضروا في أذهانكم صورة رياضي يمارس رياضة التزحلق على الموج مثل تلك الامواج الموجودة بالمحيط الهادئ المقابل لسواحل جزر هاواي الامريكية.
فهذا الرجل في الواقع يجري في الموج والموج هو الذي يدفعه وهذا الموج الذي نشاهده أحيانا على شاشة التلفاز هو صغير جدا مقارنة بالموج الذي كان يحمل ويدفع سفينة سيدنا نوح عليه السلام.


فسبحان من يقول "وهي تجري بهم في موج كالجبال"
والمولى عز وجل عندما يشبه الموج بالجبال فعلينا بالفعل أن نتصورها في حجم الجبال لأن القرآن الكريم ليس فيه اسلوب المبالغة فالموج والجبال كلها من خلق الخالق المبدع.
وعندما يكون الموج ضخما كالجبال كما وصفه المولى عز وجل فإن حركته ستكون عظيمة ومستقرة ومنتظمة ولا تحدث له عملية إنقلاب وإنكسار كتلك التي نشاهدها على شواطئنا.



وهناك لطيفة أخرى تؤيد هذا الفهم لحركة السفينة وهي قول المولى عز وجل على لسان سيدنا نوح "وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ " والمقصود هنا كلمة "مجراها" فالله سبحانه هو الذي سيجري هذه السفينة وهو الذي سيجعلها ترسو.
فالدفع والتوجيه والابحار والرسو كلها من تدبير المولى عز وجل .
ففي جريها رحمة لأن فيها نجاة من الغرق وفي رسوها رحمة لضرورة العيش على اليابسة لذا ختمت الآية بقوله تعالى "إن ربي لغفور رحيم"
وفي سورة الحاقة ذكر المولى عز وجل هذه السفينة بإسم الجارية "إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية"
ويتجسد هذا المعنى أيضا في قوله تعالى "تجري بأعيينا" ومنها ندرك أيضا رحمة المولى عز وجل بنا في كلمة "بأعيننا" لأننا جميعا ذرية لركاب تلك السفينة.










من خلال التدبر فيما سبق ربما نستطيع أن نستنبط شكل السفينة .
وقد يتسائل بعضكم الآن ما العبرة من تخيل شكل هذه السفينة.
والرد هو أن تصور شكل السفينة يساعد في القدرة على التعرف عليها في حالة وجود آثار بمنطقة جبل الجودي.
وأما الغاية من البحث عنها فبالاضافة إلى الناحية العلمية والفكرية فإن المولى عز وجل يقول "ولقد تركناها آية فهل من مدكر"
وقوله أيضا "إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية ،لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية"
والآية أو التذكرة إما أن تكون معنوية أو حسية ، فكما أن التفكر والتدبر في أمر هذه السفينة واجب علينا فإن البحث عنها قد يكون واجب أيضا.
ولعل أهم جزء يفيدنا في محاولة تخيل شكل سفينة سيدنا نوح هو القوة الدافعة لها.
ولكن علينا أولا أن نتمعن في الشكل التقليدي للسفن.

