الله يعينك أختي سائحة ..

ولكن يفهم من يقرأ موضوعك أنك تعممين الأمر .. فربما أنت تتألمين من واقع رأيته أمامك وأثر فيك ولكن كان يجب أن تراعي خلال كتابتك للموضوع أن تراعي ألا يفهم من أنه عام ..

فأنا قرأت موضوعك لأول مرة ثم قرأت رد الشيخ الفاضل أبوعبدالرحمن .. ثم قرأت ردك على الشيخ الفاضل وتألمك من الرد .. فكما أنك تألمت من من الرد .. فإني كذلك حين عدت وقرأت موضوعك ووجدتك قد عممت الأمر ..

والواقع غير ذلك ..

فالبيوت المتدينة الملتزمة لا يخرج منها إلا الخير .. وربما شذ أحد الأبناء عن ذلك ولكن الأغلبية يكونون فيهم الخير ..

ونحن مأمورون بألا ننيأس من أحد لأنه ربما يكون في مرحلة نراه ضال فيهديه الله بعد ذلك ..

والهداية والتوفيق من الله تعالى ..

أنا مدركة تماما أنك تتألمين لحال هذه الأمة التي نشأ أهلها على التدين وطاعة الله .. وجاء أبناؤها على غير ما كانوا عليه آباءهم ..

وما ذلك أخية إلا بسبب تغييب الدين عنهم وإشغالهم باللهو والملذات على مدار الساعة وفي كل مكان ..

والقابض منهم اليوم على دينه كالقابض على جمر ..

أما ذلك الذي ترينه أكثر تمسكاً بدينه رغم أنه قد يكون أهله غير مسلمين .. فإنما ذلك لأنه يرى نفسه أنه عثر على كنز عظيم يجب ألا يفرط فيه .. وأدرك قيمة هذا الكنز .. فأراد أن ينهل منه قدر طاقته ..

وقد تعجبت حين رأيت الداعية الأمريكي حمزة يوسف وهو يبكي في مسجد قرطبة على خسارة المسلمين لهذا المسجد ولهذه البقعة من أرض الإسلام ..

وقلت نحن أحفاد أولئك العظماء الذين كان لهم قدم صدق في هذه البلاد ففتحوها وعمروها بالإسلام .. لم لا نشعر بالأسى ولا نتحسر ولا نبكي على تفريطنا في ديننا وفيها كما فرطنا في غيرها الآن ..

ويأتي هذا الأجنبي عنها ويبكي تألماً وحسرة ؟؟؟

وما ذلك إلا لأنه عرف الإسلام وعرف أولئك فأحبهم فبكى على تفريط أبنائهم ..