عرض مشاركة مفردة
مستر مستر غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 725
#14  
الجيش

مقدمة:
لا شك أن الإسلام يوجب على الدولة أن تكون قوية مهيبة الجانب عزيزة بعزة الله لها حامية ثغورها وأمنها بنفسها دون الاعتماد على أحد، قال الله تعالى "وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة" وقال "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين" فضلاً عن أن الشرع يوجب على الدولة القيام بواجب الجهاد وجعله ذروة سنام الإسلام. وهذا يتطلب أن يكون الجيش قادراً على تحقيق ذلك.
واقع الجيش:
لقد جاءت أزمة الخليج لتكشف أن هناك عدداً من الملاحظات تتعلق بواقع الجيش والقوات المسلحة نبين أهمها فيما يلي:
أولاً: عدم تناسب ضخامة ميزانية القطاعات العسكرية مع عدد أفراد القوات المسلحة وإمكاناتها فميزانية القطاعات العسكرية لا تكاد تضاهيها ميزانية عسكرية أخرى في المنطقة بل ربما فاقت ميزانية عدد من الدول المتقدمة في العالم في الوقت الذي لا تتوافر أعداد الأفراد أوالتجهيزات التي تتوافر لتلك الدول من الناحية الكمية.
ثانياً: إن عدد أفراد القوات المسلحة قليل جداً إذا ما قورن بسعة المملكة العربية السعودية وطول امتداد حدودها، الأمر الذي لا يمكّن جيشنا بعدده القليل من القيام بحماية الحدود الطويلة والدفاع عن المرافق الحيوية المستهدفة فضلاً عن القيام بواجب الجهاد الشرعي.
ثالثاً: جرى بعد أزمة الخليج توقيع معاهدات أمن وحماية مع دول لا يوثق بها، كما قامت الحاجة إلى إبقاء كثير من عتاد دول أجنبية وقواتها في أرض المملكة مما قد يؤثر على سيادتها.
رابعاً: ظهر جلياً للطامعين والحاقدين الذين يعملون الآن على تقوية جيوشهم وتكثير عددها بكل ما يستطيعون ضعف قدرات المملكة العسكرية وعدم قدرتها على حماية أمنها بنفسها مما يغري الأعداء والطامعين بالعدوان متى أتيحت لهم الفرصة لذلك.
خامساً: عدم وجود تغيير ملموس في واقع التسليح والتجنيد على الرغم من الأحداث العظيمة التي عصفت بالبلاد والأمة مع زيادة الإنفاق على أمور ليست بذات أولوية ملحة أو ليست بخطورة إعداد جيش ذي قوة وشوكة يضمن حماية أمن الأمة ومرافقها.
سادساً : منذ الانتهاء من توحيد البلاد وتوطيد أمنها الداخلي لم يظهر للجيش أي دور جهادي لنشر دعوة التوحيد ونصرة المظلومين من المسلمين عدا فترة قصيرة رابطت فيها قواتنا في الأردن أمام العدو اليهودي، مع أن القيام بهذا من أعظم الواجبات التي تناط بالجيش الإسلامي.
سابعاً: غياب التربية الجهادية في الأمة بحيث تكون الأمة بأجمعها جيشاً جهادياً وقت الحاجة.
ثامناً: جرى التركيز في تطوير القوات المسلحة على استيراد التقنية المتقدمة والاهتمام بالنوعية دون التوسع في تطوير القوات المسلحة من حيث الكمية وإيجاد صناعة عسكرية متقدمة محلياً في كافة احتياجات القوات المسلحة من طائرات مقاتلة وصواريخ ودبابات ومنوعات وما تحتاجه هذه التجهيزات من قطع للغيار أو بدائل.
تاسعاً: عدم تخصيص موارد كافية من ميزانية القطاعات العسكرية لإجراء البحوث العلمية والتطبيقية اللازمة لاستيعاب التقنية العسكرية الحديثة أو تطويرها بما يلائم احتياجات البلاد وعدم الاستفادة الكافية من خبرات العلماء والمختصين في تحقيق ذلك.
عاشراً: ضعف استيعاب الكليات العسكرية للأعداد المتقدمة للالتحاق بها.
حادي عشر: إحالة عدد من منسوبي القوات المسلحة إلى التقاعد في سن مبكرة أو في مرحلة بلوغ الأشدّ في التجربة والخبرة رغم الحاجة الشديدة إلى خبرتهم العسكرية وإنفاق الدولة الكثير على تدريبهم وإعدادهم وصعوبة توفير البديل عنهم.
