عرض مشاركة مفردة
الالم المهاجر الالم المهاجر غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 236
#1  

بسم الله الرحمن الرحيم


نبدأ بغرام العقيد .



فتاة تونسية جميلة اسمها ميشكا حنين .

مقالات وتقارير صحافية تصدرت الصفحات الاولى من أشهر الصحف العالمية ليس لان تلميذة المدرسة ميشكا ذات جمال خارق أو لان والدها يمتلك ويدير أكبر شركة مقاولات في ليبيا وانما لأن معمر القذافي تعلق بالفتاة وحاول أن يتزوج منها ومنعها من مغادرة ليبيا وأسكنها قصرا فاخرا في طرابلس ولم ينقذ التلميذة التونسية الصغيرة من براثن العقيد الا أمها التي رفضت طلب العقيد الزواج من ابنتها وطالبته فورا بالافراج عنها والسماح لها بالعودة الى تونس وكنوع من الضغط عليه سربت الام حكاية الابنة المحتجزة في ليبيا الى الصحف الاجنبية التي سارعت الى سرد حكاية الاختطاف وظهرت حكاية العقيد مع التلميذة القاصر المحتجزة في طرابلس في صدر الصفحة الاولى من مجلة " جون أفريك " وتناقلتها الصحف الاخرى ومنها مجلة المجلة اللندنية التي نشرت الحكاية مع الصور في العدد رقم 853 في معرض حديثها عن جنون العقيد وهلوساته وفضائحه وكان عنوان الموضوع الذي نشرته مجلة المجلة انذاك هو " القذافي مجنون عظمة أم زعيم فلتة ؟ " .

فضيحة العقيد الاخلاقية ومحاولته اختطاف تلميذة قاصر والزواج منها رغم أنفها ليس الفضيحة الوحيدة التي تورط فيها هذا العقيد وانما هي واحدة من فضائح من كل لون ... وهي فضائح لا يحتاج فهمها وتحليلها الى صحافي مثلي وانما تحتاج الى طبيب نفسي لان هذا الرجل مخبول بكل ما في هذه الكلمة من معنى ... ومع ذلك يحكم هذا المخبول دولة عربية منذ عام 1969 .

لنبدأ حكاية القذافي منذ البداية ... يقول الباحث الليبي حسين محمود, الذي درس "ظاهرة العقيد" عن كثب: عرفت البشرية انواعا مختلفة واشكالا متباينة من النظم السياسية, ترنحت بين الشمولية الدكتاتورية والديمقراطية, وتفاوتت بينها بدرجات مختلفة, وتميز بعضها بالشطط, حتى اصبحت ظواهر سياسية ذات علامات بارزة, وقد عرف ابناء الشعب الليبي وشهد العالم اجمع احدى الظواهر السياسية خلال السبع والعشرين سنة الماضية, ونعني بها "ظاهرة العقيد" ولقد امتدت هذه الظاهرة وانعكاساتها خارج الحدود, لتعمل وسائلها في تشويه صورة الليبي والاساءة الى سمعة البلاد, ولتجعل بذلك الانسان الليبي محل ريبة وشك في أي مكان يذهب اليه". ورغم ان "ظاهرة العقيد" تحتاج الى ملفات عديدة لتحليلها وسبر اغوارها, الا انه بالامكان تتبع بعض فصولها والقاء الضوء على تاريخها وجذورها في الامثلة التالية:

البداية في جهنم!

ولد معمر محمد عبد السلام ابو منيار القذافي في قرية "جهنم" باحدى مناطق مدينة سرت عام 1942 , وقد خلد مسقط رأسه في قصته الادبية المشهورة "الفرار الى جهنم", وقد عاش القذافي ونشأ بين مناطق سرت ومصراته وسبها, والتحق بالكلية العسكرية الملكية الليبية ليتخرج برتبة ملازم بالجيش في منتصف الستينات تقريبا.