فهذه السفن التجارية مصممة لتكون انسيابية حتى تشق الماء بدون مقاومة كبيرة فالمقدمة مدببة وكذلك القاع لأنها قد تتحرك في إتجاه مضاد لحركة الماء أو متعامد عليه ، وهذا ما لم يحدث مع سفينة سيدنا نوح.
فلم يكن لها وجهة محددة بل أكاد اجزم أنها كانت تخلو من دفة توجهها .
لذا أود هنا أن أقول كمهندس أنه قد يكون من الخطأ تصور شكل سفينة سيدنا نوح على نفس الشكل التقليدي للسفن.
فليس من المتوقع لهذه السفينة أن تشق الماء بل الماء هو الذي كان يحملها ويدفعها
وليس من المتوقع منها أن تكون إنسيابية حتى يقل الاحتكاك بالماء بل المطلوب في الواقع هو العكس تماما أي ان المطلوب هو التصاقها بالماء الذي سيحملها ويوجهها.
ولا استبعد وجود عوارض خشبية أسفل السفينة لتقوية بنيتها ولزيادة الاحتكاك.
وعليه فإني أتصور هذه السفينة على شكل تابوت والذي قد يكون مستطيلا أو مربعا .
وهذا الشكل في الواقع هو أسهل على سيدنا نوح بنائه.
وهو أسهل أيضا لركوب الحيوانات خاصة أنه عندما ركب الجميع في السفينة فهي كانت راسية ومستوية على البر.
وما يعزز هذا التصور لدي هو رسوها وإستوائها على الجبل "واستوت على الجودي".
وليس في هذا أي إنكار لقدرة الله أن يرسيها بإستواء حتى وإن كانت بالشكل التقليدي للسفن .
كما أن صنع السفينة تم بوحي وإشراف من المولى عز وجل "فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيينا ووحينا"
ولعلنا نلاحظ أن كلمة أعيينا قد سبقت كلمة وحينا مما يدل على أن سيدنا نوح كان هو الذي يبدأ بالتنفيذ تحت إشراف المولى عز وجل فإن إخطا يأتيه الوحي بالتصحيح.
وما نعرفه من خلال تدبرنا في خلق وتصميم المولى عز وجل أن هناك وحدة في تصميم هذا الكون تبين تناسب المخلوق مع الوظيفة التي خلق من أجلها.
سواء كان هذا عضو من أعضاء الانسان أو الحيوان أو جزء من نبات أو إحدى خصائص الجماد .
ويبلغ الاتقان حده لدرجة أننا نقف مذهولين ولا نستطيع تصور أي تصميم آخر
فلو أخذنا شكل رأس الانسان فمن الصعب على أي منا تصور شكل آخر مناسب لوظائف الرأس لدرجة أن مصممي أجهزة الانسان الآلي أو الروبوت نراهم يصممونها بأقرب ما يمكن للانسان وما يضطرهم أحيانا لتغيير التصميم هو صعوبة التنفيذ .
ولهذا فإن سفينة سيدنا نوح لابد أنها كانت مناسبة جدا لوظيفتها ومتناسبة مع القوة التي كانت تحملها وكذلك التي تدفعها.


ولقد ذكر المولى عز وجل سفينة سيدنا نوح بلفظ "الفلك" في كل الآيات ما عدا آية واحدة وردت في سورة العنكبوت "فأنجيناه وأصحاب السفينة" إلا أن المحير هنا أن السفينة لم تنسب إلى سيدنا نوح بل نسبت لاصحابه .










منذ عدة سنوات قام أحد الاخوة بمنتدى الساحة بلفت نظري لأحد المتنصرين الذي ينشر مواضيع يتهجم فيها على الإعجاز العلمي في القرآن ، وللاسف فهذا النصراني هو مسلم مرتد وكان يتقن العربية وعليه فهو على دراية بما في التفاسير القرآنية .
أحد مواضيعه كان يتعلق بالاعجاز العلمي في تنزيل الحديد في قوله تعالى "وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس"
فيقول أنه إذا ما أخذنا كلمة "أنزلنا" على أنه إنزال من السماء فإن الآية "وأنزل لكم من الانعام ثمانية أزواج" تعني أيضا أن هذه الانعام أنزلت من السماء تنزيلا وبدأ بالسخرية والاستهزاء.


عندما عزمت الرد عليه ألهمني ربي برد منطقي ومقنع بعيدا عن التهجم اللاعقلاني وبدون التحجج بحجج لغوية واهية.
فبعثت له بهذا الرد ونشرته بالعديد من المنتديات.




وما هو مكتوب باللون الاحمر هو ما كتبه ذلك النصراني

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد خالد عبد الرحمن :
رسالتى هذه هى رد على ما كتبته فى موقعكم من إنكار للمعجزات العلمية فى القرآن الكريم ، وأود فى البداية أن أقدم نفسى

الاسم : محمد خالد الكيلانى
مهنتى مهندس الكترونيات وحاسب آلى
حاصل على شهادتى من الولايات المتحدة الامريكية
العربية هى لغتى الام واجيد الانجليزية
إهتمامى بالاعجاز العلمى فى القرآن وكذلك أدرس بعض الكتب السماوية الاخرى.


