|
عضو نشيط جداً
|
|
المشاركات: 156
|
#2
|
يبتع........
الحادي عشر :
لقد بينت هذه العملية أن المجاهدين الشيشان يمثلون جميع طبقات المجتمع الشيشاني ولا يمثلون ثلة من الشباب المتحمس ، فقد بينت عمليات المجاهدين المصورة سابقاً أن صفوف المجاهدين فيها الشاب والغلام اليافع والشيخ الكبير ، وجاءت هذه العملية لتبين أن النساء يشكلن محوراً لا يستهان به من تركيبة المجاهدين ، فهذه التركيبة للمجاهدين الشيشان تثبت للعالم وللشعب الروسي خاصة أن الجهاد في الشيشان مستمر بما أن قاعدته تتألف من جميع طبقات المجتمع ، وأن الجهاد هو خيار الشعب الشيشاني وليس خياراً لمجموعة أو مجموعات .
الثاني عشر :
يهدف المجاهدون إلى إجبار العالم بأسره أن يتابع ماذا يجري في الشيشان ويسلط الضوء على الجرائم الروسية فيها ، فهذه العملية سلطت الأضواء العالمية ، الإعلامية منها والسياسية على القضية الشيشانية خارج إطار النظرة الروسية ، فلأول مرة يعقد مؤتمر صاخب في كوبنهاجن يدين العمليات الروسية على الشيشان ويطالب روسيا بحل الأزمة سياسياً ، ولأول مرة نسمع التقارير من المنظمات الدولية أن الروس يفتقدون لأدنى مستويات التعامل الإنساني مع الشعب الشيشاني ، ولأول مرة تخرج لنا التقارير الدولية التي تقول بأن 80 ألف شيشاني لقوا حتفهم من جراء العمليات العسكرية الروسية في الشيشان ، ولأول مرة تسرد الصحف الغربية الجرائم الروسية في الشيشان ، فهذه العملية سلطت الأضواء على القضية الشيشانية وخرجت من تحت هذا الصخب الأصوات المنادية بإيقاف العمليات الروسية في الشيشان ، لأن العمليات العسكرية في الشيشان والتي امتدت لعشر سنوات لم تثمر ولم تصل لشيء يمكن أن يسجل لصالح الروس في الشيشان .
هذه بعض الأهداف التي كان المجاهدون يطمحون إلى تحقيقها من هذه العملية ، وجميع هذه الأهداف تحققت بفضل الله تعالى ، مع التأكيد على تفاوت نسبة تحققها فتزيد وتنقص على اختلاف طبيعة الأهداف ، ولكن المجاهدين يعرفون أن نسبة تحقق هذه الأهداف لن تصل إلى الكمال إلا بزيادة هذه النوع من العمليات داخل الأراضي الروسية ، وبمزيد من الضغط سوف يخضع الروس والشعب الروسي لمطالب المجاهدين كاملة بإذن الله تعالى .
ولعل تساؤلاً يتوارد على الأذهان مفاده : إذا كان المجاهدون يقولون بنجاح العملية بتحقق هذه الأهداف ، فما بالهم لم يقولوا بفشل العملية لأنها لم تحقق المطلب الوحيد للمجاهدين داخل المسرح والذي كان انسحاب القوات الروسية من الشيشان ؟ وما بالهم لم يقولوا بفشلها بعد مقتل جميع المجاهدين ؟ وما بالهم لم يعلنوا فشلها أيضاً بعد فشلهم بقتل جميع الرهائن ؟ .