ولقد برزت ظاهرة القذافي كغيرها من الظواهر الاخرى التي انتجها التطور التاريخي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي والفكري الذي مر به المجتمع الليبي, منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية . على الصعيد العربي الاسلامي لاقى انقلاب القذافي العسكري على الحكم الملكي عام 1969 ترحيبا لا بأس به في بداية ظهوره, خاصة وان القذافي كان قد حرص على الظهور امام العالم بمظهر القائد العربي المحنك والانسان المسلم الورع والتقي, المتحمس لنشر الدين الاسلامي , ولكن هذه المواقف جميعها سرعان ما تبددت بعدما وضح للعيان مخالفته للاجماع العربي والاسلامي. ولطعنه الصريح في صحة الحديث النبوي والسنة, ولتغييره التاريخ الهجري ولاعلانه صراحة ان كتاب الله الكريم لا يعالج الا امور الحلال والحرام والزواج والطلاق والجنة والنار, وليقول بكل جرأة بان "كتابه الاخضر" هو المرجع الوحيد المشتمل على حلول كل المشاكل البشرية.

الثورة الشعبية

بدأت ملامح ومعالم "ظاهرة العقيد"تظهر في شهر ابريل عام 1973 عندما اعلن ما اسماه "الثورة الشعبية" في خطابه المشهور بمدينة زوارة والتي اعتبرها اطارا عاما لنقاطه الخمس, التي احتواها الخطاب وحدد اهدافها بصورة موجزة قائلا :

المطلوب في كل قرية ومدينة ومؤسسة جماهيرية ان تسيطر الجماهير على السلطة وتقوم بتقويض ما تراه غير صحيح وتخلق وضعا شعبيا جديدا. وكانت النقاط الخمس الشهيرة هي تعطيل والغاء كل القوانين المعمول بها حتى الساعة, تطهير البلاد من المرضى سياسيا الذين يتامرون على القضية الثورية وعلى الشعب وعلى التحول الثوري, اعلان الثورة الثقافية , اعلان الثورة الادارية , تسليح الشعب , الحرية للشعب , لا حرية لاعداء الشعب.

وللمزيد من فهم شخصية وافكار القذافي, التي ساعدت على بلورة "ظاهرة العقيد" بعود الى خطابه الذي يقول فيه: " لا بد من تطهير البلد من جميع المرضى, أي شخص نجده يتكلم في الشيوعية او الفكر الماركسي سوف يوضع في السجن" الا ان القذافي قال في خطاب لرابطة الادباء والكتاب في ليبيا في عام 1988 :" ان الجماهيرية هي البؤرة التي ترتكز فيها تطلعات الفوضوية والشيوعية والمدينة الفاضلة, ان الجماهيرية هي خلاصة وثمرة الجهود التاريخية الانسانية لتطلعات الفوضويين والشيوعيين , انها النعيم المفقود والفردوس الارضي". ثم يضيف قائلا " انا تعديت الشيوعية والفوضوية الباكونية (نسبة الى باكونين) انا عملت شيئا منظما ابعد منها.

الكتاب الاخضر واللجان الثورية.

وبعد خطاب زوارة المشهور امر العقيد معمر القذافي, على مرأى ومسمع من العالم بحرق الكتب الاجنبية والالات الموسيقية في ساحات المدن الليبية, كما امر بالغاء مهنة المحاماة. وطالب ب "الزحف" الثوري على المؤسسات والبيوت , تطبيقا لمقولته الشهيرة "البيت لساكنه" وحرص على تصفية "اعداء الشعب" واعتماد الفوضى الشاملة اسلوبا للحكم والادارة. وامر بتاسيس لجان فكر وتوعية والبدء في انشاء اتحاد اشتراكي ولجان شعبية وبالطبع لجان ثورية.

وكانت هذه اللجان هي اهم الادوات لتنفيذ فكر العقيد. فهي جهاز سياسي يقوم بدور الحزب الحاكم, وهي جهاز تحريضي يستوعب ارشادات القائد. وهي جهاز عسكري واخباري وامني, وقضائي وتعليمي وتربوي ودعائي. وقد وصفها قائلا :" اللجان الثورية هي الثمرة النهائية لكفاح الشعوب من اجل الديمقراطية". وبالتالي اسبغت هذه اللجان لقبين جديدين على العقيد واسمته "صانع عصر الجماهير وقائد مسيرة الانسانية في رحلة الانعتاق النهائي" وتأثر العقيد بهذا التكريم خاصة وصفها له بانه "نبي العصر".