الموضوع الذى أريد أن أرد عليه الان هو موضوع إنكار الاعجاز العلمى الوارد حول إنزال الحديد من السماء .
------------


"يبدو لى من إسمك وعنوانك البريدى أنك إما أن تكون مسلما مرتدا عن دينه أو أنك مسيحى تكتب بإسم عربى إسلامى مستعار لتبين للمسلمين أن هناك من يرتد عن الاسلام.
وعلى كل حال ردى هذا ليس ردا شخصيا عليك وإنما هو رد على مجادلتك الخاطئة التى أريد بها الفتنة والاضلال أو تكفير الشباب المسلم

.
وبادئ ذى بدء أريد أن أكرر ما كتبته فى ذلك الموضوع وهو قولك:


" في مثالنا هذا حول المعجزة المزعومة في القرآن بأن الحديد أتى الينا من الفضاء الخارجي نجد المحاولة الخائبة من المسلمين مفضوحة تماما بلا ستر أو أستتار، لأن القرآن نفسه ينقضها نقضاً واضحاً."
تقول سورة الحديد: 25 "وأنزلنا الحديد". ويحاول مسلمي هذا العصر أن يقولوا لنا بأن مقصد القرآن بأن الحديد أنزل من السماء ولم يتكون على الأرض والدليل قول القرآن "أنزلنا".


"حسناً، أنا مستعد للتسليم بأن الحديد نزل من السماء، بل حتى من الفضاء الخارجي. وهو ما يطابق بصورة مذهلة البحوث العلمية المعاصرة التي تجعلني أقف بذهول أمام المعجزة الصريحة في القرآن. كباحث عن الحق أسلم للقرآن بتفوقه العلمي. بل أصل الى الحد الذي أصرح فيه بأني مستعد للأيمان الكامل والشامل به، لأنه خارق للطبيعة، منزل من أصل كل المعارف، الله الخالق. ولكني يجب أن أتوقف عند أية مشابهة وأفحصها هي الأخرى. قبل أن أنطق بالشهادتين وأقر للإسلام والقرآن بالمصداقية.

تقول سورة الزمر الآية 6: وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج.

يبدو أن الله لم ينزل لنا فقط الحديد من الفضاء الخارجي بل أنزل شئ أخر أسمه الأنعام! ومع أني متأكد من أغلب المسلمين يعلمون ما هي الأنعام، الا أني سأتظاهر بعد المعرفة وأستشير ثقات التفاسير القرآنية.

يقول أبن كثير في تفسير الآية: وقوله تعالى "وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج" أي وخلق لكم من ظهور الأنعام ثمانية أزواج وهي

المذكورة في سورة الأنعام ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين.

يقول تفسير الجلالين في تفسير الآية: "وأنزل لكم من الأنعام" الإبل والبقر والغنم الضأن والمعز "ثمانية أزواج" من كل زوجان ذكر وأنثى

ما دمت تقول

"بل أصل الى الحد الذي أصرح فيه بأني مستعد للأيمان الكامل والشامل"

فهذا يعنى أنه عندما أوضح لك اللبس الذى وقعت فيه أنت ومن معك ستؤمن بالقرآن او تعود لدينك او تكف عن مهاجمة القرآن.
هذا بالطبع إن كنت فعلا تبحث عن الحق ولا تحمل أضغانا ضد الاسلام والمسلمين .


إن الذى أزعجك كما يبدو ليس ورودالآية 25 من سورة الحديد وإنما هو الآية 6 من سورة الزمر وهو قوله تعالى وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ

وتقول فى موضوعك :

"يبدو أن الله لم ينزل لنا فقط الحديد من الفضاء الخارجي بل أنزل شئ أخر أسمه الأنعام! "

يا من تسمى نفسك خالد عبد الرحمن

يقول الله تعالى فى سورة العنكبوت
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {46}
وسيكون هذا ديدنى معك بإذن الله تعالى حتى أبين لك ما وقعت فيه من زلات سواء فى هذا الموضوع أو فى غيره.
إن هذه الآية الكريمة لا تعنى نزول الانعام من الفضاء الخارجى ولو أنك أمعنت التدقيق فيها أكثر لعرفت أن الله تعالى ذكر الانعام بالازواج فهل هذا يذكرك بأمر تاريخى مهم ؟
تلك الازواج الثمانية من الانعام هى التى نزلت من سفينة سيدنا نوح عليه السلام وليس من الفضاء كما تخيلت أنت بعد مشاهدتك ربما لافلام الخيال العلمى .
تلك الازواج الثمانية هى التى حملها معه سيدنا نوح فى السفينة ليستمر منها النسل وينتفع منها البشر ، ولهذا فالمولى عز وجل يمن علينا بهذه النعمة الكبيرة ولك فقط ان تتخيل كيف كان من الممكن للانسان أن يعيش على هذه الارض لو أنه هو فقط نجى من الطوفان العظيم.