سبيل الإصلاح:
وبعد أن سقنا هذه الملاحظات لزاماً علينا أن ننصح بما يأتي:
أولاً: امتثالاً لقول الله تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، الذي هو عام في كل ما يتقوى به على حرب العدو مما هو آلة للغزو والجهاد، وأداء للمسؤولية التي ناطها الله تعالى بالراعي تجاه الرعية من حفظ الأمن وسد الثغور والسهر على مصالحها وحفظ أموالها وأعراضها، فإنه يجب أن ينشأ جيش قوي يليق بهذه البلاد المقدسة من حيث عدده وعدته حتى يتناسب مع سعة هذه المملكة وطول حدودها وعدد سكانها،ومع الواجبات الشرعية المنوطة بالقوات المسلحة لهذه البلاد بحيث لا يقل عدده عن نصف مليون جندي على أقل تقدير.
ثانياً: أن نفرض التدريب العسكري فرضاً على كل قادر على حمل السلاح، كما هو الشأن في دول كثيرة كإسرائيل العدو الأصلي المجاور أزالها الله من بلاد الإسلام، وأن يسارع في وضع خطط وتفاصيل الإعداد لذلك أهل الخبرة والمشورة والاختصاص.
ثالثاً: أن يُعتنى بالجيش الاحتياطي المكون من كل قادر على حمل السلاح ، شأننا في ذلك شأن دول كثيرة، وذلك بأن يطلب من جميع أفراده حضور دورات عسكرية سنوية لزيادة تأهيلهم عسكرياً والتدريب على ما يستحدث من أسلحة وخطط.
رابعاً: تنويع مصادر السلاح وعدم الاعتماد على دولة معينة في شراء الأسلحة منها.. تعطينا متى تشاء وتمنعنا متى تشاء وتستغلنا وقت المحن وتساومنا عند الشدائد، وتحارب غيرنا معروفة في ذلك.
خامساً: بناء صناعة عسكرية متقدمة لتدعيم الجيش بأحدث الأسلحة وأكثرها تطوراً وتقنية وأن يحرص على تطبييق المواصفات العالية المطلوبة في هذ ا التصنيع.
سادساً: الاستفادة من خبرة علماء هذه البلاد واستقطاب الكفاءات والعلماء من سائر البلاد الإسلامية الأخرى في بناء الصناعات العسكرية المتقدمة ونقل التقنية الحديثة وتوظيفها في بناء القوات المسلحة.
سابعاً: أن تعهد إلى أهل الكفاءة والأمانة والشجاعة إدارة هذا المرفق الحيوي الهام والتخطيط له، فحماية الثغور وتحقيق أمن البلاد والعباد يجب ألا يجامل فيه.
ثامناً: إذكاء روح الجهاد والإيثار وحب التضحية في أبناء هذه الأمة وذلك عن طريق مناهجها التعليمية والإعلامية ومن خلال دورات تُعد لهذه التربية بين الحين والآخر.
تاسعاً: المحاسبة الدقيقة وفق ضوابط الشرع عن كل تقصير في هذا المرفق الحيوي الهام ووضع تنظيم يضمن مراقبة الصرف وحسن الإنفاق على قطاعاته المختلفة.
عاشراً: إلغاء كافةالارتباطات والمعاهدات العسكرية التي تتعارض مع عقيدة الولاء والبراء، والأحكام الشرعية والتي تُخِلُّ بسيادة الدولة واستقلالها في إدارة شئون القوات المسلحة وتسليحها.
حادي عشر: عدم الاعتماد على أية قوة عسكرية خارجية مهما كانت في الدفاع عن البلاد وحماية أمنها، أن تقتصر الاستعانة عند الحاجة لذلك على قوات وجيوش إسلامية.


الإعلام
مقدمة:
لما كان إبلاغ رسالة الإسلام إلى الناس كافة ودعوتهم إليه من أعظم الواجبات في الدولة الإسلامية التي تقوم على أساس عقيدة الإسلام فإنه من الضروري أن يكون للإعلام دورحيوي في المجتمع الإسلامي، وأن يُعتنى به العناية البالغة لتحقيق أهداف رسالة الإسلام من تعبيد الناس لربهم واتباعهم للدين الذي ارتضاه عز وجل لهم. ولهذا دلّت آيات الكتاب والسنة على أحكام شرعية عديدة تبين مقاصد الإعلام المشروعة وتحدد الوسائل العلمية لتحقيق تلك المقاصد كما بينت ما يحرم من مقاصد إعلامية ووسائل. ونعرض ذلك فيما يأتي كي نستهدي به عند تقويم واقع الإعلام في هذه البلاد وما يتوخى من إصلاح وتطوير له على هدي الشرع الحنيف.