ونحن نقول نعم هذه التساؤلات واردة والكل يطرحها ، ولكنها لم تلامس الأهداف الحقيقية للعملية حتى يحكم على العملية بالفشل لعدم تحققها ، وذلك لأسباب بسيطة هي :
إن طلب المجاهدين للانسحاب الروسي من الشيشان خلال خمسة أيام كان أشبه ما يكون بالمطلب التعجيزي ، فالهدف من هذا المطلب هو تسليط الرأي العام العالمي والروسي على أصل الصراع وحقيقة القضية ودوافع العملية الأصلية ، ولا يمكن أن يتصور المجاهدون أن انسحاب أكثر من 130 ألف جندي في غضون خمسة أيام من الأراضي الشيشانية هو أمر يمكن حصوله بهذه السرعة ، بل إن دراسة قرار الانسحاب من قبل الروس في هذه المدة هو أمر محال أيضاً ، ولتحقق هذا المطلب يحتاج المجاهدون إلى ترتيب عملية تمتد على أقل الأحوال لمدة شهر ليدفعوا الحكومة الروسية إلى دراسة القرار فقط ، أضف إلى ذلك أن هذا المطلب بعيد المنال في الوقت الحالي وذلك لوجود تحالف دولي ضد المجاهدين في الشيشان ، ودخول القوات الروسية لأول مرة إلى الأراضي الجورجية لخوض المعارك مع المجاهدين ، فروسيا ترى أنها في قمة ظروفها السياسية الدولية التي تتيح لها مواصلة حربها الإبادية في الشيشان ، ولا يمكن أن يتصور أحد أن المجاهدين بعملية كهذه بإمكانهم أن يتغلبوا على كل هذه المعطيات ، ولكن إعلان مطلب انسحاب القوات الروسية من الشيشان إنما كان لتركيز الأضواء على القضية وإعطائها بعداً عميقاً يحقق أهدافها المنشودة ، ومن عادة المفاوضين أن يتقدموا بأعلى المطالب لينالوا ما دونها .
أما القول بفشل العملية بسبب مقتل جميع المجاهدين ، فلم تكن هذه خسارة في حسابات المجاهدين ، فأول ربح فيها أنهم انتقلوا إلى حياة أبدية خالدة بإذن الله تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ) ، والأمر الآخر هو أن المجاهدين عندما قرروا تنفيذ العملية فقد وضعوا احتمال مقتلهم بنسبة 99.99% وخاصة عندما قرروا إشراك النساء في العملية فالجميع تعاهد على أن يدافع عن النساء حتى آخر نفس يتردد بين جنبيه ، لذلك سلحت جميع النساء بأحزمة ناسفة حتى لا يتمكن العدو منهن ، فالأسر سيؤدي في النهاية إلى قتلهم ، ومحاولة الخروج نسبة النجاة فيه وخاصة للنساء لا يمكن أن تذكر أبداً ، والمطالبة بنقل المجاهدين والرهائن إلى خارج روسيا ومن ثم إطلاق سراح الرهائن يكتنفه كثير من الخدع والحيل والمخاطر فلم يكن مجدياً أبدا ، إذاً طريق المجاهدين هو طريق واحد الجميع جاء إلى موسكو ليموت فقط وليس غير الموت لتحقيق الأهداف السابق ذكرها ، وحينما يحصل للمجاهد ما كان يطلبه في كل ميدان فكيف يقال بأن هذه خسارة من شأنها أن تفشل العملية .
أما عدم تمكن المجاهدين من قتل جميع الرهائن كما هددوا وتفجير المتفجرات ، فلم يكن هدفاً لدى المجاهدين قتل الرهائن فقط ، فهو مضر للقضية أكثر من نفعه ولكن الواقع المؤلم هو الذي دفع المجاهدين لذلك ، فقد كان خيار قتل الرهائن من قبل المجاهدين هو آخر الخيارات ولم يكونوا يريدون اللجوء إليه إلا في حالة الاضطرار ، وكان الهدف من وجود الرهائن هو اتخاذهم دروعاً بشرية لقتال القوات الروسية من خلفهم وإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف القوات الروسية ، ولو كان هدف المجاهدين هو قتل الرهائن لقاموا بتلغيم المسرح وتفجيره عن طريق استشهادي واحد أو تفجيره بالتوقيت دون عملية احتجاز الرهائن ودخول هذا العدد من المجاهدين في هذه العملية ، فإيقاع الضحايا في صفوف المدنيين ليس هدفاً منشوداً للمجاهدين كما هو عند الروس في الشيشان ، وقد يكون هدفاً لعمليات قادمة إذا منح الشعب الروسي مزيداً من الأصوات لرجال الحرب لدفعهم إلى مزيد من الإبادة والتشريد في الشيشان .
هذه هي الأهداف المنشودة للمجاهدين من هذه العملية ، وقد اطلعنا بحسرة على بعض الأصوات التي تنادي من هنا وهناك وتزعم أنها مشفقة على القضية الشيشانية ، وقد تلخص طرحها بقولهم ( قضية عادلة وعملية ظالمة ) فهم يقلون بأن القضية الشيشانية قضية عادلة والحق مع الشعب الشيشاني ، ولكن هذه العملية شوهت صورة المجاهدين الشيشان ولطخت سمعت جهاد الشعب ضد الغزاة الروس ، ومن شأنها أن تجعل العالم يتكالب على المجاهدين الشيشان ويقف في صف روسيا .