ورد فى سورة المؤمنون
فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ {27}



بالطبع تريد دليلا من القرآن على أن كلمة "أنزل" هنا تعنى أنزل من السفينة فأنت مجادل فقط .



حسنا إليك الآية 29 من سورة المؤمنون
فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {28} وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ {29}

فالمولى عز وجل هنا يخاطب نبيه نوح ويوجهه الى ضرورة أن يدعوه أن "ينزله" "منزلا" مباركا وهذا ينطبق أيضا على من معه من الانعام وبقية المخلوقات .
فكلمة نزول أو إنزال لا تعنى فقط نزول من السماء أو الفضاء الخارجى بل تعنى أيضا النزول من المكان الاعلى الى المكان الادنى.





كما هو الحال بالنسبة لكلمة هبوط او هبط



فالمولى عز وجل يقول فى سورة البقرة
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ {35} فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ {36} فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {37}



ويقول أيضا فى نفس السورة
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {74}



فالهبوط هنا وصف نزول سيدنا آدم الى الارض وكذلك هبوط الحجارة الى أسفل
وعليه فإن هذه الآية الكريمة
وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ
لا تنفى ولا تتعارض ولا تفند الاعجاز العلمى الوارد فى سورة الحديد
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ {25}



يبدو أن ما أردته محنة قد جعلها الله منحة

كنت تريد أنت ومن معك أن تشكك الشباب المسلم فى هذا القرآن العظيم ولكن ما حدث هو العكس فانقلب السحر على الساحر
وصدق المولى عز وجل الذى يقول
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
وهل لى أن أسألك لماذا لم تتطرق الى كون الوزن الذرى للحديد مطابق لترتيب السورة فى القرآن الكريم ؟


أم أنك لم تجد ثغرة هناك لكى "تبحث فيها عن الحق" كما تقول ؟


وسأزيدك من الشعر بيتا او بيتين
فما دمنا نتحدث عن الانعام هل تعلم أن ظاهرة إنقراض المخلوقات مثل الديناصورات مذكورة فى القرآن الكريم ؟
وما دمنا نتحدث عن الحديد فهل تعلم أن أهم قاعدة فى لحام المعادن مذكورة أيضا فى القرآن الكريم ؟

سأؤجل ذكر تفاصيل هذين الامرين الى حين نشرك لردى هذا فى موقعكم .
ولكن لكى يكون النقاش متكامل هل لى أن أسألك إن كان قد تناهى الى علمك اى إعجاز علمى فى الاناجيل الاربعة التى لديك او لدى من معك ؟ هل فى اى من الاناجيل الاربعة المحرفة هذه الدقة الواردة فى القرآن الكريم ؟

هل لك أن تقوم بدراسة بسيطة عن ورود الحديد فى الاناجيل الاربعة المحرفة ؟ وهل ورد أى إعجاز فيها ؟

أم أنك تعلم مسبقا بإستحالة هذا الامر
فيبدو لى أن دافعك الحقيقى ليس البحث عن الحق
بل هو محاولة طمس الحق
يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {32} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {33}



خلاصة ،أنا فى الواقع ممنون أنك نبهتنى الى ضرورة مواصلة البحث والتدبر فى القرآن الكريم فما قمت به فى الواقع قد زادنى ايمانا وعلى هذا فقط تستحق منى الشكر . انتهى الرد
محمد خالد الكيلاني
11/7/2003

==================

وهناك العديد من المواضيع بالموقع منها

الاعجاز الحسابي في سورة الكهف

لحام المعادن مذكور في القرآن

جهاز الكشف عن الكذب في القرآن

إنقراض المخلوقات مذكور في القرآن

أجساد الانبياء لا تبلى

هذه المطربة لها صوت ملائكي

شرف العبودية

إن شانئك هو الابتر

مشكلة يعاني منها الملايين

ثانية واحدة خير يوم كامل

إعجاز عددي جديد بسورة الدخان

قارون هذا الزمان

الخير والشر كالارقام الثنائية

الرد على تحية رسائل SMS



-----------------------------------------

www.i3jaz.com

متدبر غير متصل قديم 18-06-2007 , 12:26 AM    الرد مع إقتباس