السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

من الغباء أن يطرق بابي غريب ليدعوني باتباعه وأتبعه دون أن أسأل : " إلى أين سنذهب ؟ " , بغض النظر عن الوقت الذي سيهدر جهلا منذ البداية .
هذا ما حدث فعلاً مع برنامج "أكاديمية الطين" الذي وللأسف أصبحت متابعته أهم من نشرة الأخبار لدى غالبية الشعب العربي .
في لبنان "المنفتحة" تسبب هذا البرنامج في زيادة نسبة البدانة إلى حوالي 65% حسب ما أورته الصحف اللبنانية .
فما بالك في شعوب المناطق التي يعتقد أهلها "أنهم منغلقون أو مغلق عليهم نوعا ما " ويريدون التحرر من القيود بأي وسيلة كانت .
على المستوى الإقليمي ولدى بعض الفئات تسبب هذا البرنامج في الحد من صلة الرحم وتبادل الزيارات .
ومن غير المنطق وغير المعقول في مجتمعاتنا أن العديد من أولياء الأمور يأمرون بناتهم بالحشمة وهم معهن في معظم الأوقات أمام التلفاز يتابعون هذا البرنامج . خمسة أشهر مضت عبثاً في مجهول لا يعرف مصيره إلا القليل من العقلاء , ولم أستطع إيجاد إيجابية واحدة تلغي قناعاتي السلبية.. كل أنواع الإباحية وجدت ماعدا "النوم المزدوج" وبالرغم من ذلك وفي بعض الأوقات نجد الأم أو الأب أحرص من الأبناء في متابعة هذا السخف , بالتالي مامصير الأطفال الذين جبروا على متابعة شئ لايغيب عن تلفاز منازلهم ، أليس من الظلم تلويث هذا الفكر الطفولي البرئ ؟ , لقد كنا مع ( القناة الأولى ) لانعرف سوى " عدنان ولينا وهايدي وافتح ياسمسم " وكانوا من هم قبلنا لايعرفون التلفاز , أما أطفال يومنا هذا حتى تقبيل الرجل للمرأة يعلمون به ويشاهدونه أمامهم , بالتالي مامصير الجيل القادم ؟ .. ربما سيقتل الوازع الديني ووازع الغيرة المرتبط بالعادات والتقاليد وستصبح كل هذه المسائل سهلة جدا إبتداء من الملابس الداخلية التي لن تكون هناك مشكلة لو رأاها غريب على من ترتديها وانتهاء " بالعشرة اللا شرعية المفتوحة ".
الملايين يشتكون الجوع والملايين في خضوع يبذورن ويستبشرون السخف لأناسٍ ( وكأنهم سيشفعون لهم يوم القيامة ) .
أصبحنا شماتة لليهود .. فهذا أحد المسؤلين يقول : ( دع العرب مع ستار أكاديمي .. ودع الجدار الفاصل لنا ) .
أخشى أن ترميني حروفي هذه في بوتقة " المتخلفين " .. كما وأخشى أن تتسبب الحلقة الأخيرة في ركود "حركة السير" ..
ولكن تذكروا عنوسة بناتكم وبطالة أبنائكم وندرة الصلابة والجدية في مستقبل من ليس لهم أهداف ولا طموح .. بالتالي " مستقبل من ليس لهم مستقبل " , لأن الطرق موحلة وتؤدي إلى هاوية الظلام ..!

محبكم

علي الشمري