الأخ الفاضل المسلم العربي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يستطيع الطغاة تكميم الأقواه ، وتمزيق الأجساد ، ونشر الفساد ، ولكنهم لن يستطيعوا أن يغطوا على نور الحق مهما حاولوا اخفاته قال تعالى : " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون "

نعم في كل زمان وعصر كان هذا ديدنهم ، فهذا الإمام أحمد حبس وعذب ، وضرب بالسياط ، ومنع من لقاء طلابه ، ومنع من التدريس ومنع من الحلقات في المسجد 00 فهل رده هذا كله عن إظهار الحق ، ليس بقوته ولا بقوتهم إنها كلمة الله " متم نوره " فما لبثوا أعواما عند الله لا تعدو أياما إلا وظهر الحق وشخر الباطل شخرته الأخيرة ببزوغ فجر جديد

وهاهو إمام السنة العلامة الكبير ابن تيمية ، سجن وعذب ورحل عن بلده وأغلقت عليه كل الأبواب والمنافذ ، فكان طلابه السجناء ، فمنعوه وهو سجن وظلمة من الالتقاء بهم بأن فرقوا بينهم فكان حسبه انفراديا ، ومازال يكتب ويبث علمه الحق ويعلي كلمات الله بلا وجل ، فمنعوا منه المحبرة والأقلام ، فكان الفحم قلمه ، والجدار دفتره ، وكلما مر سجين اتعظ وانتفع 00000

ولا أنسى ولن أنسى شيخ علم الحديث في زمانه الألباني رحمه الله
حيث هجر وطرد من بلاده ، حبس على الحدود ، ومنع من الدروس ، وكانت عليه رقابة مشددة ، فهل أختفت كلمة الحق لا وربي 000

فهاهي كتبهم وأقلامهم وكلماتهم وعبراتهم ، والحق الابلج الذي قيضهم الله له يضيء لنا الطريق 00

إن ما يحدث لكل قائل كلمة حق في كل زمان ومكان إنما هي سنة إلهية : " ليعلم الله الذي صدقوا ويعلم الصابرين "

لا عليك من اختفاء الجسد ما بقية الروح طلقية ، فقد سجنوا وعذبوا ومنعوا ومازالت أرواحهم طليقة ترفرف بيننا كأنهم أحياء يقصون لنا قوله تعالى : " إن نصر الله قريب "