مقاصد الإعلام الإسلامي:
إن المطلع على الأدلة الشرعية من الكتاب وسنة النبي صلى الله عليه وسلم يجد جلياً أن من أعظم مقاصد الإعلام في الشرع:
أ) إبلاغ دين الإسلام إبلاغاً مبيناً تقوم به الحجة ويرتفع به ظلمة الجهل كما قال تعالى "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته"، وقال تعالى " وما على الرسول إلا البلاغ المبين"، وقال عز وجل "الذين يبلغون رسالات ربهم ويخشونه"...إلى غير ذلك من الآيات. وأخرج الإمام أحمد عن ابن عباس قال "لما أنزل الله "وأنذر عشيرتك الأقربين" أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد ثم نادى فاجتمع إليه الناس، من رجل يجئ إليه ومن رجل يبعث رسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوافي الموسم يتبع الحجاج في منازلهم بعكاظ ومجنة وذي مجاز يدعوهم". وأخرج ابن اسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقف على منازل القبائل من العرب فيقول "يا بني فلان إني رسول الله إليكم آمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً". كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم إرساله الرسل للملوك والوفود من القراء خارج المدينة فهذه الأدلة تبين أن من أعظم مقاصد الإعلام الشرعية إبلاغ الرسالة ودعوة الناس إلى دين الحق وتعليمهم أمور دينهم.
ب) بناء الشخصية الإسلامية وتزكيتها حيث تجلى ذلك في خطبه صلى الله عليه وسلم في الأعياد والجمع والحج التي اشتملت على الحث على القيام بالواجبات الشرعية والتذكير بها والبشارة للمطيع والإنذار للمخالف للشرع، ومن أعظم ما نقل في ذلك خطبته صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وما اشتملت عليه من التعاليم الشاملة والعظيمة.
ج) إصلاح الرأي العام وتوجيهه كما ثبت في قصة كسوف الشمس، روى النسائي قال "كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج يجري حتى أتى المسجد فلم يزل يصلي حتى انجلت، قال إن الناس يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء وليس كذلك، إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد أو حياته ولكنهما آيتان من آيات الله عز وجل" وفي رواية أن الشمس خسفت على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام فبعث منادياً "الصلاة جامعة" فاجتمعوا...الحديث" ، وقد كان هذا ديدنه صلى الله عليه وسلم أن يجمع الناس ويخطب فيهم مبيناً وموجهاً لهم كلما دهمهم خطب أو عرضت لهم معضلة والدليل ما ثبت عنه في غزوة بدر وأحد والخندق وبعد غزوة حنين.
د) كشف الحقائق وفضح دعاوى أعداء الإسلام وبيان سبيل المجرمين لتحذير الناس من سلوك طريقهم أو اتباعهم نحو الآيات الكثيرة التي نزلت في شأن أبي لهب والوليد بن المغيرة وغيرهما من أعداء الدعوة وفي الرد على شبهات المنافقين واليهود، ونحو أمر الرسول عليه الصلاة والسلام لحسان بن ثابت رضي الله عنه بهجو كفار قريش لمحاربتهم الدعوة، والذود عن الإسلام.
هـ) نصرة قضايا المسلمين والتعريف بها والحث على التكاتف والتناصر بين المسلمين، فقد روى مسلم عن جرير بن عبد الله قال"كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعّر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى ما بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة...إلى آخر الآية إن الله كان عليكم رقيباً" والآية الأخرى التي في آخر الحشر "يا أيها الذي آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد"، تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال ولو بشق تمرة". فهذا الحديث يبين إعلام النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالخير الذي يحث على التعاون وسد خلة الفقر فيهم والتكاتف والتناصر على البر والتقوى.
وأخيراً لا ينافي مقاصد الإعلام الشرعية الترويح المباح بما يتفق مع القيم الإسلامية والأحكام الشرعية حيث كان عليه الصلاة والسلام يقر اجتماع الصحابة وتناشدهم الشعر في الأماكن العامة، وأذن لعائشة بالاطلاع على الحبشة عند إنشادهم ولعبهم، قالت عائشة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد". وكذلك ما جاء في الأحاديث الشريفة من قصص وأخبار تدل على إباحة الترويح المباح كمقصد إعلامي.

مستر غير متصل قديم 28-06-2001 , 05:30 PM    الرد مع إقتباس