عرض مشاركة مفردة
كلاسيك كلاسيك غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 3,523
#6  

مبخرة وقلم رصاص وبصل

وتمثل مآذن القاهرة – ذات الألف مئذنة- نموذجا حيا للتطور المعماري والجمالي للمئذنة.

فقد كان الجرس في البداية هو أداة الإعلان عن الأذان في جامع عمرو بن العاص بالفسطاط عاصمة مصر مع الفتح الإسلامي حتى عام 672م، حينما شيد مسلمة بن مخلد أربع صوامع في كل ركن من أركان جامع عمرو بن العاص. وفي القرن الثالث الهجري شيّد أحمد بن طولون جامعه وبه المئذنة الملوية التي تعد من أقدم المآذن بمصر، وهي على غرار مئذنة جامع سامراء بالعراق.

حيث تتكون مئذنة جامع أحمد بن طولون من قاعدة مكعبة يعلوها جزء أسطواني له سلم خارجي ملوي، في أعلاه مثمنات لها سلالم داخلية تنتهي بصفوف من المقرضات، وتنتهي قمتها بطاقية مضلعة.

ويليها في القدم مئذنتا جامع الحاكم بأمر الله بالقرب من باب الفتوح، وتتكونان من قاعدة هرمية وبدن أسطواني، وقد جددهما بيبرس الجاشنكير عام 1003م بعد دمارها في زلزال بثلاث شرفات، وتوّجهما بقبة على شكل مبخرة.

وتمثل مئذنة الجيوشي بالمقطم - التي ما زالت كما هي- أهمية كبيرة في تطور المآذن في مصر في العصر الفاطمي والأيوبي، وهي تتكون من قاعدة مربعة يعلوها مثمن ينتهي بمبخرة. ومن هنا تطور شكل المئذنة إلى ما أطلق عليه اسم "المبخرة" الذي شاع استخدامه في العصر الأيوبي حتى منتصف القرن 14 الميلادي مثل مئذنة جامع الصالح "نجم الدين أيوب".

ومع عصر المماليك بدأ تطوير طراز المآذن المبخرة؛ حيث أصبح الطابق العلوي من المئذنة مستديرا، وتطور ذلك إلى قاعدة مربعة يليها جزء مثمن يليه جزء مستدير ذو جوسق أقيم على أعمدة تسمى "قلل" مثل مئذنة قبة "سلاروسنجر الجاولي".

ومع الوقت اتجهت قاعدة المئذنة إلى الانخفاض مثل قاعدة جامع "المارداني" بالدرب الأحمر، وجامع "برقوق"، وارتفاع الجزء الأوسط الثماني مثل مئذنة مدرسة "منصور قلاوون" بالنحاسين.

واتسمت مآذن دولة المماليك الجراكسة بتناسق نسبها وانسجامها مع أجزاء المسجد، ويمثلها مئذنة مسجد برقوق بالنحاسين عام 1384م.

وفي نهاية القرن الثامن الهجري ظهرت مآذن في مصر ذات رؤوس مزدوجة بصلية الشكل، مثل: مئذنة "قايتباي الرماح" (908هـ)، ومئذنة مسجد "الغوري" ذات الأربعة رؤوس أعلى القمة (915هـ).

ومع الفتح العثماني لمصر عام 1517م دخل طراز المآذن السائد في إسطنبول؛ حيث زادت طولا وارتفاعا، وقلت ضخامتها وتعددت أضلاعها، وكانت تنتهي بقمة مخروطية مدببة مثل القلم الرصاص، واستمر ذلك الطراز حتى أسرة "محمد علي" مثل مئذنتي جامع محمد علي بالقلعة.


كلاسيك غير متصل قديم 17-04-2001 , 07:01 PM    الرد مع إقتباس