الكتاب الاخضر كان بالطبع العامل الرئيسي في شهرة العقيد وظاهرته. وبين دفتي هذا الكتاب بفصوله الثلاثة خط "النظرية العالمية الثالثة" وهذا الكتاب كما ورد في فصله الثاني:"لا يحل مشكلة الانتاج المادي فقط بل يرسم طريق الحل الشامل لمشكلات المجتمع الانساني , ليتحرر الفرد ماديا ومعنويا تحررا نهائيا لتتحقق سعادته". ووصف القذافي الكتاب الاخضر ونظرته العالمية حيث قال:" هذه النظرية ستجعل لنا دينا, لان الناس في هذا العصر محتاجة الى دين الى كتاب يوحدها". (من خطاب القاه في المؤتمر الدولي للحركات السياسية لشباب اوروبا والبلاد العربية وفي مقدمة الطبعة الروسية من الكتاب الاخضر , كتب القذافي " اقدم لكم كتابي الاخضر, الذي يشبه بشارة عيسى او الواح موسى, او خطبة راكب الجمل القصيرة, الذي كتبته في داخل خيمتي التي يعرفها العالم بعد ان هجمت عليها 170 طائرة وقصفتها بقصد حرق مسودة كتابي التي هي بخط يدي".

تحرشات عربية

منذ مجيئ العقيد القذافي الى الحكم وهو في حالة مد وجزر, حب وكراهية مع دول عربية عديدة وهو لم يتوان في بعض الاحيان في غزو هذه البلدان عسكريا, او محاولة زعزعة انظمة حكمها, ليعود ويعلن توحده معها مما اعاق بالتالي مراحل نموها واستقرارها وتطورها. فبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر الذي اطلق على القذافي لقب "امين القومية العربية" , دخل في صدامات سياسية ثم عسكرية مع الرئيس الراحل انور السادات, ولم ينج بالطبع الشعب المصري من حروبه الاعلامية وتصرفاته. كما كان السودان منذ السنوات المبكرة لحكم القذافي , هدفا لتحرشاته رغم كل ادعاءاته القومية وشعاراته العروبية, الا ان دعمه لايران ضد العراق اثبت عكس ذلك.

وذاقت تونس لسنوات عديدة تحرشات القذافي العسكرية والامنية, وعلى رأسها محاولة احتلال مدينة (قفصة) التونسية, ومحاولة نسف مقر الجامعة العربية بتونس العاصمة, وكذلك محاولة اغتيال العشرات من الشخصيات السياسية والصحافيين التونسيين, الذين نادى في خطاب له ب "قص السنتهم وقطع اياديهم". كذلك خاض حروبا طويلة اهدرت فيها الارواح والاموال في محاولات لغزو تشاد, وكانت المغرب وملكها الحسن الثاني هدفا لسنوات طويلة خلال دعمه للمنشقين في الصحراء المغربية, وفي حالات كثيرة لم ينج العمال العرب من مزاجية القذافي, الذي كان يرمي بهم خارج الحدود كما حدث مع العمال المصريين والسودانيين والتونسيين والفلسطينيين.

اما القضية الفلسطينية فنالت هي الاخرى نصيبها من القذافي, واتهمه بعض قادتها بانه عمل على شق وتفتيت صفوف الثورة الفلسطينية في محاولات عديدة, وذلك بتأليب ودعم فصائلها المختلفة وفي محاولات لاحتوائها, ولعل اشهر مواقفه عندما دعا الثوار الفلسطينيين اثناء حصار بيروت عام 1982 الى الانتحار الجماعي.

