عرض مشاركة مفردة
weld-dubai weld-dubai غير متصل    
عضو فائق النشاط  
المشاركات: 587
#5  

واعلموا أن صلاح الأمة وفسادها بصلاح العلماء وفسادهم. وبعض العلماء رحمة على الناس، يسعد من اقتدى بهم، وبعض العلماء فتنة على الأمة يهلك من تأسى بهم. فالعالم إذا كان عاملاً برضوان الله، مؤثراً للآخرة على الدنيا، فأولئك خلفاء الرسل عليهم السلام، والنُّصحاء للعباد، والدُّعاة إلى الله، فيسعد من أجابهم، ويفوز من اقتدي بهم، ولهم مثل أجر المتأسِّينَ بهم. قال تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين). يا قوم، فبمثل هذا العالم اقتدوا وتأسوا فتسعدوا. فإن صنفاً من العلماء رضوا بالدنيا عوضاً عن الآخرة، فآثروها على جوار الله تعالى، ورغبوا في الإستكثار منها، وأحبوا العلو فيها, فتأسى بهم جمع من الناس، وافتتن بهم خلق كثير، أولئك أسوأ فتنة على الأمة, تركوا النصح للناس كيلا يفتضحوا عندهم. لقد خسروا، ولبئسما اتَّجَروا، واحتملوا أوزارهم وأوزار المتأسين بهم فهلكوا وأهلكوا، أولئك خلفاء الشيطان ودعاة إبليس، أقلَّ الله في البرية من أمثالهم. قال بعض العلماء: "من ازداد بالله علماً فازداد للدنيا حباً، ازداد من الله بعداً. وقال: "إذا كان العالم مفتوناً بالدنيا، راغباً فيها، حريصاً عليها، فإن في مجالسته لفتنة تزيد الجاهل جهلاً. وبفتنة العالم يزيد الفاجر فجوراً، ويفسُدُ قلب المؤمن". قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "إني لأرحم ثلاثةً، عزيز قوم ذل، وغنياً افتقر، وعالماً تلعب به الدنيا". وأنشد بعضهم:
عَجِبتُ لِمُبتاع الضَّلالة بالهُدى : ومن يشتري دنياه بالدِّينِ أعجَبُ
وأعجَبُ مِن هاذين من باعَ دينهُ : بدُنيا سِواهُ فهو مِن ذَينِ أعجَبُ

weld-dubai غير متصل قديم 16-05-2001 , 11:19 PM    الرد مع إقتباس