أعرفُ عدداًُ من الشباب ، ذهبوا للدراسةِ في بلادٍ متفرقةٍ من البلادِ غير الإسلامية ،
غير أنهم ضاعوا هناك في أزقتها ، وملاهيها وحاناتها ،
ونسوا الهدف الذي سافروا من أجله ، وعادوا مثخنين بجراحِ الشهواتِ المسعورة ،
فلا دنيا حصّلوا ، ولا دين أبقوا
_ إلا من تاب منهم بعد ذلك ، فإن الله يتوب على من تاب _
منهم من قضت عليه جملة من الأمراض الخبيثة التي عاد محملاً بها ...!

وفي المقابل :
أعرفُ شباباً ذهبوا إلى تلك البلاد ، وكان أمر دينهم ، آخر ما يعنيهم ،
غير أن الله أراد بهم غير ما أرادوه لأنفسهم ، فاستووا ونضجوا ، واستقاموا وتميزوا ،
وعادوا بوجوه متلألئة ، وقلوب مشرقة ، ذهل لمرآهم حتى أقرب ذويهم ..!

سر ارتقاء هؤلاء ، وانحدار أولئك هو : الصحبة ..!
تهيأت لهؤلاء أجواءً طيبة ، وصحبةً صالحة ، تحفها الملائكة ، \
فكانت النتيجة أن أصبحوا متألقين ، متميزين ، وعادوا نجوماً يُهتدى بهم ..!

وآثر أولئك أن ينغمسوا في أجواء سيئة ، مع صحبة هابطة ،
تحوم بهم وحولهم شياطين الإنس والجن ،
فكانت النتيجة طبيعية ، على النحو الذي ذكرناه ..!

فاعرف كيف تختار أجواء قلبك ، فإن صحبتك هم تلك الأجواء ..!!