|
مبدع متميز
|
|
المشاركات: 5,287
|
#1
|
( ماذا خزّنت في جهازك الداخلي !!؟ )
= = =
هاجسك الكامن في نفسك ، وقيمك الراسخة في قلبك ،
أو قل : الفكرة الجوهرية المستقرة في عقلك وقلبك ،
هي التي تملي عليك نوع سلوكياتك التي تتصرف بها في واقع الحياة !
فإنسان مثلاً
يمتلكه هاجس جذب أنظار الناس إليه ، للإعجاب به ، والثناء عليه ، أو لمجرد لفت انتباههم إليه ..
هذا الإنسان لابد أن تجده في كل مجالسه ، يتصرف بطريقة يحقق بها تلك الرغبة الكامنة في داخله !
وقل مثل هذا في إنسان يخاف الأماكن العالية ،
ستجده ولابد يتحاشى الصعود إلى الأماكن المرتفعة ،
ويتفزع إذا قيل له : سنخرج في نزهة إلى مرتفعات جبل شامخ !
وقد يتعذر بالمرض ، بل ربما مرض فعلاً !!
وعلى هذا قس صورا كثيرة على هذا المنوال ..
والآن ..
لو كان الشعور الكامن ، والهاجس الملازم لك ، والرغبة التي تحركك دائماً هي
الحرص على تحقيق معنى العبودية لله حيثما كنت ، وفي كل حال تكون عليه ،
ألست ترى بأنك ستتجه بشكل تلقائي إلى ترجمة ذلك من خلال سلوكياتك في واقع الحياة ، أينما حللت ورحلت !؟
فإذا لم تنضح سلوكياتك بهذا ، وأنت مع هذا تزعم أن همك أن تحقق معنى عبوديتك لله ،
فاعلم أنك واهم !!!
ما هو مخزّنٌ في جهازك الداخلي ، ستظهر آثاره على شاشتك الخارجية ولابد !!
إن همك الذي أهمك هو الذي يملي ترجمة سلوكياتك بشكل تلقائي ..!
هل يمكنني الآن أن أقول :
قل لي ماذا خزنت في جهازك الداخلي من هم وهاجس وفكرة ،
لأتوقع كيف ستكون تصرفاتك في مجمل حياتك !!؟
بل يمكنني أن أقلب هذه القاعدة على الشكل التالي :
حين أتابع سلوكياتك وأقوالك وأرقبها عن كثب ، فإنه يمكنني أن أحدد ما خزنته في جهازك الداخلي
من قيم أو أفكار أو مشاعر أو رغبات أو هاجس _ سمها ما شئت _
فاضت بها جوارحك وترجمها سلوكك ، وكشفت عما كمنَ فيك !!
يا إلهي ! كم في هذا الإنسان من أسرار وعجائب !!
والآن يلزمك _ ويلزمني أيضاً _
أن نفتش بعناية ماذا خزن كل منا في جهازه الداخلي من محاور يدور عليها سلوكه ويترجمها واقع حركته في الحياة !؟
أو قل : يلزمك _ ويلزمني أيضا _
أن يراقب كل منا سلوكه جيداً ، لتتضح له في جلاء الفكرة الحقيقية الكامنة في جذور قلبه ،
والتي ترجمها سلوكه ، ونضح بها كلامه ..!!
وعلى ضوء هذا نشرع نعدل ونبدل ونغيّر ، حتى تستقيم حياتنا على الصورة التي يحبها الله ويرضاها لنا .
بمعنى ..
حين تتجلى لك سلوكياتك غير مرضية ، فاعلم أن الفكرة التي تغلي في قلبك تحتاج إلى تغيير وتعديل ،
فتبادر لتستبدل هما بهم ، وفكرة بفكرة ، وهاجسا بهاجس ..
إذا نجحت في عملية التغيير هذه ، ستجد أن سلوكياتك قد أخذت تعتدل في وضوح !
ويبقى عليك أن تلح على الله أن يرزقك الثبات حتى الممات ، لتلقى الله يوم تلقاه وهو راضٍ عنك ..
|
|
27-08-2007 , 06:47 AM
|
الرد مع إقتباس
|