كيفك نوني انشاء الله بخير ..


مما قرأت ....


نريد المساواة معها...!


شهدت مدينة كوماتو اليابانية، يوم الاثنين الماضي، مظاهرة احتجاجية تناقلت بعض تفاصيلها وكالات الأنباء، فبعد أن طفح بها الكيل، وعيل صبرها، خرجت مجموعة من الأبقار (نعم الأبقار ومفردها بقرة التي هي زوجة الثور ذي القرنين) إلى الشارع الرئيسي، لتطالب بتوفير الحماية لها من مرض جنون البقر، ولتستنكر اتهام الأبقار (من طرف) بالجنون، لمجرد أن بقرة يابانية واحدة أصيبت بالمرض، وقالت مصادر الشرطة في كوماتو إن الأبقار كانت على درجة عالية من التحضر، ولم تقم بإلقاء الحجارة على رجال الأمن، أو لفت الانتباه إلى قضيتها بالصراخ المتشنج، بل اكتفت بحمل لافتات تقول "لا لجنون البقر" و"نريد العيش في أمان"... ولأنها أبقار تتحلى بوعي قانوني، وتعرف حقوقها (اللهم أوعدنا) فإنها حملت لافتة ضخمة تناشد فيها رئيس وزراء البلاد جونيتشيرو كويزومي (أو شيء من هذا القبيل) أن يهب لنجدة الأبقار، بتوفير الوقاية لها من الجنون ومنع التشهير بها في وسائل الإعلام، وقد حرصت الأبقار على عدم اصطحاب بشر معها، وانتهى موكبها الاحتجاجي، بوقوفها أمام مكتب المدعي العام في المدينة، ولم يكن سلوك رجال الشرطة في كوماتو أقل تحضرا من مسلك الأبقار إذ إنهم لم يقوموا بتفريق المظاهرة باللجوء إلى العنف، واكتفوا بالسير بمحاذاة الأبقار إلى أن بلغت غايتها ثم أتوا بشاحنات، ونقلوها إلى حظيرة مكيفة الهواء إلى أن يأتي أصحابها لأخذها! ولم تصدر الحكومة اليابانية بيانا يتهم الأبقار بالعمالة لبوركينا فاسو أو الصومال... وأعتقد أن هذا الحدث التاريخي يستوجب تعديل ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، لينص صراحة على منح الإنسان العربي نفس حقوق التعبير المكفولة لأبقار اليابان أو قرود الطائف!. أَوَ تذكرون الحكاية التي نقلتها صحيفة سعودية قبل نحو سنة عن رجل كان يسافر بسيارته إلى الطائف؟، عندما دهس قردا مستهترا (القرد) بقوانين المرور، بدليل أنه كان مستلقيا وسط الشارع في أحد المنعطفات فلم يره الرجل إلا بعد أن مر فوقه بسيارته المهم أن الرجل قضى في الطائف ثلاثة أيام ثم عاد بسيارته على نفس الطريق وفجأة انهالت عليه الحجارة، وما حدث هو أن القرود نصبت له كمينا انتقاما لرفيقهم القتيل... سيقول بعضنا إن مسلك القرود لم يكن متحضرا لأن أخذ الحق باليد سلوك همجي، ولكن لنكن غاية في الصراحة: هل كانت الشرطة ستقبل بلاغا من القرود حتى لو جاءت مصطحبة معها كفيلها تشارلس داروين؟. بدلا من كيل الاتهامات المجانية للقرود دعونا نتعلم منها أن من لا يأخذ حقه بيده يداس بالسيارات العادية ثم المجنزرة ثم تأتي المدرعات والبوارج، و.. .. تورا بورا...!


تحياتي ..:cool: