....
......

مدينةٌ مسكونةٌ بشحوبِ الليل....
طرقاتها... باتت مهترئة...
ملامحها... طلاسمٌ ل أشباةٍ أِشباحٍ بشرية...
سمائها... حبلى أشتد عليها المخاض...!
هوائها... مشبعٌ ببخارٍ لأولِ أكسيد الحرمان... وثاني أكسيد النسيان........
...
مدينةٌ ..
نزلت بها ليلة البارحة...
جُبتُ طرقاتها... بحثاً عن حقيقة تاهت بين أقدام الراحلين....
عن زهرةٍ أودعتُ يوماً بذرتها هذة الأرض البور...!
......
مزيجٌ من جوعٍ وعطش... دفعني للبحث عن قوتٍ يدفع عن نفسي مرارة الشعور بالوحدة والضياع...
أبحثُ من جديد... في كل قريبٍ يقع بصري عليه... حتى آخر بعيدٍ لن تطالة أقدامي اللاهثة المتعبة..... بحثت وبحثت وبحثت...
ولفرط أساي ناديت... حتى ضجّ المكانُ بأسى زئيريَّ المختنق.... تابعتُ النداء... يتلوه العويل.... وفي كل نغمة صدى كانت ترتد لي....
كنت أسمع نقر إجابة واحدة تزلزل جدران الزمان..... أن لا أحد هنا...لا أحدددددددددد....
.....
عطشٌ وجوع... سكونٌ ووحشة... أن لا أحد...!
لم يبقى أمامي إلا أن أعود ل أجترار بضعاً من ذكرياتنا المُدخنة.... كي أُخرس بها ذلك العنيد الذي يسكن عصارة دمي... والذي أسميته.... شوق....
....
شوقٌ هذا.....

نمنمة تداعب خلايا روحي كلها...!
هدهدةُ أُمني النفس بها..!

شوقٌ هذا...
ابن تلك الحبلى...
وليدُ تلك الأماني الجِسام...

شوقٌ هذا...
خطيئة العشق...التي أُودعت بين شظايا جسدي الممزق..!
شوقٌ هذا...
ذلك الابن العاق...
ذلك الشقي...
ذلك العنيد ... الرعديد....
هو من تركني ملقاةً على ارصفة اللهفة البالية...
هو من أقظ مضجعي... ليلة البارحة....
هو من نزل بي تلك المدينة المسكونة بالشحِ والظلام....!
_
_

سؤال يغازل شفاهي العطشى ... بنهمٍ...
(* أين أنت...؟ * )
_
_

للجميع تحياتي
خيتكم
سحابة عطر