لقد وصف القذافي الرئيس عرفات انه مجرد "عريف في الشرطة الاسرائيلية" وبان كل دوره هو حماية اسرائيل. كما طلب منه "ان يأتي للعمل في ليبيا بدل عمله في الشرطة الاسرائيلية وانه لو حضر الى ليبيا فانه لن يستقبله ولن يوجه اليه أي نصح, ونقد عملية السلام بين بعض العرب واسرائيل ما يراه المحللون البعد الرئيسي في "ظاهرة العقيد" بكل تناقضاتها وازدواجيتها. فبعد حملاته وشعاراته المتوالية ضد عملية السلام, فاجأ القذافي العالم بارسال وفد من الحجيج الليبي الى القدس. وقد علق تاجر السلاح الايراني يعقوب نمرودي حينها في مقابلة مع تلفزيون تل ابيب: شيئ ما حدث للقذافي , اريدك ان تعلم انه ابدى رغبته الشديدة في تبديل موقفه, لقد اخبر عدنان (عدنان خاشقجي) بانه يحب اسرائيل وله اصدقاء يهود, واحدهم هو الذي رتب لزيارة الحجاج الليبيين.

ورغم تبرؤ القذافي اعلاميا من هؤلاء الحجاج, الا انه اتضح ان وفد الحجيج كان يتكون من افراد واعضاء من رجال الامن واللجان الثورية. ولقد فاجأ العقيد العالم مرة اخرى بترحيل الفلسطينيين ورميهم على الحدود الليبية المصرية, وبرر العقيد قراره بانه يقدم خدمة للفلسطيمنيين لاعادتهم الى بلدهم, كما صرح للمرحلين امام معسكر لهم قرب الحدود الليبية المصرية بانه :" لا يستطيع احد ان يزايد على عمر القذافي بالنسبة للفلسطينيين فانا حبيبهم الاول وانا المدافع الاول عن الشعب الفلسطيني, وانا احرص من أي احد على الفلسطينيين في أي مكان من الكرة الارضية", واضاف" انا على استعداد لاحضار خيمتي ونصبها الى جوار خيامكم في الصحراء حتى نعود جميعنا الى ارضنا المحتلة".

جنون العظمة

وبعد هذه الدراسة المقتضبة عن بعض ملامح "ظاهرة العقيد" بكل شطحاتها وتناقضاتها وازدواجيتها نستطيع القول انه من الصعب فهم اسرار شخصية العقيد القذافي المتشابكة, او الاقتراب من مفاجأته المزاجية التي تبدو عفوية في الظاهر . وقد يتساءل البعض: هل العقيد مصاب بجنون العظمة ؟ او بانفصام الشخصية؟ ام انها حركات مسرحية مدروسة لاخفاء ذكائه؟ ام انه زعيم نستطيع اعتباره فلتة عصره وزمانه؟ وللاجابة على هذه الاسئلة نفرد هنا اجابة للقذافي للصحافية الايطالية ميريلابيانكو, التي سألته خلال حديثها معه الذي نشر في كتاب "القذافي رسول الصحراء" :يا رسول اكنتم راعي غنم؟ -نعم..فلم يكن نبي لم يفعل ذلك.

كما نفرد كذلك حديث للقذافي اثناء انعقاد "مجلس اتحاد الجامعات العربية" بمدينة بنغازي, المسجل مرئيا في شهر فبراير عام 1990 :" كلمة كن فيكون لا تعني الان, قد تحصل بعد مليون سنة, مثلا: ايتها السحابة الكونية كوني كواكب سيارة من الشمس الى الارض بعد 400 مليون سنة. ما دام الله قرر هكذا, ففعلا بعد 400 مليون سنة ستكون بهذا الشكل, كن فيكون, يعني كوني هكذا فكانت حسب المدة, لا تعني السرعة, لا تعني الان, انا قلت فلتكن ثورة بعد عشرين سنة وعملت من اجلها..فقامت.. نعم قلت:فلتكن ثورة, فكانت ثورة!!!! القذافي ومصر

يتبع

الالم المهاجر غير متصل قديم 21-07-2001 , 04:43 PM    الرد مع إقتباس