|
عضو نشيط جدا
|
|
المشاركات: 691
|
#8
|
غاب عنهم أيتّها الراحلة أنك تسكنين قلبي، فنبضي عنوانك، سكنك وسكونكِ ، هو مأواكِ من عربدة الصقيع، إنّما الروح أيتها الصغيرة اشتاقت صوتك، و ابتسامتك، و أطياف النور التي تتبعك حيثما تكونين ، و تلك الموسيقى الخفية التي تملأ المكان حين تتواجدين، اشتاقكِ أنتِ، فدليني عليكِ و إن إلى قلبي هاجرتِ؟.
كنتِ أنتِ وكان الحلم طيراً يرفرف في قلبي سعادة، أنتِ طائر الفينيق أسطورةُ وهمٍ عاشتها أيامي، اشتهيتُ أن أرى فرحة الناس بالعيد بعد أن أظلم بيتي علىّ وانتهى عيدي، ذهبتُ إلى سوق المدينة الوحيد، وجلستُ في الركن المعتاد من المقهى ذاته المقهى الذي شهد بدايتنا، ذات المساء الجميل الذي وُلد به نبضنا، ذات الموسيقى، ذات التراتيل، ذاتَ المكان الذي انتظرت فيه بداياتنا الخجولة أن تولد، ذاتَ المكان الذي شهد بعد ذلك أيامنا السعيدة، حين كنتِ تتبضعين في السوق وأسأم أنا من كثرة الوقوف و التنقل بين المتاجر، حين لا يكون لي جلد على حفلات تسوقك النشيطة، أنتظرك في مقهى "الميلاد"، ميلاد حبنا، كما هى عادتك في تسمية الأماكن المحببة إليك بأسمائك الخاصة.
ما بال كل ركن في دنياي يذكرك؟
أركان المقهى تذكرك، و تذكر ميلاد البداية؟
تلك الزاوية الهادئة هناك أيضاً تذكرك ؟
حتى الشموع هنا تسألني عنك.
و الصمت إجابة.
جلستُ أرقبُ الناس وانشغالهم المحموم بالتبضع والتجوال في المتاجر، على الرُغم من وجوههم المشوبة ببعض التعب الجميل، و على الرُغم من انشغالهم بإرضاء الأطفال و المفاضلة بين البضائع و الانشغال بالاختيار و الانتقاء، كانت فرحة العيد تشّعُ من الوجوه بهجة و سعادة، و بعض الضحكات المرحة تنطلق من المكان بين فينة وأخرى، في المتجر الذي أمامي وقفت الأم تحاول جاهدةً إرضاء طفلتها الشقيّة و تحاول ترغيبها في هدية يظهر أنها أرخص ثمنا من أخرى أمسكت بها الطفلة بكلتا يديها متشبثة، كان متجر الهدايا هذا ضاجّاً بالحياة، يبدو أن الأطفال وجدوا أخيراً عالمهم المفقود.
.
.
.
.
|
|
17-02-2007 , 12:55 AM
|
الرد مع إقتباس
|