أخي الكريم ،

هناك مهمة للكاتب بعد الإنتهاء من النص وهي أهم من الكتابة ذاتها . وهذه المهمة تسمى ( المطبخ الشعري ) .

وفيها تتم مراجعة النص ، شطب وإضافة ، مسح وتعديل ، تغيير مفردة أو تعديل فكرة أو إعادة صياغة ، أو ربما تمزيق القصيدة كلها وكتابة أخرى .

من أكبر حسنات تك المهمة ، أنها تشطب المكرر والمعاد والمتضارب واللاشعر والكسر والخطأ ما إلى ذلك ..

عليك أخي أن تلاحظ في نصك بعض الأمور :

1) ورديت لك..... بين الضلوع اعتباري

فالسياق غير صحيح ، فلا يصح أن نقول " أنني أرد لك اعتباري " بل الصحيح هو " أنني أرد لك اعتبارك ). وإن كان تفسيرك لها على أن ( اعتباري ) هي ممدودة بالياء على شاكلة القافية ، فجوابي أن الأولى فيها يكون التعريف لا تركها نكرة بحيث تعطي الإيحاء الأولي وهو الأقرب للتفسير .

2) بالمختصر هذا الذي........ كل ما صار

السياق هنا أيضا غير صحيح، فلا يصح أن نقول ( هذا الذي كل ) . فكل هذا مجرد حشو كي يستقيم الوزن ولكنه يؤثر بشكل واضح على المعنى ويسبب خللا شعريا لدى امتلقي .



3) جيتك بقلبٍ ممتلي جروح محتار
.............................غصبٍ عليّ جيتك مهو بااختياري

بالمختصر هذا الذي........ كل ما صار
.........................جيتك أنا بطوعي..... ومحض اختياري

التناقض بين بداية النص ونهايته غير مبررة ، فلا السياق ينبئ بذلك ولا يمهد له . فالنص يزعم أن الكاتب ذهب مغصوبا ، ثم يأتي السياق من المفترض أنه يعطي أسباب أو يتحدث في نطاق هذه الفكرة . ولكن تفاجئ في الختام أن الشاعر يناقض فكته الرئيسية ويذهب لتأكيد العكس قائلا ( بالمختصر .. ) ويزعم أنه جاء بطوعه واختياره .

فالبيت الأخير من أهم أبيات النص حيث يعتبره الكتاب ركيزة النص التي يقف عليه ودعامة رئيسية على الكاتب أن ينتبه لها بشكل أساسي .

أتمنى لك التوفيق والتطور ،

!! الفلفل !!