ونحن نقول بأن المجاهدين لم يغب عنهم أبداً دراسة سلبيات العملية قبل تنفيذها ، فهذه السلبيات التي طرحها من يزعم بأنهم مشفقون على قضيتنا هي لا تساوي شيئاً على أرض الواقع ، فالعالم كله متحالف ضد القضية الشيشانية وأمريكا وأوربا تقف في صف روسيا ، وبعد تمكين الروس من دخول الأراضي الجورجية لقتال المجاهدين والمهاجرين لم يعد هناك خيارات يمكن المحافظة عليها ، وجميع دول العالم تسكت عن المجازر الروسية في الشيشان ، والشعب الشيشاني لا ينظر العالم إليه بأي نوع من العطف والرحمة ، وروسيا تواصل حرب الإبادة والتشريد وتزداد فيها شراسة يوماً بعد يوم ، فنقول لهؤلاء أي الدول هي التي تقف مع الشعب الشيشاني وتعلن أن القضية عادلة وأن المجاهدين والشعب الشيشاني من حقهم الاستقلال ، أي الدول تعلن هذا الموقف رسمياً ، لا يوجد أية دولة تعلن ذلك ، ولا يوجد أية دولة تستنكر رسمياً المجازر الروسية أو الغزو الروسي ، وعلى مستوى الشعب الروسي فإنه أكبر وقود لهذه الحرب تأييداً وإمداداً وترشيحاً ، فإذا كانت هذه هي المعطيات المحيطة بالقضية فما هو المكسب الذي يمكن أن يحافظ عليه المجاهدون ؟ ، وما هي الخيارات التي بإمكانهم أن يحترموها من أجل المحافظة على أي مكسب ؟ ، ، لقد تكالب العالم عليهم والجميع وقف ضدهم فأي معنى لمراعاة نظرة من وقف ضدي وضد قضيتي ، وأنا لم أراع دماء الشعب الشيشاني وأسراهم ومشرديهم ، إن أعظم ما يفكر به المجاهدون إنما هو الشعب الشيشاني وكيفية دفع العدو الصائل الذي صال على أرضهم وأفسد الدين والدنيا .
أما من استنكر العملية على اعتبار أنها تخالف الأدلة الشرعية ، وتدخل أبرياء في المعركة لا علاقة لهم بها وهم ممن تحرم دماؤهم وأموالهم ، فهذا الطرح لنقص فهمه للأدلة الشرعية بمجموعها لا يمكن أن نرد عليه حتى يستوفي شروط معرفة الواقع ومعرفة الأدلة الشرعية بمجموعها ، ويكفي هذا أن يتأمل قول الله تعالى ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) وقوله ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ) وللعلماء كلام يطول نقله حول هذه الآيات وما شابهها ، وخلاصة قولهم أنه يجوز أن نعاقبهم بمثل ما عاقبونا به ، فالروس يستهدفون الأبرياء من النساء والأطفال ويقتلونهم قصداً بلا هوادة ، والشعب الروسي هو الذي يقف خلف العسكر وهو الذي يعطي تأييده لهم عبر ترشيح رجال الحرب ، فإذا لم نسقي الشعب الروسي من الكأس التي سقى منها الشعب الشيشاني فإنه لن يحس بمرارة حال الشعب الروسي ، فإذا ذاق من نار الحرب فإنه بالتأكيد سوف يسحب تأييده لعمليات الجيش ، وإذا لم تكن تعني الشعب الروسي هذه الحرب في الشيشان فإننا لن نعزله عن القضية وهو الذي أشعل فتيلتها وعليه الآن أن يساهم بإيقافها .
إلى هنا تنتهي الحلقة الأولى من الإجابة على هذا السؤال المهم ، وفي الحلقة القادمة نؤكد بسرد بعض الوقائع التي حصلت بعد العملية أن المجاهدين حققوا أهدافهم المنشودة بفضل الله تعالى .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
اسف على الاطالة
تحياتي
حماااااااااااااااده
|
|
10-11-2002 , 04:21 PM
|
الرد مع إقتباس
|